الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولدوا .. تعذبوا.. وماتوا !

عاطف الدرابسة

2016 / 2 / 20
الادب والفن


قلتُ لها :

وُلدوا .. تعذّبوا .. ماتوا ..
هكذا اختصرَ الحكيمُ التّاريخَ للملكِ الذي يحتضرْ ..

لا تُصغِ لنداءِ النّارِ واحجزْ مقعداً للعمرِ في الخريف :
ألا تخجلْ أن تُقابلَ اللهَ بوجهٍ عربيٍّ بلا عينينِ ولا أُذُنين ..

امضِ مثلَ العاصفةِ بلا اتجاهٍ فلنْ تجني إلّا خيبةَ التّوقّعاتْ ..

وصوتُ أُمِّكَ يهمسُ من وراءِ الغيم :
سيأتيكَ الفجرُ بلا قلبٍ وبلا روح ..
وأوراقُكَ تتساقطُ ورقةً ورقةً ..
وكلُّ شيءٍ فيكَ يموتْ ..
والسّؤالُ ما زالَ يطوفُ في خاطركَ :
كيفَ ضعتَ في شعابِ خوفكَ القديم مثلَ إبرةٍ في كومةِ ظلام ؟

ما أطولَ نومك ..
ألا يُزعجُكَ ما تحملهُ إلى روحكَ كوابيسُ الظّلام ؟
الرّوحُ لا تشعرُ بالفرحِ في الغُرفِ الضّيقة ..
وهُناكَ مدافعُ مسمومةٌ تُطلُّ من النوافذِ مثلَ ثعابينِ الوديان ..

كلُّ المصابيحِ مُطفأةٌ في المُدنِ التي تُرخي جدائلها على الأنهار ..
لم تعد قادراً على تسلُّقِ الصّباح ..
فالنّهارُ الذي تُطاردهُ سلاحفُ الليل مهجور ..
والمدنِ التي حلُمتَ بها ذاتَ يوم تُحلّقُ في سمائها طيورٌ غريبةٌ وغربان ..

لا تروينَّ أحاديثَ الأجداد على لسانِ الثّعابين ..
فأُذنُ أُمِّكَ لا تُصغي لتلكَ الأحاديث ..
لا تروِ سيرةَ السّيوفِ العربية على لسانِ الثّعالب والذّئاب ..
فالرّأسُ لا يحتملُ الصُّداع ..

هُناك تنتظرُكَ العناكبُ وينتظركَ بردُ الجبال ..
لن تشعُرَ بالدفءِ في ذلكَ المكان ..

اخلعْ وجهكَ وآوِ إلى ما تعذّرَ من الأحزان ..
ففي أعماقكَ أفكارٌ مقموعةٌ ولغةٌ مُعتقلةٌ ..
وبقايا بطلٍ جبان ..

د.عاطف الدرابسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان


.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو




.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف


.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول




.. إخلاء سبيل الفنان المصري عباس أبو الحسن بكفالة مالية بعد دهس