الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السُنة، بين فكر داعش والتشيع!

ضياء رحيم محسن

2016 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


تركيز الطائرات الروسية لضرباتها، على الشاحنات التي تنقل النفط المهرب من قبل عصابات داعش، كشف عورة هذه العصابات وهشاشة المعتقدات التي يؤمنون بها، ومنحتهم السطوة على بعض المناطق التي إحتلوها في سورية والعراق، الأمر الذي تسبب في إنهيارات كبيرة في صفوفه، بما يوحي للمتلقي بأن هناك أجندة مخابراتية تقف خلف هذه العصابات طيلة الفترة الماضية، سمحت لها بالتمدد في هذين البلدين؛ في محاولة لتمزيقهما وترتيب سايكس بيكو جديدة للمنطقة.
وصلت الجرأة بهذه العصابات الإجرامية للترويج عن عودة العبودية الشرعية، وبيع البشر الذين يتم إحتلال مدنهم بإعتبارهم عبيد لديهم، الأمر الذي زاد من شعبيتهم نتيجة الخوف من بطشهم.
الملاحظ أن تصرفات هؤلاء المجرمين لم تقتصر على دين أو مذهب أو طائفة، فالكل متهم أمامهم ما داوما لا يدينون بدينهم الجديد، وإذا كان للمسيحي والأيزيدي الحق بأن يخاف من بطشهم، لأنهم غير مسلمين، فإن خوف الشيعة أكبر لأنهم يعدونهم خارجين عن الدين والملة، وهؤلاء رؤوسهم مطلوبة مهما كان الثمن، تبقى مشكلة السُنة الذين شعروا بالضياع بسبب عدم إندماج كثير منهم مع معتقدات هؤلاء الرعاع.
دعمت دول خليجية هذه العصابات الإجرامية وتحديدا قطر والسعودية، ودفعت بالأمور الى أن تصل الى نقطة اللاعودة، والمشكلة هنا لا تتعلق بهذه المجاميع الإرهابية، بل في الثقافة التي أنتجتها هذه البيئة، فهي لم تطرح فكرة التعايش السلمي مع الآخرين، الذين يعتنقون مذاهب تختلف عن مذاهبهم، الأمر الذي ساعد على ظهور تمرد خرافي، حول الدين الى سلعة تباع وتشترى في سوق النخاسة، وأخذت الفضائيات تناقش الفرق بين الإسلام السياسي والإسلام المسلح، وكانت النتيجة مصير يثير الهلع والخوف؛ بما يمنع التعاطف الإنساني مع المسلمين بمختلف مذاهبهم.
إنحسار فكرة الخلافة، ليست نتيجة لظهور حقيقة هؤلاء الداعشيين، بل لأن الناس في المناطق التي إحتلها داعش إصطدموا بحقيقتهم من خلال التجربة التي عايشوها معهم طيلة أكثر من سنة، والتي لم تجلب لهم سوى الدمار والعداوة، ومن الأفضل بالنسبة لسكان هذه المناطق أن يقوموا بطرد هذه العصابات من مدنهم، قبل أن يأتي يوم يندمون فيه على سكوتهم هذا.
شعور السُنة بالغضب على دول عربية كثيرة، خاصة دول الخليج العربية، فلا هي تركتهم يتعايشون مع الواقع الجديد، حيث الأغلبية هي من تحكم البلد (الشيعة)، ولا هي تركت صدام يحكمهم، بعد أن سمحت للولايات المتحدة أن تجتاح العراق بطائراتها من خلال مطاراتها، الأمر الذي يجعلنا نطرح فكرة تحول هذه الطائفة الى التشيع، وهذه الفكرة تؤرق أطراف كثيرة، فهي كما تؤرق السعودية وقطر، كذلك تؤرق هذه الفكرة تركيا، وفي نفس الوقت تجعل تفكير الولايات المتحدة مشغولا بأمن إسرائيل، لإقتراب العدو الشيعي من حدودها الشمالية.
من هنا تحاول الولايات المتحدة إجراء عملية جراحية، لإستئصال عصابات داعش من هذا المكان، ونقله الى مكان أخر، ليس للشيعة موطئ قدم لهم فيه، بما يسهل عمل هذه الجماعات، لكن مع هذا يبدو أن فكرة تشيع هذه المناطق صار أقرب الى الواقع، فيما لو أحسن الشيعة التصرف مع هذه الفرصة الثمينة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -