الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا بعد فشل سلطتي فتح وحماس ؟!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2016 / 2 / 23
القضية الفلسطينية


ماذا بعد فشل سلطتي فتح وحماس ؟؟!

إن المتأمل الباحث بأحوال الشعب الفلسطيني، لن يجد أكثر من مشروعين سياسيين ، ليس بينها مشروع التأهيل العلمي وتحديث المناهج والارتقاء بالتعليم، والدخول من ثم إلى مرحلة تنمية اقتصادية تقوض انتشار الفقر وتحد من تفاقم البطالة. ثمة حالة من الإنكار الفظيع لدى أصحاب المشروعين لأي رؤية أخرى، ودعونا نستعرض باختصار هذه المشاريع المتصارعة والمتناحرة على الساحة السياسية الفلسطينية.

أولاً: مشروع التسوية / أوسلو

السلطة الفلسطينية التي أفرزها اتفاق أوسلو، وعدت الناس بدولة مستقلة ذات سيادة في حدود 1967، وقبل أي بارقة أمل في رحيل الاحتلال عن الضفة وغزة، قامت السلطة بإطلاق قناة تلفزيونية ومحطة إذاعية وثمة قصر رئاسي وسجاد أحمر ونشيد وطني وشرطة محلية وقوات أمن وطني الأمر الذي صنع وهم دولة أو صنم دولة كأنها أصبحت واقعاً. وبعيداً عن حلم الحصول على دولة فلسطينية مستقلة، وهو حلم أغلبية الشعب الفلسطيني، إلا أن احتكار هذا الحلم من سلطة أوسلو تحديداً جعل من الناس تنفض من حول المشروع، خاصة بعد الفساد المالي والإداري، الأمر الذي دفع بحركة حماس إلى الفوز بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات 2006. حماس هنا دخلت انتخابات مجلس أوسلو، وتقاضى ممثلوها في البرلمان رواتب من سلطة أوسلو لكن الإخوان المسلمين ممثلين بحماس، ادعوا أنهم ضد اتفاق أوسلو وضد التفريط بأرض فلسطين باعتبارها أرض وقف إسلامي ( انظر ميثاق حركة حماس ). مشروع أوسلو التفاوضي شكل غطاء واضح لنهب الأرض والاستيطان وتهويد القدس والأغوار، هذا علاوة على التنسيق الأمني الذي تعتمد عليه دولة الاحتلال في السيطرة على مفاصل حياة الفلسطينيين في الضفة. ( غزة احتلال من نوع جديد ) ! لكن ما لا يختلف عليه عاقلان، هو أن مشروع اتفاق أوسلو كاتفاق مباديء، كان قد أحال الملفات الصعبة إلى التفاوض المستقبلي، وهو ما منح إسرائيل فرصاً مجانية للتسويف والمماطلة فيما كانت جرافات الاستيطان تنهب مزيداً من الأرض مع إطلالة شمس.

ثانياُ: مشروع المقاومة المسلحة

بعد خروج حركة فتح من مشروع المقاومة المسلحة، كنتيجة طبيعية لتوقيع اتفاق أوسلو وما قيل أنه معاهدات سلام، تبنت حركة حماس مع الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية نهج المقاومة المسلحة، والواقع أن ما حدث في جبهة المقاومة هو ذات الفشل في مشروع التفاوض، فقد تمكنت دولة الاحتلال من تطويق غزة وتسييجها واستباحتها جواً وبحراً وحصارها إلكترونياً بأنظمة مراقبة مطورة على طول الحدود، وتحولت غزة إلى أكبر سجن في العالم، لكن الفلسطينيين يدفعون من دمائهم فواتير مجموعة الاتصالات الفلسطينية الخاصة التي تزود السلطة بثلث موازنتها. ثلث آخر يدفعه الناس الواقعون تحت الاحتلال من خلال ضريبة القيمة المضافة التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة. الآن ما هو الوضع بالضبط ؟؟! الشعب الفلسطيني ينفق على سلطة فاسدة فاشلة، والسلطة تقدم الأمن لإسرائيل على طبق من ذهب، والشعب الفلسطيني الذي يدفع الضرائب، محتل، ومحاصر، ينهشه الجوع وتفترسه البطالة، وتضيع أرضه يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة.

حالة الإنكار الضارة

لا أصحاب شركة الاتصالات وتوابعها متضررون من الحصار، ولا حماس متضررة. حماس وفتح متفقتان تماماً على نهب دماء الشعب الفلسطيني، رغم أن كلا من الحركتين لا تمتلكان أي أفق لتحرير الشعب الفلسطيني من الاحتلال. كلا السلطتين تنسقان أمنياً بشكل أو بآخر لمنع التصعيد العسكري المسلح ضد الاحتلال. سلطة أوسلو لا تخفي أمر التنسيق الأمني ولا تنكره، أما حماس فتلجأ لصداقاتها من قطر وتركيا للحديث عن تهدئة مطولة.

