الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيكل والصحافة العربية

عدنان جواد

2016 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


هيكل والصحافة العربية
كتب الأستاذ هيكل تاريخنا ومضى، ولم تغريه المغريات بتغيير المواقف وانحراف الأقلام ، في زمن أصبح الرأي والصحافة والمواقف والاقلام وحتى الافكار تشترى وتباع لكن الكلمة الحرة لم يستطع احد شرائها برغم قلتها فطريق الحق موحش لقلة سالكية.
الأستاذ هيكل كان صحفي قدير يعتمد على الذاكرة والحقائق التي عايشها بنفسه، وقد عاصر قادة دول عظمى ودول إقليمية وعربية ومصرية، فهو لم يحصر نفسه داخل حدود مصر بل هو منفتح على الدول الأخرى منها إيران وتركيا، دعا لإصلاح العلاقة بين الحكام والمحكومين في البلاد العربية ومصر بالخصوص وهو والنخبة المثقفة في مصر ساهمت وبشكل كبير في تغيير الحكام من قبل الشعب وعدم انزلاق مصر الى الهاوية.
قدم الرجل رؤيا وخارطة طريق واضحة، وان تحرير فلسطين يبدأ من القاهرة، ودعا للعلاقة بين ايران ومصر والعرب وان العدو الحقيقي هو إسرائيل وان هذه الفوضى في الوطن العربي سببها اسرائيل ، وبالحوار مع ايران يمكن القضاء على الهواجس والخوف من تمدد النفوذ الايراني ، وبعبع التشيع ما هو إلا توجه إعلامي مدعوم ومحرف يزرع التفرقة ويقضي على الوحدة بين العرب أنفسهم والعرب والدول الإسلامية.
عاش الماضي بتفاصيله وقرا الحاضر بدقة وحيادية فهو شخص مواطن الضعف ومواطن القوة للعرب ولكن مع الأسف العرب دائما يركضون خلف المراوغ الكذاب الذي يمدحهم فيغدقون عليه من أموال شعوبهم المنهوبة ، ومن يذكرهم بحقوق شعوبهم وان الذي يربط الدول مع بعضها هو المصالح.
أما بخصوص الصراع في سوريا والعراق فقال انه صرع قديم منذ زمن العثمانيين على الهلال الخصيب، وترك سوريا تتحطم ويدمر جيشها خطا فادح، وترك العراق يدمر من دون بذل اي جهد عربي للحيلولة دون ذلك امر مخجل، ودائما ينحاز للمقاومين ضد الاحتلال ، وعن الأوضاع في اليمن قال إنها بركان ثائر إذا ثار سوف يدمر من أشعله، فهل اخذ منه العرب ما يفيدهم؟!!.
فينبغي للكتاب والنخبة المثقفة أن تكون وطنية تقول ما تؤمن به لترشد الناس لأنها أكثر اطلاع على دقائق الأمور والإسرار الدولية ، وليس أبواق لأحزاب ودول وشخصيات تنظر حسب المنفعة المادية مع الأسف وهذا ما يحدث في الدول العربية ، فمتى ما كان لدينا عدد كبير مثل هيكل عندها نقول إن الصحافة بخير وحرية الفكر والرأي بخير على غرار ما يقوم به الصحافيين في الدول المتقدمة من خدمة لأبناء أوطانهم عندما ينحرف الحاكم عن مساره الصحيح بخدمة المواطن لخدمة نفسه او آخرين بل وتجميل صورته برغم بشاعتها فبدل من توضيح المسار للمواطن العربي تجعله يعيش تناقضات سياسية ومصالح دول تجعل منه لايعرف أين الحقيقة فحتى القضية الفلسطينية نساها العرب أنساهم صحافيو التجميل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت