الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاتهام ( الجاهز) مسلك المأزوم ..!

علي فهد ياسين

2016 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الاتهام (الجاهز) مسلك المأزوم ..!
التفجيرالارهابي في العاصمة التركية مساء الاربعاء وضع الرئيس التركي ورئيس حكومته وحزبه ومنهجهم السياسي في زاوية ضيقة أمام شعبهم وأمام العالم، بعد سنوات من الأداء (العبثي) في سوريا والعراق وليبيا ومصروعموم المنطقة العربية، لتنفيذهم أجندات أمريكية لادامة الفوضى الممهدة لرسم خرائط جديدة للمنطقة، تخدم تكريس الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية وترحيل تداعياته الى أواخر قائمة الاهتمام العربي والدولي بحقوق الشعب الفلسطيني، بعد ستة عقود من الاحتلال.
النشاط المستمرلحزب السلطة في أنقره بمسلسل الدمارفي سوريا والعراق، من خلال سيناريو تحضيرها لأدوات الارهاب (مقاتلين وتجهيزات ودعم لوجستي )، كان ولايزال العامل الأهم في ديمومة الصراع المسلح المفضي الى مئات الآلاف من الضحايا وملايين النازحين والمهاجرين، اضافة الى نتائجه المتجاوزة حدود التوقعات في دمار البنى التحتية وتجذيرالصراعات الطائفية والاثنية في هذه المجتمعات المتآلفة منذ فجر التأريخ .
لقد (باع) قادة تركيا ضمائرهم ومبادئ حزبهم في سوق (النخاسة السياسية) على حساب الضحايا الذين يسقطون يومياً بأسلحة (غلمانهم) المدعين بالاسلام، وضحاياهم في الأغلب الأعم مسلمون، وقد تجاوزوا مبادئ الأسلام في تعاملهم البربري ضد ضحاياهم من غيرالمسلمين، على مرأى وعلم قادة الحكم في أنقرة الذين يستضيفون ويقودون التنظيم العالمي لـ (الأخوان المسلمين)، المؤمنين بأهدافه وسياساته التي دمرت المجتمعات العربية خدمةً لأسيادهم الامريكيون، على حساب المبادئ الانسانية التي أجتمعت عليها شعوب العالم بعد الحرب العالمية الثانية، وليس أدل على ذلك من بربرية عصابات داعش المدعومة من حكومة تركيا في جرائمها التي فاقت جرائم النازية ضد المسيحيين والايزيديين وباقي الطوائف في العراق .
لقد تجاوزالرئيس التركي ورئيس وزرائه (خطوط) الحلم السياسي والاتزان الذي تفرضه المناصب الكبيرة على عناوينها في الأحداث النوعية التي تتعرض لها البلدان التي يقودونها، وتناسوا وظائفهم في (امتصاص) صدماتها والعمل على معالجتها بأقل الخسائر، والاستفادة منها في تصحيح الأخطاء التي سمحت بحدوثها، ليعلنوا (قدرتهم) على الرد عليها في توقيتات يختارونها ومواقع يحددونها، كأنهم يقودون عصابات ترد على أفعال عصابات تستهدفهم وطواقمهم السياسية، مع أن الضحايا هم من العسكريين والمدنيين المكتوين بسياساتهم الرعناء المسؤولة عن العنف خارج تركيا وداخلها، ومتناسين أن دماء الشهداء بلون دمِ واحد في الأرض ولاتحكم أفضليتها الجغرافية !.
ليس غريباً ولاعجيباً أن (ينفعل) الرئيس التركي ورئيس وزرائه بعد (دقائق) من التفجير الارهابي في أنقرة ليوجهوا اتهامهم( الجاهز) الى أعدائهم السياسيين ، وكأن هؤلاء الأعداء قتلة وأرهابيون كما وصفهم حزب الرئيس وأعوانه، متناسين الطيف الواسع من المجرمين وشذاذ الآفاق واللصوص الذين تستضيفهم حكومة الرئيس ودوائر مخابراته من دول العالم لأعدادهم وتدريبهم وتجهيزهم وتسيرهم قوفل ومجاميع لسوح الحروب في سوريا والعراق، واستقبال جرحاهم في المستشفيات التركية تنفيذاً لاوامر الرئيس وحكومته طوال السنوات الماضية !.
لم ينفعل الرئيس التركي ولارئيس وزرائه ولاعموم أعضاء حزبه ولاأسيادهم الأمريكيون والأوربيون لآلاف التفجيرات الارهابية الدموية في بغداد وباقي المدن المدن العراقية طوال السنوات الماضية، وهم يعرفون بالمطلق أن عصاباتهم الاجرامية هي المسؤولة عنها، ورغم ذلك استنكرت وزارة الخارجية العراقية تفجيرات انقرة ودعت الى تظافرالجهود لمواجهة الارهاب الاعمى بعيداً عن( المحاور الاقليمية)، وهي دعوة حكيمة ومفيدة للجميع، عسى أن يستمع لها طاقم الحكم التركي الذي لازال منغمساً في تصوراته الخاطئة في التعامل مع دول المنطقة والعالم.
أن الاتهام الجاهزالذي تبنته المؤسسة السياسية التركية سريعاً بعد تفجيرأنقرة يعبربالمطلق عن حالة (المأزوم ) المتسرع في أطلاق تصريحاته لتبريرالحدث، وهو مرتبط بمجمل الأحداث التي وضعت حكومة تركيا ورئيسها في زاواية لاتحسد عليها بعد اسقاط الظائرة الروسية التي أسست لواقع جديدحرم تركيا من متابعة تنفيذ دورها المهم في سوريا، بالرغم من استنجادها بالحلف الأطلسي الذي فضل التوافق مع موسكو، وعليه لم يجد الرئيس ولارئيس وزرائه (كبشاً) لتفجيرات أنقره سوى الأحزاب الوطنية التركية التي تناضل من أجل حقوق الكرد في تركيا، التي يستنكرها عليهم حزب أردوكان المستميت بالدفاع عن حقوق الشعوب العربية !.
علي فهد ياسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد الصمادي: كمين جباليا سيتم تدريسه في معاهد التدريب والكل


.. متظاهرون يطالبون با?لغاء مباراة للمنتخب الا?سراي?يلي للسيدات




.. ناشطة بيئية تضع ملصقاً أحمر على لوحة لـ-مونيه- في باريس


.. متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين يهتفون -عار عليك- لبايدن أثناء م




.. متظاهرون يفاجئون ماثيو ميلر: كم طفلاً قتلت اليوم؟