أصحاب مشروع التفاوض ينكرون الفشل بعد 22 عاماً من الاستيطان والقتل والذبح والمصادرة، وأصحاب مشروع المقاومة تحولوا إلى جباة ضرائب وأطيان وعقارات وسيارات آخر موديل، لكن الشعب الفلسطيني مستمر في دفع أفدح الأثمان وأغلاها لكي ينفق الفقراء على أجهزة أمنية متضخمة تعمل دون حسيب ولا رقيب سواء في الضفة أو في غزة. لقد دخلت غزة والضفة المحتلتان إلى مرحلة العدم السياسي، فيما نزيف الدم مستمر في الضفة مع تزايد حالات الانتحار في غزة !

والحل ؟!

إذا كانت دولة الاحتلال قد ربحت جولات التفاوض بتوجيه طعنات مميتة إلى حل الدولتين، ثم ربحت جولات الحروب الثلاث على غزة من خلال القتل والتنكيل وتجريب أكثر الأسلحة فتكاً ودماراً، فلماذا لا يقوم الشعب الفلسطيني بوضع حد للطبقات المستفيدة من حالة العدم ؟؟! لماذا لا يطالب الشعب الفلسطيني بحل سلطتي فتح وحماس، على الأقل لكي يتخلص من نزيف الضرائب الباهظة والأسعار الخرافية والحصار ؟؟! نحن محتلون في كل الأحوال، فلماذا نعفي دولة الاحتلال من القيام بمسوؤلياتها القانونية تجاه الشعب الواقع تحت الاحتلال حسب اتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحقوق المدنيين تحت الاحتلال ؟؟! إسرائيل لن تنهي الانقسام لأنه مصلحة صهيونية بالدرجة الأولى، والسلطة لن تتبرع بحل نفسها لإنقاذ شعبها من الحصار ونزيف الأموال، وحماس التي فرضت تبعات الحصار على الغلابا والمساكين في غزة فتحولت إلى عصابات للجباية والنهب والسلب، فإنه لم يتبق للشعب الفلسطيني سوى أن ينسق جهوده وقواه للخروج بتظاهرات حاشدة لإسقاط سلطتي فتح وحماس الذين يعيشون بحبوحة الحياة على حساب الفقراء والمضطهدين. حل السلطتين سيعيد المعادلة الصحيحة إلى مكانها دون تزييف أو تدليس أو نصب أو احتيال. شعب محتل في مواجهة مباشرة مع دولة عنصرية محتلة دون وسطاء أو وكلاء !

إن لجوء الشعب الفلسطيني إلى حل سلطتي فتح وحماس أصبح مطلباً وطنياً وإنسانياً ملحاً لإنقاذ ما تبقى من قدرة الشعب على الصمود، ولنعود لما قبل أوسلو، دولة تمارس الاحتلال والقمع والمصادرة في مواجهة شعب يسعى لحياة كريمة، علماً بأن التاريخ قد أثبت أن مجرد الحصول على دولة لا يعني مطلقاً الحصول على حياة كريمة من أي نوع، فالسودان دولة مستقلة والصومال واليمن دول مستقلة أيضاً !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وجهة نظر..
نبيــل عــودة ( 2016 / 2 / 24 - 05:27 )
نقص اتفاق اوسلو كان عوق مشروع الاستقلال والثمن الذي يدفع اليوم هو اسقاطات ذلك الاتفاق ..
لو اصر المفاوض الفلسطيني وقتها لأنجز اتفاقا يقوم على اساس تنفيذ الاستقلال بدون المراحل التي تلاشت بعد مقتل رابين..
لا ارى ان ما يسمى النضال المسلح يناسب الحالة الفلسطينية .. لا من الناحية الجغرافية ولا السياسية ولا من ناحية الأنظمة العربية القائمة..
انتفاضة الحجارة افرغت من طاقاتها .. او يمكن القول -نفس البالون- !!
الفلسطينيون لم يقرأوا بشكل صحيح الرغبة الاسرائيلية التي نشات في فترة رابين وهو التخلص من الاحتلال عبر تعديلات حدودية ..
لا انفي ان الضغوطات العربية لعبت دورا سلبيا خاصة برغبتها بالتخلص من التواجد الفلسطيني
المسلح في اراضيها واسقاطات هذا السلاح على واقع الأنظمة.
الفلسطينيون وقعوا على ضمان الأمن للإحتلال.. رغم اني على قناعة ان رابين كان يريد انهاء الاحتلال من رؤيته المخاطر على المجتمع الاسرائيلي نفسه .. ورؤيته تتحقق اليوم.. ولا ارى ان ما يجري الا اندفاع .. مجنون نحو وضع سياسي وأمني مأزوم

اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة