الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الكبار هل تتحول الى حرب كبرى

طاهر مسلم البكاء

2016 / 2 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بعد انزال العلم الأحمر من الكرملين بتاريخ 26 ديسمبر 1991انتهت المواجهة بين العملاقين اللذين يقودا العالم ،والتي كانت تعرف بالحرب الباردة ،وظهر انفراد أحادي لقطب واحد في العالم هو امريكا ،وقد عملت امريكا على النيل ،ماامكنها ذلك ، من خصومها السابقين الذين كانوا يحالفون السوفيت ، وقد ركزت على المنطقة العربية والبلاد الأسلامية بصورة عامة ،لما للتأثيرات الصهيونية من تأثير في السياسة الأمريكية ،لايخفيه حتى مسؤولي أمريكا أنفسهم .
غير ان روسيا وريثة القوة السوفيتية السابقة بدأت مع بوتين خطوات واثقة للنهوض من جديد ومعاودة المواجهة مرة أخرى ،وخاصة بعد ان رأت ان النار الأمريكية تكاد تصل الى بيتها ،ومع ان هناك خطوات اقتصادية روسية عملاقة ،مثل انشاء تحالف البريكس ،ومع انها قامت بالرد في جورجيا،بدخول قواتها اوسيتيا الجنوبية وابخازيا وكذلك في اوكرانيا باستيلائها على شبه جزيرة القرم ،غير ان العمل العسكري الذي أثار حفيضة أمريكا وحلفائها في الغرب ،هو عودة الروس القوية الى سوريا، بعد ان كان الغرب وذيوله في المنطقة وخاصة عرب الخليج ، كانوا قاب قوسين أو أدنى من اسقاط الدولة الشرعية ورئيسها بشار الأسد عقابا ً له على عدم مهادنته لأسرائيل والسكوت عن اراضيه المحتلة في الجولان ، وكونه متهم بدعم وتسليح حزب الله ،ذلك الحزب الذي وقف بوجه اسرائيل فيما خافها العرب جميعهم واستكانوا للذل والخنوع !
كانت عودة روسيا الى المنطقة في وقت تصورت فيه أمريكا ان المنطقة اصبحت طوع امرها ،وانها تمكنت بحكاية داعش من استنزاف مواردها النفطية وغير النفطية، مما عاد على اقتصادها بالنمو وعلى شركات السلاح فيها بالأزدهار ،وكانت تتحدث عن استبدال لقيادات سوريا وعن بقاء لداعش ممدود غير محدود ،بينما كل مايدفع من أموال كانت تتكفل به دول الخليج وخاصة السعودية وقطر،وتقوم تركيا بتوفيرممرات امنه سواء لدخول الدواعش والسلاح أو لبيع النفط المسروق !
بدأت لعبة جديدة للكبار تظهر ،حيث وجهت أمريكا حلفائها القدماء بالوقوف ضد التوجهات الروسية بالقضاء على التنظيمات الأرهابية كداعش وأخواتها ، وظهر ذلك في المواجهة التركية الروسية التي سبقت الجميع عندما اسقطت طائرة روسية بدعوى اجتياز حدودها بينما الحقيقة أن تركيا قد شعرت بالألم نتيجة تدمير روسيا لأعداد كبيرة من ناقلات النفط التي كانت تشكل خطا ً خياليا يمتد من العراق عبر سوريا ويدخل الأراضي التركية ،وبدأت مواجهة واضحة عند فرض روسيا عقوبات اقتصادية على تركيا ، كما انها قامت بتدعيم قدراتها العسكرية في سورية وخاصة الدفاع الجوي ، وبدأت السعودية تتحدث عن إقامة حلف بحجة محاربة داعش ،فيما يعرف جميع العالم انها هي من تغذي الحركات المتطرفة التي تقاتل الدولة السورية والتي ادت الى خراب سوريا وتهجير أهلها وبالفعل قامت بأرسال مقاتلات الى قاعدة انجرليك التركية وبدأت تتعرض بالتصريحات الأستفزازية لسورية وحزب الله ،فيما قامت امريكا متأخرة بطلب السماح لقواتها الخاصة بدخول الأراضي السورية لحماية مايعرف بالمعارضة السورية ولمحاربة داعش حسب ادعائها ، جرى هذا بعد النجاحات التي حققتها روسيا في تحطيم معنويات الجماعات الأرهابية ،والتي مكنت الجيش السوي من ان يبلغ مشارف الحدود التركية ، وببروز اكراد سوريا كقوة واضحة قريبة من حدود تركيا، وخاصة بعد هجوم وحدات الحماية التركية على مدينة اعزاز ، ثارت ثائرة تركيا أكثر من السابق وبدأت بقصف مدفعي للمنطقة داخل الأراضي السورية .
مثل مابدى الجانب الروسي قوة مساندة للحكومة الشرعية السورية بوجه الجماعات الأرهابية ،فقد بدت امريكا وحلفائها وكأنها تناصر جماعات الأرهاب لأجل البقاء اطول مدة ممكنة ، وكانت تفضل ان تسقط هذه الجماعات الدولة السورية وتقضي عليها ،أو على الأقل إبقاء الدولة السورية عليلة الى أكبر وقت ممكن ،وظهرت الرغبة التركية واضحة لأقتطاع اجزاء من الأراضي السورية ،بغطاء منطقة منزوعة السلاح لجماعات المعارضة وهذا يميط اللثام عن وجود قوات تركية قريبة من الموصل العراقية ، فبصورة مماثلة فأن للأتراك أطماع قديمة بالأراضي العراقية وخاصة مدينة الموصل ، وهذا كله سواء الحقد المذهبي السعودي أو الأطماع التركية أستغل أحسن الأستغلال من الجانب الأمريكي لأبقاء البلدين حاجز بوجه الرغبة الروسية للقضاء على داعش ،والتي شعر الروس انها تهدد دول المنطقة والدولة الروسية والعالم على حد سواء في توسعها الفايروسي ، وافكارها الأرهابية التدميرية ،وبالنتيجة أصبحت الأرض السورية والمنطقة مسرحا ً لصراع جديد ،صراع بين الكبار قد يقود الى حرب عالمية عند أول هفوة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما محاور الخلاف داخل مجلس الحرب الإسرائيلي؟


.. اشتعال النيران قرب جدار الفصل العنصري بمدينة قلقيلية بالضفة




.. بدء دخول المساعدات عبر الرصيف الأمريكي العائم قبالة سواحل غز


.. غانتس لنتنياهو: إما الموافقة على خطة الحرب أو الاستقالة




.. شركة أميركية تسحب منتجاتها من -رقائق البطاطا الحارة- بعد وفا