الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرؤية المصرية للأزمة السورية والفصل الأخير

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



يبدو لي الموقف المصري من الأزمة السورية هو الموقف الموضوعي، حيث أنها لم تقف مع طرف ضد آخر، ولم تسع مطلقا للتدخل السافر، بل حاولت جاهدة أن تخلق أرضية مشتركة، للأطراف المتنازعة، يمكن البناء عليها، فموقفها معلن لا يشوبه شائبة، ولم يتأثر بتلك التقاطعات التي تبدو واضحة جلية، فعلى الرغم من تلك العلاقة الاستراتيجية مع المملكة العربية السعودية، والتي تقف موقفا متشددا من النظام في سوريا، وعلى الرغم من موقف المملكة العربية السعودية الداعم للثورة المصرية في الثلاثين من يونيه، حيث كان هناك محاولة مستميتة لمحاصرتها، ذلك الحصار الذي ساهمت السعودية في رفعه بكل قوة، ومع ذلك تعلن مصر صراحة وبكل وضوح عدم مشاركتها في أي عمل بري في سوريا، وتعلن على لسان وزير خارجيتها سامح شكري أن مصر تدعم جهود المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، الذي يعني أن تمسك مصر بالحل السياسي والذي أعلنته منذ اللحظة الأولى حفاظا على وحدة الأراضي السورية.
لا يخفى على من يمتلك ولو قليل من الدراية بالتاريخ، أن العربية السورية عمق استراتيجي لمصر، ويعلم الجميع أن هذين البلدين ارتبطا بوشائج التاريخ والجغرافيا، وهذا ما يجعل مصر تصر على الحفاظ على سوريا دولة متماسكة، ويجعل مصر تقف موقفا متشددا من أية محاولة للتدخل الخارجي في الشأن السوري، طبعا التدخل المقصود هنا، هو ذلك الذي يسعى لتفتيت العربية السورية، فالتجربة العراقية ماثلة أمام الجميع، وكم حذر كل العقلاء من المصير الذي آلت إليه العراق، ذلك البلد الذي يملك من الإمكانات والموارد والطاقات الطبيعية والبشرية ما ليس في بلد آخر في العالم، ولكن تكالب القوى الكبرى عليه، أوصله لهذه الحال التي يندى لها جبين كل عربي، بل وإنسان حر، يدرك ما قدمه هذا البلد للحضارة الإنسانية.
موقف مصر من الأزمة السورية، يؤكد أن رؤيتها بها من العمق ما يغيب عن كثير من دول المنطقة التي تدخلت في الشأن السوري، وزادت أمد تلك المعاناة التي يعانيها شعب أصيل عظيم قدم للبشرية والإنسانية والأمة العربية والإسلامية الكثير، وظل حجر عثرة في طريق التمدد الصهيوني في المنطقة.
إن الزمن يثبت كل يوم صواب تلك الرؤية، كما تثبت الاحداث، والوقائع على الارض، أن ما تصبو إليه القوى المعادية لسوريا، ليس أكثر من أمان وخيال لن يتحقق، ولعل ذلك ما دفع وزير الخارجية المصري سامح شكري يعلن بكل وضوح في مؤتمر صحفي أن مصر تدعم جهود المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا ستيفان، والذى كلف باستكمال المفاوضات مع الأطراف السورية لتشكيل حكومة انتقالية تساهم في وضع دستور للبلاد، وتعيد سوريا وشعبها إلى محيطها العربي.
كما أشار شكري إلى أن مصر شاركت في مجموعة دعم سوريا منذ اندلاع الأزمة السورية لرفع المعاناة عن الشعب السوري، و لوقف أعمال العنف.
وفي ذلك رسالة واضحة جلية، تعكس من جانب ما نتيجة شبه نهائية للأزمة السورية التي هي على وشك أن تسدل الستار في فصلها الأخير، عائدة لشعبها الأبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم