الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قناة الجزيرة ..(2)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2016 / 2 / 19
الصحافة والاعلام


لقد كان لبدايتها القوية في 1 نوفمبر 1996 أثراً بالغاً على الواقع الإعلامي العربي، وحرّض ظهورها الناجح الكثيرين في المنطقة على السعي إلى منافستها ، مما فتح الطريق لظهور قنوات إعلامية أخرى، باتت تنافسها في المكانة وبعدد المتابعين ، وربما تساويها في الإنتشار العالمي.. لكن وحسب التأكيد الذي يُجمع عليه العديد من الوجوه الثقافية، يبدو أن لا أحد باتَ يتفوق على قناة الجزيرة القطرية بالرداءة والإنحياز وغياب الموضوعية .. ..
وهو الأمر الذي يُعلل سبب أفول نجمها شيئاً فشيئاً ، بالقياس عما كانت عليه في بداية مسيرتها ..
وهي البداية التي مازال يقول عنها اصحاب نظرية المؤامرة- وأنا لست منهم - بأنها بداية مشبوهة ، ويرجعون سبب إتهاماتهم ، بأنها القناة الوحيدة التي وضعت خارطة دولةاسرائيل وقابلت المسؤولين الاسرائيلين ، و ربما هي الشاشة الوحيدة ، التي كان يطل عبر أثيرها المسؤولين والمحللين الإسرائيليين (كشاؤول منشية وغيره).. وعلى العموم ، لقد أطلت الجزيرة على الساحة الإعلامية، في وقتٍ كان الإعلام العربي يقوم على الصوت الواحد، وهو الرأي الرسمي والباهت لمعظم القنوات في البلدان العربية ، فجاءت تطرح شعارها الخلاب (الرأي والرأي الآخر) كذباً وزوراً ، وتدعي إرواء الأفهام العربية العطشى لأي رأي مُختلف أو معارض ولو بالباطل ..،
وأعتقد أن الجزيرة كسبت معظم مشاهديها من خلال اعتمادها المدروس منذ تأسيسها على عنصري المفارقة في الطرح ( كما هو الحال في موضوع اسرائيل ) والمفاجأة بالإنتشار الشديد، والوصول إلى الفاعلين بالأحداث ومقابلتهم بسرعة سبقت أحيانا بعض القنوات العالمية الأخرى ..
ويرى محللون أنه ربما ساهم في إنجاحها عدة أمور، منها التمويل المالي الهائل لمالكها مؤسسة الإعلام القطرية، واستقطاب قيادات إعلامية عربية فذَّة، (مثل المذيع المعروف في BBCجميل عازر ) وغيره من الفنيين ذوي المهارات والكفاءات العالية..
وبالفعل كانت البداية قوية لهذه القناة إذ ارتفع عدد مشاهديها بشكل ملحوظ ، منذ الشهور الأولى .. وهناك من يرى أن من زاد من أسباب هذا الارتفاع ، بالإضافة إلى الخطاب الديني والإنفعالي ، افتعال عدة أحداث إعلامية مقصودة والترويج لها بشكل غير مباشر (كحادثة المذيعة السافرة خديجة ثم الدفع بها كمحجبة ) تلهب المشاعر الدينية عند المتلقين ، وتكسب قلوب المؤمنين من العوام والسواد الأعظم من أنصاف المتعلمين
وأيضاً هناك من يعزو الأسباب الحقيقية لنجاح هذه القناة ، في كونها دأبت على بث الآراء المخالفة للسائد، وهو الامر الذي أثار جدلاً في دول الخليج العربي والعديد من الدول العربية، أولأنها اكتسبت اهتماما عالميا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، عندما كانت هي القناة الوحيدة تقريباً ، التي تغطي الحرب في أفغانستان على الهواء مباشرة، وتبث شرائط الفيديو للإرهابي أسامة بن لادن وغيره من زعماء تنظيم القاعدة ، وأيضاً اكتسبت القناة اهتماماً بالغاً من الشعوب العربية لتغطيتها المتحيّزة بوضوح للإخوان المسلمين وما نشأ عنهم من مليشيات إسلامية وتعزيز دورهم فيما يسمى بالربيع العربي.. الذي قلت عنه طرفة شاعت في حينها كثيراً : وهي أن ما يسمى بالثورات العربية هي ( قضاء وقطر .. ) بدلاً من قضاء وقدر ،
وذلك لما لاحظت حينها من زخم هائل للخطاب التحريضي في الجزيرة القطرية .. وطريقتها في نقل المظاهرات والتعليق عليها وتضخيمها بشكل كاريكاتوري لا يخدع الحصيف.. وهو الأمر الذي كشفه معظم الناس اليوم، وأصبح مثار تندرٍ من قبل الكثيرين، بالرغم من استمراريتها في اتباع نفس الاسلوب مع المظاهرات الضئيلة جدا ضد الرئيس السيسي في مصر ..
للحديث بقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مغامرات وأسرار.. بيكي تكشف أبرز التحديات التي تواجه البنات ا


.. استطلاعات: الولايات الأميركية المتأرجحة تبدي تغيرًا لصالح با




.. ناريندرا مودي يتولى رئاسة وزراء الهند للمرة الثالثة


.. لأول مرة.. مقاتلة أوكرانية تقصف العمق الروسي وتدمير مقاتلة ا




.. قتلى وجرحى من جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مبنى سكنيًّا وسط