الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فنجان قهوة لباحث عن عمل-محمد بنيس في حلم

أسامة الخوّاض
(Osama Elkhawad)

2016 / 2 / 20
الادب والفن


فنجان قهوة لباحث عن عمل
محمد بنيس في حلم

مكان ما يبدو أنه في امريكا كما سيتضح لاحقاً من سياق الحلم.
مكان الحلم:
غرفة ما في شارع مونرو، يذكِّرني دائما بمارلين مونرو، رغم ان الشارع يفتقد ما يشابه أو قل يذكِّر بجاذبية وإغراء مارلين مونرو.
وهذا لا ينفي أن ظلالاً ما تمثِّل خلفية للجزء المغلق منه، تمتح من السراب الذي خلّفه انتحارها الغامض.

رأيت في ما يرى النائم أمس الخميس الموافق الحادي عشر من فبراير 2016، فنجان قهوة تمدهّ لي يد ملامح صاحبها مغاربية. نظرت إليه باستغراب .
قال لي:
"هذا فنجان قهوة مجاناً".
تناولته في تردُّد، وابتسمت، ثم سألته :
"هل تعرفني"؟
قال:
" أعرفها".
قلت:
"من" ؟
قال:
"الحيرة".
سألته:
"كيف تعرفها"؟
ضحك وقال:
" لها مثلما للغريب رائحة".
ثم أردف:
" ومنك سيدي تنبعث رائحتان".

القهوجي ذو الملامح المغاربية كان يعمل في مدينة نيويورك، فقد ظهر في الحلم واحد من معالم نيويورك:
" الشارع الخامس" .
ذلك الذي زرته مع "محمد خلف" في حجّته الأولى إلى أمريكا.
بحثنا عن شقة ما، ولم نجدها.
تلك التي مات فيها الشاعر الفلسطيني راشد حسين.

في سيرنا أنا وخلف كان يتبعنا صوت حزين داخلي، سرق منا الحوار، فاكتفينا بالاستماع إليه:
"في الشارع الخامس، حيّاني بكى، مال على السور الزجاجي،
ولا صفصاف في نيويورك،
أبكاني أعاد الماء للنهر،
شربنا قهوة، ثم افترقنا في الثواني".

شكرت ذا الملامح المغاربية، وحين ذكرت له اسم محمد بنيس، توهّجت عيناه:
"هو ذلك المنشد المادح ".
أصابتني خيبة، فقلت له:
"يبدو ان اسم "بنيس" شائع" .
قال:
"إلى حد ما".
ترقرقت عيناي بالدموع، حين ذكرت له اسم محمد بنيس مرة أخرى، ولم يعرفه، وكدّت أن أتقيّأ قهوته.
حين صحوت، كانت بقايا دموع على وجهي تؤكد لي أنني فعلا قد بكيت حالماً.

فتحت باب الشقة:
الاوراق المتساقطة من أشجار الحنين من على الشرفات ،يكنسها عمال النظافة، ثم يضعون بطاقات على أبوابها:
"حافظوا على نظافة وجمال أيامكم ".
من شرفة شقة مجاورة،
سقطت غابة من الحنين.

كانت أغنيات البلوز تنبعث من مسرح مونتري العتيق المغلق.
والصبابات التي أراقها العشاق على شارع النوادي الليلية، اختلطت بأناشيد البحّارة الحزينة وهم يطأون عاصمة الساردين .

حين سالت دموعي، مدّ صاحب الملامح المغاربية لي فنجان قهوة آخر، فشكرته بإيماءة ، ثم قلت:
" أفهم دلالة الفنجان الثاني، لكني "..، فقاطعني صاحب الملامح المغاربية:
"تبدو باحثاً عن عمل"؟؟؟
قلت:
"لا".
فقال:
" كنت أظنك كذلك، دائماً أمنح المنتظرين على قائمة الغيب ذلك الفنجان".

منذ وقت بعيد لم أشاهد اسم بنيس في كتابة سودانية، إلى أن وقع ناظري عليه حين كتب خلف:
"وقد سمعتُ أن الشَّاعر المغربي محمد بنيس قد زار السُّودان،
"ذلك الشَّفق الغامض"، كما قال مرَّةً في إحدى رسائله لأسامة الخوَّاض".

كتب خلف ذلك ، في رسائله الأخيرة، التي ضلّت الطريق إلى "المُرسَل إليه النموذجي".
فأضحتْ تلك "الرسائل" مونولوجات، لانعدام التكافؤ المعرفي بين المُرسِل والُمرسَل إليه.

الصداقة وحدها،
لا تنتج أدب رسائل بين "شطري برتقالة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??