الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حروب السعودية وحجمها الحقيقي

طاهر مسلم البكاء

2016 / 2 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


بعد ان كانت تجند وتهيأ الأرهابيين وترسلهم الى حيث الجنة الموعودةوالحور العين للفكر الوهابي التكفيري ، اصبحت السعودية ذيل بارز للمصالح الصهيونية والأمريكية ،تضرب هذه الدولة بالطائرات الأمريكية المتطورة ،وتهدد تلك ،وتبذل الأموال لتكوين أحلاف ،وفق التوجيهات الصهيونية وبماترسمه افكارها العنصرية ،لقد أصبحت الذراع المنفذ لأمريكا كما كانت اسرائيل أيام الحرب الباردة ،ولكن الفارق هو ان دخول اسرائيل المباشر في بلاد العرب قد يثير حساسية وحفيظة العرب ،هذا ان كان لايزال موجود حساسية وحفيظة لدى العرب، ولكن دخول السعودية وهي دولة عربية ومسلمة ،يكون مختلفا ً تماما ً ،فهم قد يحققون مايبغون ،كماحصل في اليمن ، ولكن دون اثارة الآخرين ،بل على العكس انتظمت دول عربية واسلامية مع السعودية في جريمة ضرب دولة عربية ومسلمة ومسالمة ،كلما جرى فيها هو شأن داخلي، ولم تكن قد اعتدت على أحد ،وفي وقت تتحجج في اليمن بالدفاع عن الشرعية ،فانها تخوض حربا ً في سوريا لأسقاط الشرعية !
السعودية بؤرة قديمة :
توعد بندربن سلطان آل سعود ،الأمين العام لـ مجلس الأمن الوطني السعودي قبل إقالته ، وبصورة واضحة أن 100 مليون مسلم من طائفة معينة في الشرق الأوسط سوف تحل بهم الكارثة ، ان من شأن هذه التصريحات إقناع كثير من اتباع هذه الطائفة بأنهم ضحايا حملة تقودها السعودية لمحوهم . وهم لا يرون أن الخطر محصور في الجانب العسكري بل هو نابع من النفوذ المتزايد للوهابية ، ومن المعلوم أن الوهابية ، وهو المذهب الذي تعتنقه السعودية، يدين الشيعة وغيرهم من الطوائف الإسلامية ويعتبرهم كفرة مارقين ، ولكنه اثبت تعاون وتنسيق ممتاز مع الصهيونية .
لقد دأبت الحكومات الغربية على التقليل من شأن العلاقة بين السعودية والفكر الوهابي، ولكن هذه العلاقة قائمة وليس في الأمر سر أو مؤامرة، فخمسة عشر شخصاً من أصل التسعة عشر الذين اختطفوا الطائرات في 11 أيلول كانوا سعوديين، وكذلك كان بن لادن والعشرات من فرسان القاعدة وداعش وشيوخهما وشيوخ الأفتاء فيهما .
تعاطف السعودية مع الحركات الارهابية وردت عليه إشارات في الوثائق الرسمية الأميركية المسرّبة. ففي كانون الأول 2009 كتبت وزيرة الخارجية السابقة “هيلاري كلنتون” في برقية نشرها موقع “ويكيليكس” تقول :
”تبقى السعودية قاعدة التمويل الأساسية لتنظيمات القاعدة وطالبان وغيرها من الجماعات الإرهابية.” وتضيف كلنتون في برقيتها أن السعودية لم تتحرك ضد القاعدة إلا بعد أن رأت فيها تهديداً داخلياً وليس بسبب نشاطاتها في الخارج.
قفز أكبر من حجمها :
انها اليوم اشبه بالذي يقفز هنا وهناك دون ان يعرف مقدار حجمه الحقيقي ،فالأهم الأكبر لقادتها هو ان تكيد لدول معينة ،دون ان تحسب هل هي قادرة على ذلك ام لا ،وهل يؤثر هذا في مستقبل كيانها وسياستها الخارجية والحفاظ على اقتصاد البلاد سليما ً ،فالحروب ليس نزهة ،واسرائيل ذاتها بدأت تتخلى عن افكار خوض الحروب بسبب مخاطرها وماتكلفه من خسائر اقتصادية خيالية ماكانت تتحملها لولا الدعم الأمريكي – الغربي ،ولكن السعوديون اليوم يبيعون أقصى كمية من النفط يتمكنون انتاجها،لأجل دعم الماكنة الحربية العدوانية للنيل من دول هي عربية واسلامية لم تشن ضدها حربا ً ولم تهدد حدودها او تشكل خطرا ً مباشرا ً عليها ، كما ان سياستها النفطية اربكت سوق النفط العالمي واخذت بأسعار النفط الى مستويات متدنية ،تضررت منها جميع الدول المنتجة للنفط .
تفسير الموقف السعودي:
لايمكن تفسير الموقف السعودي سوى بغياب المنطق السياسي لقادتها الذين تجاوزت اعمارهم سن التقاعد القانوني ،وكان من الأولى ان يكونوا متجهين الى العبادة وتقصي مايفيدهم في الحياة الآخرة وترك الأمور السياسية الى النخب التي تبحث مصلحة البلاد أولا ً ، كما لايخفى انهم يتعرضون لضغوط خارجية بترك الحماية الأمريكية والغربية لهم ،وبالتالي هم يصطنعون أعداء وهميين دائما ً لأرضاء أحقادهم ،بينما بدئوا يخوضون حروبا حقيقية مكلفة ،وفقا ً للقولبة الأمريكية والصهيونية ،تفوق الحجم الحقيقي لأمكانياتهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-