الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((التكنوقراط ، وسرّ النجاح (ج2)....)) . جدل الساسة في إمكانية نجاح التكنوقراط .

مرتضى عصام الشريفي

2016 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


ما دفع الكتل السياسية إلى هذا الكلام المصلحة الحزبية الخاصة، ولا يغرنّك تشدّقهم بالوطن، والمواطن؛ لأنّ كلامهم غير المقنع يفضحهم؛ حتى لتحسّ أنّهم يلفظونه عن غير قناعة منهم له .
نرجع لحديثنا .
.
إحراج رئيس الوزراء بهذه الصورة ما هي إلا محاولة لعرقلة مشروعه الإصلاحي أنْ يمضي، وما قالوه من عدم اشتراط استقلالية التكنوقراط ما هو إلا للحفاظ على مناصبهم، ووزاراتهم، فالكتل تأبى أنْ تخسر مكاسبها، وهذا السر الحقيقي خلف فشل الحزمة الإولى من الإصلاحات، وقد نوّه لذلك رئيس الوزراء في خطابه الأخير .
.
في الحقيقة إنّ كلّ ما تفوّهوا به وهمُ متخيّل ــ لم يلمس حقيقة القضيّة ــ؛ دفعهم خوفهم الكبير على نفوذهم، وسلطانهم إلى الكلام عنه، فماذا يستطيع التكنوقراط إنقاذه بعدما استولوا على المناصب العليا، والمهمّة في الدولة، والوزارات؛ إذ أصبحت كلّ الوزارات مناطق إقطاعية للكتل السياسية كلّ كتلة أخذت وزاراتها، وعدّتها منطقة نفوذ، ومكسب لا يجوز التنازع عليه، وخير دليل على ذلك في كلّ حكومة تأخذ الكتل وزاراتها السابقة، ولو فكّر رئيس الوزراء أنْ يأخذ واحدة منها عليه أنْ يعطيهم بدلها أخرى توازيها في الأهمية، والسيادية ..!! .
.
في ظلّ هذه المعطيات كيف يمكن للتكنوقراط النجاح ..؟ .
لا أمل في نجاح التكنوقراط ما لم تتوفر لديه مستلزمات النجاح، وأهمها : 1. نفوذ قراراته . 2. استقلاليته عن تأثير الأحزاب . 3. الوسائل، وأعني بها موازنته السنوية، ومدخولاته .
وهناك عامل رئيسي ألا وهو إتيانه عبر (قانون التدرّج الوظيفي) الذي تمّ إغفاله عمداً من قبل الأحزاب؛ ليأتوا بضعاف العقول، والرؤية، ويقعدوهم في المناصب، ولو سأل سائل : ما فائدة (التدرّج الوظيفي) ؟، بل له كامل الفائدة، وبه يستطيع المسؤولة الإحاطة بالسنن الإدارية التي تسير عليها الوزارة، ودوائرها، وبه يمتلك خبرة كافية؛ لتطوير العمل، ومن خلاله تتكوّن لديه الرؤية لآفاق أوسع في نظام الوزارة الإداري، والخدمي .
.
على وفق هذه الرؤية يكون مصطلح (التكنوقراط) ذات أهميّة كبرى في النجاح، وإنْ كان ليس شرطاً له؛ لكنّه شرطٌ أساسي في تطوير النجاح؛ بما يمتلكه من رؤية، وخبرة تمكّناه من التخطيط الاستراتيجي للمستقبل، وبه يمكننا التخلّص من جيش المستشارين الكبير الذي لم يفلح في الانتصار على الفشل الكبير الذي مُنيت به الحكومات ما اضطرّها إلى البحث عن التكنوقراط .
.
أسأل الله أنْ يوفّق الجميع لخدمة هذا البلد الجريح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تخرب محتويات منزل عقب اقتحامه بالقدس المحتلة


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل إلى صفقة ونتنياهو يقول:




.. محتجون أمريكيون: الأحداث الجارية تشكل نقطة تحول في تاريخ الح


.. مقارنة بالأرقام بين حربي غزة وأوكرانيا




.. اندلاع حريق هائل بمستودع البريد في أوديسا جراء هجوم صاروخي ر