الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السقوط الى السماء

حسام جاسم

2016 / 2 / 21
الادب والفن


دخلت الزقاق راكضا لا ابحث عن شيء ولكنني اركض بسرعه
وصلت لعماره حديثة البناء قديمة الطراز صعدت السلم الرئيسي . لم استعن بالمصعد و انا اركض و لا اشعر بشيء سوى صوت طقطقة اقدامي المهروله للوصول الى قمة العمارة .
اصبح الطابق العاشر سهل المنال ولكن ما ان وصلت اليه حتى اعترضت طريقي قطه سوداء غبية الملامح توقفت عندها و نظرت في عينيها تأملت وجهها لكنها لم تبالي غدت مسرعه الى مطلبها .
اكملت طريقي الغير محدد بشخص او مكان او حتى بمشاعر بدأ التشويش يسيطر على رأسي . لا اشعر الا و انا بلغت الطابق الحادي و العشرين و هنا نزلت امامي امرأه مسنه تحمل كيس من النفايات أخذته لكي تجمل به وجه بغداد الذي اكتسحته التجاعيد و اصبح هرما كوجهها . ولكن من اين لها القوة لكي تصل تلك العجوز غريبة الاطوار الى الطابق الاول . اه لقد نسيت امر المصعد فهو كهواء الصيف بالنسبه للعمارة لا يمر شيء خلاله الا و انصهر .

مضيت مجددا و وصلت الى الطابق الثاني و العشرين طرق مسامعي صوت رجولي اختلط مع انثى معذبه سمعتها تقول له : حياتي لا تطاق معك ارحمني . ولكنها لا تستطيع تركه لوحده لانها بحاجه اليه ليس لغرض الحب لا ولكنها بحاجه اليه لانها مكسورة الجناح كما يقال فهي لا تملك وظيفه وليس لديها استقلال اقتصادي عنه فتبقى تابعه له فوجودها كزوجه مسلوبة الكرامه حسب اعتقادها افضل بكثر من اسم المطلقه ولان اهلها لا يريدونها ان ترجع لهم .
فهم فقدوا حريتهم كما تحاول فقدانها هي كذلك . من جعل الزواج بيع و شراء هو من يتحمل مسوؤلية الغباء الأسري و هو من يتحمل فحوله تفرض نفسها بقوة و انوثه فاقده للاهلية .
مضيت مجددا و تركتهم يتصارخون فيما بينهم .
وصلت للطابق الثلاثين انهارت قوتي بالكامل و جلست على درجه من درجات السلم. لم استطع التنفس جيدا و لكنني بخير لحد الان . و هنا سمعت صوت اطلاق نار انتفض جسدي بالكامل و انا ارى الملثمين ينزلون بسرعه باتجاهي و كل ملابسهم دماء و تركت اثارها على السلم دفعني احدهم لكي ابتعد عن طريقهم . اكملت طريقي لأرى مجموعه من سكان العمارة ينظرون الى امرأه مذبوحه بطريقة العصور الوسطى لم يقل الناس شيئا فلقد فرح احدهم لانها كانت سيئة السمعه حسب مجتمعهم الانساني . سمعت احدهم يقول لقد ظلت تكتب ضد اللانسانيه حتى ربحت وسام من الدم لم تكن عاهرة بل كانت متحررة في مجتمع يرفض صوت القلم و يرقع غشاء البكارة قبل ان يغير مفهوم الشرف لدى البشر .

تركتهم ووصلت للطابق الاخير وجدت عائله بسيطه جدا و فقيره الملامح تجلس على شكل دائرة حول رب الاسرة و هو يحكي لها عن امر هام . رمقتهم بنظرات الاستفهام ولكنهم لم يفهموها .

وصلت للشرفه الخاصه للطابق ولمست اخر سياج في هذة العمارة و نظرت للاعلى و حلقت كطائر النورس . فأنا لم اجرب شعور الطيران من قبل فجربته من الطابق الاربعين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا