الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة المعلم هل هي ضربة معلم..!؟

روشن قاسم

2005 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


ان الخطوط المستقيمة المظهر، والمنكسرة المضمون التي تنتهجها السلطة السورية داخل حدود البلاد وخارجها، والتي تمثلت بالتحرك الدبلوماسي السوري الساعي لحشد الدعم العربي من خلال جولة وليد المعلم نائب وزير الخارجية السوري، لنقل رسائل طلب "معونة" للسلطة السورية الى العديد من الملوك والرؤساء، تضمنت دعوة لوساطة هذه الدول بين دمشق وواشنطن، على أن تلتزم سوريا بالمطالب الأمريكية كافة، خصوصاً ما يتعلق بالعراق ولبنان بما فيها طرد الفصائل الفلسطينية المتشدّدة المتواجدة على أراضيها.
وبموازاة هذا التحرك الدبلوماسي جرى في البلاد النقيض، حيث المفارقة الكبيرة بين الرسائل تلك والفعل السلطوي السوري،اذ ان قرار العفو عن السجناء السياسيين وزوبعة تبيّيض السجون السورية، لم تشمل كافة سجناء الرأي في سوريا، بل كانت عيّنة مُجرثمة تفتك بجسد حقوق الانسان في سوريا، ولا تحمل أي مُسوغ تزيل عن السلطة أُسُس ومفردات قمع الرأي الآخر، كما ان مشهد الاعتقالات التي لم تكُف يدها عن الخلق المتمايز عنها ، والتي جاءت باعتقال كمال اللبواني فور وطأة قدميه أرض البلاد حمل المفارقة التي تتبعها السلطة والتمثيل الغليظ لدبلوماسييها في الخارج.
الأزمة التي تمر بها سوريا على حد تعبير (مسببيها) جعلت من البلاد في أزمة نفسية فلسفية تسرف السلطة فيها بتمرير ممارساتها في طوابير المهرولين الى البقاء على سُدَة الحكم مهما كلف الأمر، والأجندة الخاصة بالنظام نفسه ،عُممَ على الشعب بالخُطّب التي صارت أكثر من الهَم على القلب، والشعور الساذج وقولبة الضغوط ضمن (المؤامرة على المنظومة العربية) ملئ حتى التُخمة معدة الشعارات التي ضاقت ذرعاً من التّستر عن المكمون في البلاد.
ان ما عجزت السلطة عن رؤيته في خضم صفقاتها ومصالحها، جعلها في موقف مقارعة باهتة، مستخدمة صيرورة (الثوري للخطاب البعثي) تأبى فيه التضحية بالشخوص المافيوية التي ضربت أمن واستقرار البلاد المزمع من قبلها عرض الحائط ، كما ان الخيار الذي جاء في خطاب بشار الأسد (المقاومة أو الفوضى) فَقَدَ بريقهُ في الرماد الذي يتصاعد عن منابر الأئمة البعثية، وكأن ما يعانيه الهرم السلطوي من عُزلة دولية مُحّكمة ذهبت به الى تكريس نفسه في التحليل والغوص في ماهية ميليس والاسراف في غائية الضغوط الخارجية، التي تتجاوز وجودها المباشر بالنسبة له الى علّة غائية بُرمِجَت خلالها الضغوط بعيداً عن مكامِن الإجرام تحت أقبية أجهزتها والتي ان دلت على شيئ تدل على الافلاس السياسي لفخامة ومخامل الاعلام البعثي .
ألم يكن الأجدر ان تُستعمل الدّراية بدل الفراسة التلفيقية لخلق مناخ ملائم لتغيير وجهة اللطمات الخارجية .؟
وهل الجماهير هي التي ستدفع ضرائب الشخوص المطلوبة للحفاظ على (همروجة السيادة البعثية)!؟
وهل لحظة الحقيقة المرتقبة لدى اللبنانيين والكابوس القابع على صدر مرتكبي الجريمة ستحمل مآل الخراب على البلاد، التي غَدت حكم لا مناص منه ضمن الأنظمة الشّمولية .؟
أي جولة تلك للمعلم، والمعلمون يُنَظّرون في البلاد (المقاومة!).
فهل جولة المعلم كانت ضربة معلم..؟

روشن قاسم
اقليم كردستان العراق
السليمانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