الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش المقال المعنون - ملاحظات مختصرة على مقال ...-

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2016 / 2 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


على هامش المقال المعنون " ملاحظات مختصرة على مقال ..."

وجدت من الضروري ان اتوقف قليلاً عندالتعليق (رقم 6 )الذي نُشر في نهاية مقال فاضل عباس البدراوي، لكي أعترف بأن هذا التعليق ذكرّني بما فعلته الكنيسة الكاثوليكية ب باروخ اسبينوزا( 1632-1677) وما كتبتها على شاخص قبره:
(تسلسل:6
7/2/2016
طلال السوري
ماهذه الانتقائية للتاريخ
لكنه من المؤسف ان اختتم حياته السياسية بالارتماء في احضان البعث الفاشي بعد انقلابهم المشؤوم في17- 30 تموز عام 1968،
======
الحزب الشيوعي كله ارتمى في احضان البعث الفاشي وقبل به حزبا قائدا).

أمل أن لا أكون مبالغاً أو مفترياً عندما أكتب بأن السيد طلال السوري كان واقعاً تحت تأثير الپروپاغاندا التي مارسها الحزب الشيوعي العراقي بحق حميد عثمان، عندما كتب القسم الأول من تعليقه هذا، ولا أعرف فيما إذا يستمر على هذا القدر من التسطيح في هذه المسألة لو عرف بأن علاقة حميد عثمان بحزب البعث، كسياسي مستقل، سبقت مجيئهم للحكم في 17-30 تموز، بعد أن إستشعر بوجود بارقة أمل لردم الخنادق العميقة التي لم تثمر عنها غير الألام والحسرات والخراب لعموم البلد وما نتج عنها من ضياع للفرص والحركة بعكس مسار التقدم والنهوض، عندما اقتنع بأنه إكتشف امكانية تغيير السكين بالقلم في يد عدد من قياديي هذا الحزب، و كان عبدالخالق السامرائي في مقدمتهم.
بدأ هذا الإكتشاف بدءً في سجن من سجون بغداد في عهد عبدالرحمن عارف، بعدما اختطف عدد من رجال الدولة العميقة حميد عثمان في ساحة حافظ القاضي أثناء تواجده في بغداد للتفاوض من أجل السلام بتكليف من ملا مصطفى البارزاني، وقتها كان طاهر يحى رئيساً للوزراء. ألقوه في هذا السجن الذي كان يتواجد فيه العديد من كبار البعثيين، بدون أية إجراءات رسمية ليبقوه مغيّباً لعدد من الأيام لنوايا غير معروفة، بعد أن ترددوا على الإنتهاء منه بسرعة وبطريقة ما ولهدف ما، عندما ساقوه الى شاطىء نهر دجلة جنوب بغداد. لربما كان تحويله من شاطئ النهر الى السجن حصل بعد أن أدركوا بأن الشاب أكرم الحيدري، الذي كان يعمل في محل لبيع المرطبات - الكماليات في حافظ القاضي ، شاهدَ ما حدث، والمجرم يحوم حول مكان جريمته عادة.
قطع حميد عثمان من جانبه هذه العلاقة بعد أذار1970 مباشرة. في الوقت الذي كان الجميع يرقصون ويهلهلون فرحاً في الشوارع، كان حميد حزيناً وفي حالة يأس، بسبب إدراكه بأن جهوده ذهبت ادراج الرياح، عندما رأى كيف دُعم خط "العلاقات العامة" على حساب الخط "السياسي" وكانت فرصة لتَغَول الأيادي التي تحمل السكين على الأيادي التي تحمل القلم وعواقب ذلك. سنضيف بعض التفاصيل عند وصول البحث الى "خطيئة" حميد عثمان هذه، وهي الكتابة في جريدة الثورة لعرض طروحاته في مختلف المجالات كالسلم في كوردستان، الإصلاح الزاعي، الجبهة الوطنية... نؤجل ذلك لأننا مازلنا في مرحلة عملية الحفر المعرفي لمعرفة اسباب اتخاذ جمال الحيدري كل هذه المواقف المتشنجة تجاه حميد عثمان.
في نهاية مناظرة بين تشومسكي و ميشيل فوكو تحت عنوان:" الطبيعة البشرية: العدالة ضد السلطة"* وجه أحد الحاضرين سؤالاً نحو تشومسكي حول إشكالية بقاءه في مؤسسة معهد MIT الداعمة للحرب في فيتنام من جانب ومناهظته للحرب ذاته من جانب أخر. اشار تشومسكي في سياق جوابه المسهب: فيما اذا كان من الصواب توجيه اصبع الاتهام الى كارل ماركس أيضاً، إعتمادً على نفس المنطق، بسبب استمراره بعمله في المتحف البريطاني لمدة خمسة عشر عاماً والإستفادة من مصادره وتسهيلاته لحين إستكمال بحثه المسمى بالماركسية، رغم كون المتحف يُشكل رمزاً عتيداً من الرموز الاستعمارية بسبب احتواءه على كل ما نهبه المستعمر البريطاني من نفائس وكنائز الشعوب التي إستعمروها عنوة....
نستطيع ان نزعم بأن علاقات الحزب الشيوعي العراقي ذهبتْ باتجاه اخر، وهو تطوير العلاقة مع خط "العلاقات العامة " الذي كان صدام حسين الرمز البارز فيه، أعتقد جاءت تلك العلاقة لتحقيق رغبة سوفيتية، كانت باكورتها عندما كلف السوفيت قيادة الحزب الشيوعي العراقي مهمة إيصال معلومات مخابراتية الى القيادة العراقية، ونفذوها كأن بغداد لم تكن فيها سفارة سوفيتية ولم يكن بريماكوف في بغداد، يبدو أنهم نسوا أن مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة.
الإتهام الذي ورد في السطر الأخير من التعليق دليل قوي على ما ذهب إليه إسبينوزا عندما كتب:
"إن القوانين التي تلجم الأفواه و تحطم الأقلام تهدم نفسها بنفسها" :


‏*http://youtu.be/YcYOuffbQ8c










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحجاج يتوافدون على عرفات لأداء ركن الحج الأعظم


.. الحرب في أوكرانيا.. خطة زيلينسكي للسلام




.. مراسل الجزيرة مؤمن الشرافي يرصد آخر الأوضاع في مدينة رفح


.. كيف هي الأجواء من صعيد عرفات؟




.. مراسل الجزيرة يرصد أراء الحجاج من صعيد عرفات