الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عجيبٌ ... لا مؤامرة و لا إستعمار !

ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)

2016 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


كثيرون هم الكتاب والمحللون الذين يتعكزون في تسفيههم آراء الآخرين بنعتهم أنهم من أنصار " نظرية المؤامرة " أو يلجأون إلى إتهام الشعوب وتحميلهم أسباب التخلّف مبرئين قوى الإستعمار العالمي أو على الأقل إيقاف إتهامها بما يحدث في البلدان الأخرى ، وعلى الخصوص في بلداننا العربية .
إن كان كل تخطيط من جانب قوى سيئة النية للقيام بعمل ما لا تسمّى مؤامرة فسنكون إزاء إشكال تعريف صحيح للمؤامرة . وهناك قائمة طويلة لمثل هذه المخططات : إغتيال الكونت برنادوت الوسيط الدولي للأمم المتحدة في قضية فلسطين في أربعينيات القرن الماضي ، الإنقلاب العسكري الذي قام به جمال گورسيل رئيس أركان الجيش التركي لقلب نظام حكم عدنان مندريس ( وكلاهما عميلان للولايات المتحدة ) ومن ثم إعدامه ، المحاولة الإنقلابية التي قام بها عبد الوهاب الشواف بدعم من جمال عبد الناصر ، محاولة إغتيال أنور السادات ، إغتيال رفيق الحريري ، غزو الكويت من قبل صدام ، طلب مسعود البرزاني العون من صدام حسين ضد قوات جلال الطلباني ، المجزرة التي إرتكبتها الپيشمرگة العائدة لجلال الطلباني ضد الشيوعيين في پشت آشان ، التوافق الذي حصل بين جميع الكتل السياسية الكبيرة لصياغة قانون الإنتخابات لمنع صعود أي جماعة أو فرد غير مرغوب فيه إلى البرلمان العراقي .... والقائمة تطول . إن لم نسمّي هذه الحالات بإسمها الحقيقي ( مؤامرة ) فلا بد آننا لا ننظر إلى الأمور بعين متفحصة دقيقة .
تعتمد نظرية المؤامرة مبدأ الشك ؛ هذا المبدأ الذي يحث على البحث والإستقراء والإستنتاج ، وهو الأسلوب العلمي للوصول إلى وصف دقيق لكل حالة ، فليس من الصحيح أن نلجأ إلى تسفيه راي المقابل بمجرد نعته " أنه من أنصار نظرية المؤامرة . ".
نموذج جديد يطرحه بعض كتابنا ومحللينا السياسيين ، حتى وكأنها دعوة يُقصد بها نشر ثقافة جديدة ، إن كانت بحسن نية ، وهي أن " لا يجوز تعليق كل الأوزار على الإستعمار ، ما دمنا نحن الذين نرتكب تلك الأفعال التي تؤدي إلى الأضرار التي تلحق بنا !! " .
لمناقشة مثل هذه الأفكار ، لا بد لي ، إبتداءً التنويه أن هؤلاء بإستخدامهم عبارة " نحن " إنما يدمجون الجاني والضحية وبالتالي يحمّلونهما سوية الأوزار التي تحصل نتيجة أعمال الجناة .
فالضحايا ، وهم مجموع جماهير الشعب المكتوي بنيران الظلم والمحروم من كل إمتياز والممنوع عليه أسباب الشكوى وإجراء التغيير فليس من العقلانية أن يتهموا أنهم أسباب تلك البلايا . أما الجناة ، وإن كانوا يحملون نفس جنسيتنا ويتكلمون نفس لغتنا وينتمون إلى عوائل وعشائر ننتمي إليها ويعيشون ذات المدن والقصبات التي نسكنها ، إلاّ أنهم جاءوا ، من أين ما جاءوا ، لكنهم إستلموا السلطة والسطوة ومواقع إتخاذ القرار لتسيير شؤون البلاد والعباد بما يؤمّن ويضمن لهم البقاء في مواقعهم أوّلاً ويحقق لهم مصالحهم ومن خلفهم مصالح الجهات التي نصّبتهم في مواقعهم . هؤلاء الجناة ليسوا جزءاً من " نحن " ، بل الشعب هم " نحن " وهمُ " همُ " . ولنا في ذلك ألف دليل من تصريحاتهم ، ففي مقابلة تلفزيونية مع باقر الزبيدي ، قال : إذا همّ طلعوا خمسة آلاف أو عشرة آلاف متظاهر إحنه نگدر إنطلّع مليون " أي أن المسؤولين يعرفون أنفسهم : أنهم ليسو من الشعب . وقد يخرج أحدهم ويقول " أن الشعب هو الذي إنتخبهم " ويقول آخر " كيفما تكونوا يولّى عليكم " فردّي عليهم ، أن يتذكروا الأساليب التي أتبعت في تزوير الإنتخابات ، بحيث حصلت كتلة دولة القانون على 98% من أصوات الناخبين في منطقة الفلوجة ، في الفترة التي كان أهل الفلوجة قد هجروا منطقتهم بسبب الفيضان الذي إجتاح المنطقة .
لا أستسيغ الجدل حول هوية هؤلاء الذين يحكموننا ، فهم الذين أتوا مع الإحتلال ومستمرون في الحكم بدعم مباشر منه ، وينفذون كل خطوة حسب ما تأتيهم الإرشادات من ولي نعمتهم ، و لا تنفع البراقع التي يلبسونها لستر أوجههم ، التي هي ذات وجه الإستعمار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى حماس لاستنساخ تجربة جزب الله في لبنان داخل غزة لبناء


.. أمريكا.. الشرطة تعتقل طلابا في احتجاجات مؤيدة لفلسطين بجامعة




.. تجمع فرق البحث والإنقاذ للعثور على طائرة نائب رئيس مالاوي


.. استهدف الاحتلال الإسرائيلي منطقة الهرمل في لبنان




.. الإعلام الإسرائيلي يسلط الضوء على المشهد السياسي المحتقن