الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدف أبو نهية ..

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2016 / 2 / 20
سيرة ذاتية


هدف أبو نهية ..
تناقلت وسائل الإعلام نبأ فوز منتخب فلسطين الأولمبي بكرة القدم على مُنتخب الجزائر ،بنتيجة واحد الى صفر. وقد اكتسبت هذه المباراة أهميتها الإعلامية بسبب سلوك الجمهور الجزائري الذي أيّد وشجّع المنتخب الفلسطيني ضد فريق بلاده ، وكاسراً بذلك قانوناً عالمياً وثقافيا.. فمن الطبيعي ان يؤيد الجمهور فريقه البيتي ضد الفريق الضيف ، لكن ما حدثَ كان العكس من ذلك ،إذ تحول التسعون ألف متفرج جزائري الى مؤيدين للفريق الفلسطيني ، مرافقين إيّاه بالتشجيع الحار من على مدرجات الملعب والتي غُصّت بالمشجعين . هل هي روح رياضية خالصة ،أم تعاطفٌ مع شعبٍ يعاني الظلم ؟ سواء كان الامر هذا أو ذاك ،فهو سيّان ، ويستحق الجمهور الجزائري أن ننحني أمامه إحتراماً .
وللحقيقة فلستُ مهتماً وفي السنوات الأخيرة بالرياضة عامةً ، ولا أشاهدُ سوى الاولمبياد وبعض مباريات كأس العالم بكرة القدم . رغم انني مارستُ في صباي لعبة كرة القدم ، وتابعتُ مباريات فريق بلدي في مبارياته البيتية .. وأُضطررتُ ذات فترة أن أُحرر صفحة الرياضة في صحيفة محلية ،لكنني لم أستمتع بذلك البتة ..!!
وبالعودة الى الفوز الفلسطيني ،فقد سجّل الهدفُ الثمين ، قريبٌ لي وجار أيضاً ، مما أشعرني بالفخار قليلا. فهداف المنتخب من قرابتي العصبية ، وأنا بمثابة خال والده .
وعائلة أبو نهية ، والتي هي عائلتي ، (فمحاجنة هو اسم حارة ، وعلى اسم الحارة تم تسجيل السكان على أنهم من عائلة محاجنة ) ،هي عائلةٌ فلسطينية سكنت قرية الكفرين ، من قرى قضاء حيفا .. وفي العام 1948 هرب سكانها بعد ان اقترب دوي المدافع ، وهاجروا نحو منطقة المثلث الكبير ( وهي منطقة جغرافية على شكل مثلث ، تُشكل المدن الفلسطينية ،جنين ،نابلس وطولكرم رؤوس هذا المثلث الجغرافي )، فمنهم من سكن في قرية أم الفحم أو إحدى بناتها (قرى صغيرة تتبع للقرية الكبيرة ) ، والتي تم ضمها الى اسرائيل عام 1949. أما القسم الأكبر فقد بقي تحت السلطة الأردنية ..
لقد انقسمت العائلة الى شطرين ، الشطر الأصغر أصبح من مواطني دولة اسرائيل ، أما الشطر الأعظم فقد أصبح أردنياً.
وأستذكرُ هنا من ماتوا من مات من ابناء عائلتي ، ولم تكتحل عيونهم برؤية البلد (كناية عن القرية الاصلية ) ، والذين طالما راودتهم أحلامٌ نوسطالجية بزيارة مراتع الصبا والشباب الأول فيها .. استذكر خالي ،الذي حظيت برؤيته في ساعاته الأخيرة ، وهو على فراش الموت ، والذي استفاق وحدثني عن ذكرياته وعاتبني على قلة زياراتي للبلد . أستذكرُ خالتي وأزواجهن ، اعمامي وعمتي ، وبناتهم واولادهم ، الذين وُلدوا في البلد ، وماتوا وفي نفسهم حسرة ..!!
وها هو ، شابٌ صغير ينتسب لهذه العائلة ، يُقدم لفلسطين فوزاً هاما .
والأهم من ذلك ،فهذا الشاب هو مواطن اسرائيلي ، يلعبُ ضمن الدوري والمنتخب الفلسطيني ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية إلى الإنسانية بشخصك
أحمد العربي‏ ( 2016 / 2 / 20 - 15:54 )

: اللوبي بين ظهرانيينا نتعثر بأذياله الوسخة

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=505682


2 - الاخ العزيز احمد العربي
قاسم حسن محاجنة ( 2016 / 2 / 21 - 13:33 )
تحياتي واعتذر عن التأخر لانشغالي قليلا
اهلا بك

اخر الافلام

.. بايدن يخيب آمال الديمقراطيين خلال المناظرة الأولى أمام ترامب


.. تهديدات إسرائيل للبنان: حرب نفسية أو مغامرة غير محسوبة العوا




.. إيران: أكثر من 60 مليون ناخب يتوجهون لصناديق الاقتراع لاختيا


.. السعودية.. طبيب بيطري يُصدم بما وجده في بطن ناقة!




.. ميلوني -غاضبة- من توزيع المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي