الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعوب تدفن الحاضر لأجل الماضي

أميرة مهيوب

2016 / 2 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


في إحدى أيام إجازتي الصيفيه في العام الماضي وفي الحي الذي كنت أسكن فيه حينها، ذات نهار سمعت بعض الصرخات الغير مفهومه مصدرها الشارع الرئيسي.
لم اعيرها الكثير من الاهتمام وواصلت عملي. الا أنه خلال لحظات لاحقاً بدأت هذه الصرخات تعلوا وبدأ قلبي يدق بسرعه! تسائلت لم هذا الخوف الغير مبرر وحاولت إستعادة تركيزي.
صوت المفرقعات إستوقفني! حرك قلبي بسرعة مجدداً!
هل هي الحرب هنا أيضا؟.
لم أتجرأ أن افتح النافذه أو اقترب منها.
منظر الجثث الملقاة في الشوارع و رائحة الدماء في مخيلتي كانت قد تسببت بإصابتي بالشلل المؤقت، بالرغم من أني لم أكن قد رأيت هذا المنظر أمامي إلا عبر الشاشات لكن الخوف من رؤيته مجددا جمدني.

بقيت في مكاني لبضع دقائق واصبحت زمامير السيارات تملأ الأجواء مما هو أمر غير منطقي هنا حيث أسكن فبالرغم من أن الشارع رئيسي لكن القانون يمنع هذه الضجة وهذا الصراخ الغير مفهوم! هل اتصل بالشرطه؟ هل يعقل أني لازلت هناك لم اخرج الى اوروبا بعد؟.
لكن ما الفرق؟
هل يوجد فرق ان كانت الحرب في ما يسمى الشرق او كانت بالغرب؟.
لم أجد لخوفي أي مبرر. الموت هو الموت ذاته، ربما كنت أخشاه لجهلي به و لعدم تقبلي لفكرة الموت..
تقدمت لا مباليه تجاه النافذة.
لم أفتحها
إرتديت معطفي وحذائي، نزلت الدرج وفتحت باب المنزل، كان المنظر غريب بعض الشيء
نساء ورجال الشرطه هنا أمام باب منزلي ينظرون لي ويبتسمون! هل هي خدعة ما؟
تقدمت خطوات قليله وتخطيتهم، لم يبالوا بي و أنا أتعدى ذاك الشريط الأصفر الذي طوق الجمع الكبير أمامي.
أشخاص كثر من جميع الفئات العمريه، يصرخون ويهللون بكلمات غير مفهومة لكن منظر الفرح والسعادة كان بادي عليهم.
تقدم أحدهم لي بكأس عصير وهو يتمتم بكلمات لا أفهمها و يبتسم ثم يذهب.
لازلت لا أفهم لازلت لا أرى الحرب ولا الدماء
صعدت الى منزلي وفتحت النافذة لأرى هذا الجمع الهائل من الناس يحتفلون بما تبين لي لاحقاً انه " عيد الديوالي" وكانت هذه طقوس احتفاليه في احدى شوارع بريطانيا بحراسة من الأمن.
حزنت للمشهد وأنا أتذكر أهلي و أصدقائي الذين لازالوا ينامون على أخبار عدد القتلى وتوقظهم أصوات التفجيرات.
حزنت على نفسي وأنا فاقدة الأمان حتى هنا..
و حزنت على شعوب كثيرة يملأها الرعب و الموت.
أنبني من حولي على هذا الشعور ووصفني البعض بالسلبية. لكني أنا وليدة الحرب اللامنتهيه، مشروع أمة لا ترى من نفسها إلا ماضي، تعادي الحاضر ولا ترى المستقبل.
أنا ناتج شعوب لا تريد إلا الدماء.
كيف لي أن لا اشفق..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة