الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يقصف الأمريكيون مصارف الموصل ؟!

علي فهد ياسين

2016 / 2 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


لماذا يقصف الأمريكيون مصارف الموصل ؟!
تتوارد أخبارالاستعدادات لتحريرالموصل من قبضة الارهاب الداعشي بتسارع يتابعه المواطن العراقي بشغف كبير، للرد على الجرائم غير المسبوقة التي تعرض لها الملايين من أبناء الشعب العراقي في مسرح العمليات الذي سيطرت عليه تلك العصابات خلال اجتياحها لمحافظات نينوى وصلاح الدين والانبارقبل أكثر من عام، وعاثت فيه أجراماً غير مسبوق لتثبيت مواقعها على مايقرب من ثلث مساحة العراق، في واقعة لازالت تفاصيلها وأسرارها مبهمة في العراق وفي العالم، بالرغم من كل التفسيرات و(التنظيرالسياسي) من أطرافها العراقية والدولية منذ حدوثها !.
هذه الاستعدادات العراقية المتمثلة بتحريك القطعات العسكرية باتجاه مواقع محيطة بالموصل تحضيراً لتحريرالمدينة، ترافقها أخبارمن داخل المدينة عن ردود أفعال سكانها وردود أفعال العصابات التي تحتلها، التي ازدادت وحشية في تعاملها مع سكان المدينة، وأعتمدت أساليب وخطط جديدة في مواجهة معركتها الحاسمة مع جحافل التحرير.
الطبيعي أن تكون خطط القوات المكلفة بتحريرالمدينة معتمدة على محاصرتها كخطوة أولى، قبل تنفيذ خطط الدخول اليها بالتنسيق مع المقاومين من داخلها وعموم سكانها التواقين للتخلص من عصابات الارهاب التي أذلتهم طوال فترة احتلالها، أي أن خطط تحرير الموصل يفترض أن لاتسمح لفلول الأرهاب بالانسحاب من المدينة، لأن ذلك يعني اعفائهم من العقاب عن الجرائم التي اقترفوها، خاصة وأن ممرات الانسحاب ستكون مكشوفة لطيران قوات التحالف والطيران العراقي، وهي باتجاه واحد فقط نحوالاراضي السورية.
على ضوء هذه الحقائق، فأن مصيرالارهابيين في الموصل هو القتل أو الاستسلام للقوات المحررة للمدينة، وفي الحالتين سيكون تفكيرهم منصباً على الخلاص بهذين الاسلوبين، والمفترض أنهم سيفقدون الأمل في الأنتقال الى موقع جغرافي آخريوفر لهم الاستمرارفي الحياة، وفاقد الأمل في الحياة لايفكرفي مستلزماتها وخاصة الأموال المودعة في المصارف، ومن هنا يأتي السؤال الأهم، ماهو الهدف من قصف المصارف في الموصل؟، وماعلاقة المصارف بخطط تحرير المدينة المعتمدة على تطويقها والاجهاز على الارهابيين داخلها؟.
في أحدث بيان لقوات التحالف اليوم كان الاعلان عن ( أن من أبرزالأهداف المقصوفة هو أحد أكبر المصارف في الساحل الأيسر،الذي يُعد موقعاً بديلاًيستخدمه التنظيم الارهابي لتوزيع رواتب عناصره، لافتاً الى أن هذا المصرف نُقلت اليه مليارات الدولارات من المصارف الأخرى في المدينة)، أي أن القصف دمر وأحرق المليارات من الدولارات التي يحتاجها الاقتصاد العراقي في هذا الوقت بالذات، ونحن على أعتاب تحرير المدينة المدمرة من الارهاب، بدلاًمن توجيه الغارات الجوية على الأهداف العسكرية للتنظيم داحل المدينة وحولها لاضعاف قدراته عشية المعركة الفاصلة للاجهاز عليه .
ان المليارات من الدولارات التي أحرقتها طائرات التحالف باستهدافها للمصارف في الموصل هي ثروات الشعب العراقي التي استحوذت عليها عصابات الارهاب، وأهمية المحافظة عليها واسترجاعها لخزينة الدولة يجب تكون ضمن خطط التحرير، وتدميرها يمثل جزء من استراتيجية قوات التحالف لتدمير الاقتصاد العراقي في مخطط خلق الازمات الاقتصادية لفرض الاملاءات التي يعتمدها الامريكيون لادامة الصراعات الطائفية في العراق والمنطقة، وهي تصب في نفس الاتجاه الذي أفضت اليه السياسة الأمريكية لخفظ أسعار النفط لمواجهة القوى الرافضة لهيمنتهم على الشعوب.
ان قصف المصارف في الموصل لايمثل انجازاً لقوات التحالف على طريق التحرير، انما هو عدواناً على الشعب العراقي يستهدف تدمير ثرواته تحت غطاء التحرير، وهو اسلوب أمريكي خبيث اعتادت عليه الادارة الامريكية على مدى تأريخها في معاداة الشعوب، لأن تحرير المدن يحتاج الى تدميرمراكزالقوة العسكرية لمحتليها وليس الى تدمير المؤسسات الاقتصادية لمواطنيها المنكوبين من الاحتلال.
علي فهد ياسين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - والله ان العراقيين محتارين
سيلوس العراقي ( 2016 / 2 / 22 - 14:55 )
مرحبا سيد علي
ان معركة تحرير المدينة من ايدي عصابات تستخدم المال والسلاح في عملها الارهابي
وانت تريد تحريرها من دون خسارات ؟
ان معركة التحرير ليست لعبة على رقعة شطرنج
عليك تدمير كل الوسائل التي يستخدمها العدو
أو انك تضمن خسارة المعركة وانتقال الارهابيين الى منطقة اخرى اذا تركت لهم منفذا يهربون منه واذا تركت لهم الاموال فسيحملونها معهم ويستمرون في استهدافك من منطقة أخرى
فماذا على الامريكان ان يفعلوا ؟
لو قصفوا البنك فسيقول العراقيون بانهم اهدروا مال الشعب
وان لم يقصفوه وسرقته العصابات وهربت فسيقولون ان اميريكا متحالفة معهم وتركتهم يحملون الاموال معهم لاستمرار شراء الرجال والسلاح

العراقيون محتارون وحيروا العالم معهم بحيرتهم
لان العراقيين لا يعرفون ماذا يريدون بالضبط ؟
تقبل تحياتي


2 - شكر وتحية
علي فهد ياسين ( 2016 / 2 / 22 - 18:17 )
الأخ العزيز سيلوس
من قال ان تحرير الموصل سيتم دون خسارات؟
وهل تحرير المدينة مشروط بترك منفذ لهروب الإرهابيين ومعهم(مليارات ) الدولارات؟
اذا حدث هكذا سيناريو فانها فعلاً لعبة شطرنج بين أصدقاء
والسؤال الأهم .. لماذا لم يقصف الامريكيون المصارف والبنوك في بغداد والمحافظات في عام 2003؟
هل لأنها تحتوي على الدينار العراقي المطبوع محلياً فقط ؟
تقبل تحياتي وشكري لمشاركتك المفيدة


3 - دولارات داعش
كردي عراقي ( 2016 / 2 / 22 - 19:55 )
هذه الاموال ( الدولارات ) الموجودة في المصارف تعتبر اموال استولت عليها داعش وهي اموال الدولة العراقية ولكنها اصبحت في خبر ( كان ) لذلك من المصلحة تدمير مخازن الاموال مع محتوباتها للقضاء على نية داعش في اخذها الاموال معها عند هروبها او انسحابها من الموصل قبل اطباق الجيش عليها


4 - فعل سياسي
علي فهد ياسين ( 2016 / 2 / 22 - 21:22 )
العزيز كردي عراقي
هذا يعني ان كل هذه القوات والطيران ومع دعم اكثر من ستين دولة تقودها أمريكا لاتستطيع ان تمنع داعش من الهروب بمليارات الدولارات ، وهذا امر غير مقبول ولامقنع، لذلك فان قصف المصارف هو فعل سياسي اكثر منه عسكري

تقبل خالص تحياتي وشكرا لمشاركتك


5 - في الحرب الوديــــــــــــــة كل شيء جائز
كنعان شـــماس ( 2016 / 2 / 22 - 22:48 )
اخ علىفهد ياسين لاتنسى انها حرب وديـــــــــــة مع خنازيــر دولة الخلافة الاســــلامية وفي الحرب الوديـــــــــــــــــــة كل شيء جائز .مثلا حكومة بغداد تزود الموصل بالماء والكهرباء والحصة التموينيــــة لابل تدفع رواتب العمال والموظفين والشــــرطة القائمين على خدمــــة مجاهدي دولة الخلافة وحكومة بغداد تترك لهم اســــــلحة فرقتين عسكرية ولاتحاســـــب ولو جندي واحد على هذه الخيانة العظمى الم نقل يا اخ على انها حرب وديــــــــــــــــة وفي الحرب الودية كل شيء جائز الا القضاء التام على العــــدو يعني تخرب التمثيليــــة وتصير بايخــــة تحيــــة


6 - حرب ودية
علي فهد ياسين ( 2016 / 2 / 23 - 06:07 )
العزيز كنعان شماس
اعتقد ان الحرب ( الوديّة) هي التعريف الأكثر دقة للعلاقة بين الإدارة الامريكية ومجاميع الإرهاب في المنطقة ، مثلما كانت قبلها ومازالت مع القاعدة ، وهذا (الود) يفرض استمرارهاعلى طريقة المسلسلات التركية، تأكيداً لمقولة (الاختلاف لايفسد للود قضية )

تقبل خالص شكري لمرورك المفيد


7 - الكي اخر الدواء
كردي عراقي ( 2016 / 2 / 23 - 09:21 )
الاستاذ على فهد ياسين المحترم..تلك الاشباء يطلق عليه ( ما غلا قيمته وخف وزنه ) فابمكان الدواعش نقلها بواسطة سيارتهم الحديثة التي نشاهد ارتالها في الفضائيات ولو قارننا وزن رشاشة احادية واحدة مما يستخدمه الدواعش اظن انها تعادل وزن خمسة حقايب ( سامسونيات ) مليئة بالدولارات واذا تخيلنا كميات الاسلحة والاليات التي يمتلكونها وقارناها مع اوزان الاموال نجدها الدولات اقل وزنا ويسهل نقلها عند شعورهم بفرب الحصار او الاطباق وكم اميرال او امير بحري اغرق سفنه لكي لا يستولي عليه العدو ..لذلك ارى ان قصف المصارف ومخازن الاموال افضل حل لكي لا يتمتعو بها او يستخدمونها ضدنا ويمكن في النهاية العراق كدولة تعويضها عن الاموال التالفة بالطرق القانونية ..مع تحياتي

اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت