الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية امريكا في الشرق الاوسط

سوزان ئاميدي

2016 / 2 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


تعتبر امريكا من اكثر الدول تأثيراً على الوضع في الشرق الاوسط , وحديثا وبعد 11 سبتمبر عقدت تحالفات تكتيكية عسكرية واستخباراتية مع دول لم يتخيل صانع القرار الامريكي عقد تحالف معها قبل ذلك , وذلك لتحقيق اهدافها الاستراتيجية. فلديها استراتيجية واسعة لا حياد عنها , محافظة بذلك على مكانتها في المنطقة كقوة عظمى . ولذلك فان استراتيجيات امريكا في الشرق الاوسط تعتمد على عدة اعتبارات وهي : -
- الحفاظ على مكانتها في المنطقة كقوى عظمى .
- تأمين مصادر الطاقة والمحافظة على (النفط) .
- ضمان علاقاتها الاقتصادية .
- تأمين ديمومة بيع الاسلحة .
- ضمان امن وسلامة دولة اسرائيل .
- الحفاظ على تحالفاتها في المنطقة وخاصة مع دول الخليج .
- محاربة امتلاك السلاح النووي .
- قطع الطريق امام اي قوة منافسة ايجاد نفوذ لها في المنطقة حتى وان اضطرت لتحقيق ذلك اللجوء الى الحل العسكري .
وتعد استرتيجية الولايات المتحدة الامريكية من الاستراتيجيات المرنة القادرة على التغيير والتعديل عند الحاجة , ولها امكانيات عالمية من حيث القوة العسكرية والخطط الاستباقية , وهي اليوم تتزعم العالم بقدراتها الكثيرة والكبيرة , الذي جعلها تتصدر كل الميادين من باب الدفاع والحفاظ على امنها القومي و العمل على نقل القيم الحضارية الى الدول المتأخرة . ولكن الاحداث الفوضاوية بعد تغيير النظام في العراق وما جرى بعدها في اغلب دول الشرق الاوسط مؤشراً سلبياً , وهذه الاخيرة اصبح يتم تحليله من قبل المحللين السياسيين وبعض الوثائق للمخابرات الامريكية وعدد من حلفائها التي رفعت عنها السرية على انه أمر مفتعل خاصة موضوع السماح لتنظيم داعش في الصعود ليصبح كثقل موازن لحكومة بشار الاسد , بخلاف ما تقوله الولايات المتحدة الامريكية فانها توعز على ماجرى من فشل الى البديل عن الانظمة من تحقيق الوضع المستتب , وفي كلا الحالتين , المواطن المدني البسيط فضلا عن الكثير من المثقفين يحملون امريكا مسؤولية القتل والدمار الحاصل في المنطقة .
ويمكن اعتبار خروج الجيش الامريكي من العراق منعطفاً تأريخياً في الرؤية الامريكية لتطبيق استراتيجياتها في المنطقة , واعتمدت في ذلك على الاشراف على الأزمات وادارتها دون التدخل فيها بشكل مباشر عن طريق ترك الصراعات المحلية تأخذ مدياتها القصوى و توجيهها بما يخدم استمرارية سيطرتها . ومن خلال دراسة مجتمعات هذه المنطقة والافكار المؤثرة في مجتمعات هذه المنطقة والتي تنحصر فقط في التوجهات القومية والدينية . وبعد حدوث الثورات العربية وتصدر الجماعات الاسلامية ( الدعوية منها والمسلحة) والتبعات التي اعقبتها من فوضى شاملة في المنطقة خاصة في سوريا والعراق ودخول اطراف دولية اخرى للمعادلة السياسية في المنطقة اضطرت امريكا للتدخل مرة اخرى بشكل مباشر للحفاظ على مصالحها التي اوشكت ان تهدد .
ان التدخل الامريكي المباشر في المنطقة مرة اخرى تاثر بعوامل كثيرة منها وكما قلنا دخول اطراف دولية جديدة ( كروسيا) في معادلات المنطقة , والتقارب بينها وبين ايران عقب التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني , اضافة الى التغيرات التي طرات على العلاقة بين امريكا والسعودية في التباين الواضح في وجهات النظر بين الطرفين حول ما يجري في سوريا ومصر، وقد تكون هي البداية في تغيير الولايات المتحدة حلفائها في المنطقة ( الباحث الامريكي ستيفن كينز ) صاحب كتاب اعادة تشكيل الشرق الاوسط 2011 , واستبدالها بتحالفات جديدة بعد ان اصبحت توجهات الحلفاء القدامى تتقاطع مع استراتيجيات امريكا في الشرق الاوسط ... إلا ان ذلك لايمكن ان يحدث بين ليلة وضحاها, فتشابك المصالح بين امريكا وبعض الدول العربية ( السعودية مثال) مرت من خلال الترتيبات الاقليمية باتجاه اسرائيل ولعقود من الزمن , فضلا عن ان اي انسجام امريكي ايراني يحتاج الى اجراءات وتحويرات ترتقي لمستوى الحدث داخليا وخارجيا . وهنا سؤال يطرح نفسه : هل الولايات المتحدة مستعدة لردة فعل اسرائيل والسعودية ؟ في الوقت الذي فيها امريكا منهمكة في تحالف جديد على غرار التحالف عند تحرير الكويت من الجيش العراقي ( 1990-1991) , لمحاربة الارهاب على ان يتم توظيفه لمصالحها الاقتصادية والعسكرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي