الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ردا على مقالة د. صبحي الجميلي المنشورة في طريق الشعب بتاريخ 22 2 2016

علي عبد الرضا

2016 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


نشر الرفيق الدكتور صبحي الجميلي مقالة نشرت بصحيفة طريق الشعب، لسان حال الحزب الشيوعي العراقي بتاريخ الأحد, 21 شباط / فبراير 2016 19:51 بعنوان : هكذا هم الشيوعيون
الرفيق العزيز أبو بفرين د. صبحي الجميلي ...
قرأت للتو مقالتكم المنشورة في طريق الشعب بتاريخ 21 - 2 - 2016 .بعنوان : هكذا هم الشيوعيون.
نحن نعرف بعضنا على ما اضن بما يكفي واملي كبير جدا في سعة صدركم والرفاق في قيادة الحزب الشيوعي العراقي ...
في مقالتكم أكدتم بشكل واضح جلي على : أولا شفافية الحزب ( المطلقة ) في القول والفعل وأوردتم في ذلك تَمَنع الحزب كيانا وأعضاء عن ( التقية ) بما يفهم منه العلنية ( المطلقة ) ! وثانيا طرحتم بإسهاب شديد عن عِصمة ( نعم : عِصمة ) الحزب وأعضائه. وهذين الأمرين لا يختلفان عن الخطاب السياسي ما قبل مؤتمر الديمقراطية. ويفهم من كلماتكم إن الخطاب السياسي لم يتغير من بعد المؤتمر الخامس ... كتبتم كلمات خطيرة جدا احتوتها مقالتكم تجعل من مجرد التفكير ( وليس النطق أو الفعل ) بإبداء أي رأي أو وجهة نظر يندرج تحت راية ( العداء للشيوعية ... والعداء للحزب ) وهذا على نفس طُرُز ما يتردد في كل ثانية من العويل والبكاء جراء ( العداء للسامية ) والان يرفع بجد وهمة عالية وبحرقة النعيق على ما يمارس من ( العداء للصهيونية )
بالحتم أيها العزيز أبو بفرين أنا لم اقصد ابدا إن الحزب كيانا وأعضاء يولولون من مجرد سماع أي نقد. ولكن اجد انه من الضروري للحزب أن يتخلى عن خطاباته المستعطفة وأسلوب المسكنة وشعور المظلومية واستعطاف النصرة من الأخرين وان يرتقي إلى مستوى أهدافه المعلنة وان يضع الآليات السليمة والإبداعية لتنفيذها وإقناع الجماهير بخطاب الحزب. لا أكتمكم إن المقالة في نظري ليست بيان رأي شخصي وإنما إعلان من قيادة الحزب على التمسك بالخطاب السياسي الذي جرّ على الحزب وأعضائه وعوائل الشهداء منه كل الويلات والآلام والمرارات.
إن ما يدفعني للكتابة لكم هو استشفافي واستقرائي ( على قدر فهمي للأمور ... وامل أن تصححوا لي اذا ما ارتكبت إثما ... ) للنفس اللا منطقي بتأليه الحزب كيانا وأعضاء. انتم أنفسكم تكررون ولأكثر من مرة وجود ممارسة الاعتراف بالخطأ والمبادرة إلى ذلك، ولكن ألا ترون إن في هذه الطروحات تناقضا مع الأمرين الأولين الذين ذكرتهم أعلاه، هذا هو احد الدوافع أما الدافع الأساس فهو استمرارية الخطاب السياسي القديم، المناقض وبالمطلق، مع تأكيدكم على الشفافية المطلقة والعلنية المطلقة والتأليه المبالغ فيه، فيما تطرحوه عن ممارسات ( البعض ... والبعض ... والبعض ... )
لماذا الإصرار على عدم تسمية الأشياء بمسمياتها ؟ ما الذي يمنع الحزب كيانا وإفراد من مواجهة أفكار وممارسات ( العداء للشيوعية ... والعداء للحزب ) والكشف العلني عن كل المجموعات والكيانات والأفراد ( البعضات ) العديدة. وأتساءل بجدية مسؤولة عن ( ... نجاح يحققه الحزب ... ) التي تحققت من ما بعد مؤتمر الديمقراطية وما هي فروقها عن ( ... إن يوم النصر لقريب ... ) التي وردت كما تتذكرون في بيان اللجنة المركزية للحزب في عام 1980، والذي جرى رفعه عاليا في نفس الوقت الذي كان البعث المجرم ( يمحو ) كل وجود للحزب وأعضائه من على الأرض العراقية وهو حليفنا في 1957 و1973.
إن من اعظم ما قدمته ثورة أكتوبر العظيمة على يد الحزب الاجتماعي الديمقراطي الروسي جناح البلاشفة بقيادة لينين هو رفع السرية وبشكل فوري عن كل الوثائق والمعاهدات.
اعتقد جازما انه حق مطلق لكل عراقي، بغض النظر عن انتمائه السياسي والطبقي والديني والطائفي والقومي والعرقي والاثني، أن يطالب بكشف ( المستور ) و ( خليها سنطه ) وان يبدي وجهة نظره، شرط تمسكه أولا بالصدقية المطلقة وثانيا المسؤولية المطلقة وثالثا المسؤولية الأخلاقية والأدبية عن كل كلمة ينطقها أو يكتبها والغيرة المطلقة على الشعب أولا والوطن ثانيا، وانه لواجب على الحزب وأعضائه إيمانا بالتمسك بالشفافية والعلنية المطلقتين الذين طرحتموهما الرد بـ ( .ما يضع مصالح الوطن والشعب العليا نصب عينيه في كل خطوة أو موقف يتخذه، ولا يتردد لحظة واحدة في إعلان ذلك، مهما على الثمن، وكلفته مواقفه التضحيات الجسام ... )
أحقا من المعقول إن الحزب لا يمتلك الدلائل والقرائن والإثباتات التي تفضح الأكثرية المطلقة من الأحزاب والكيانات السياسية من بعد 1980 وبشكل خاص ما بعد 2003 والى يومنا هذا ؟
لماذا لا يكشف عن الفساد والإفساد والمفسدين مهما كانوا ؟
ولماذا لا يكشف عن كل المخربين للعملية السياسية السليمة السلمية الديمقراطية كانوا ما كانوا ؟
ولماذا هذا التكرار ولعدة مرات في مقالتكم عن ( ..ليس هناك ما يخفيه ويستبطنه ... ) ؟
الرفيق العزيز أبو بفرين
في قناعتي، والمس هذا بشكل واضح وجدي، إن كان الحزب يتحسب من أن إعلان كل ( الأسرار ) التي يملكها الحزب بخصوص تلك ( البعضات ... ) الآثمة خدمة للشعب والوطن قد يسبب تصادما علنيا مع ( السيئين وخونة قضايا الشعب والوطن ) فليكن ! وليحمي الحزب صفوفه وتنظيماته. فالحياة قد علمتنا على مدى العقود العديدة الماضية إن السكوت على كل من يعتدي على حقوق وحريات وممتلكات وطموحات وأماني الشعب سيسهم في تعميق الكارثة الوطنية العظمى والتي كان لـ 8 شباط 1963 الأسود فخر البدء بها وتجدد ذلك في 1968 وما تلته من أحداث مهولة في فظاعاتها في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ( سأقول لكم بكل صدق إنني اعتقد إن تحالف الحزب مع حزب البعث المجرم، والذي تأسس لأداء مهمة وحيدة ألا وهي ( القضاء على الشيوعية )، في جبحة 1957 كان البداية الحقيقية للكارثة )
وحقا لا اجد ما هو ملموس متحقق ثوري أو وطني أو تقدمي من جبحات ما بعد 1980 وصولا إلى الجبحات التي تحققت ما بعد 2003.
إن شعبنا العراقي قد اعلن بشكل واضح، جلي وبلا خجل أو وجل أو تعدي أو استهانة ومن خلال الانتخابات، من انه غير مستعد لإعطاء المزيد من أبناءه على مذابح ( الجبحات ) الكارثية المتكررة وبعناد لا يمكن لأي إنسان سوي فهمه مع الذ أعداء الشيوعية في العراق.
إن التخلي عن الشعار الصحيح والسليم الوحيد في صدقيته وانسجامه مع موقف الجماهير القائل : لا للحرب ... لا للدكتاتورية ! شكل تحولا خطيرا في سياسة الحزب وعلاقته مع الجماهير ويضاف إلى ذلك الموقف الضعيف والعاجز تجاه أعمال الإرهاب الوحشية البربرية والتي عانى منها أبناء الوسط والجنوب، وبنفس الوقت اختيارانه لتشكيل الجبحات. إن وطننا يعيش ومنذ عقود طويلة من الزمن كارثة وطنية عظمى وشعبنا تسحقه الآت التعذيب والتقتيل والتفجير والإبادة الجماعية والفقر المدقع وتمزق الروابط الاجتماعية. وما زالت مئات الآلاف من عوائل الشهداء لا تعرف أي شيء عن مصير أبنائها والعديد منهم من رفاق الحزب وأصدقائه وداعميه. والمفجع اكثر إن عشرات الاف من عوائل شهداء الحزب لم تحصل إلى الآن على تعزية من الحزب باستشهاد احد أبنائها أو استشهاد الأب الوطني الديمقراطي والأبناء الستة من الشيوعيين وأصدقاء الحزب والمتعاطفين معه ومن المعارضين الأشداء للبعث المجرم منذ 1957.
إن جماهيرنا تبحث عن من يستمع لها بكل تواضع ويتعرف على مشاكلها ومعاناتها ويتبنى مطالبها الحقة المشروعة ويقدم لها الحلول التي تجسد أمانيها وتطلعاتها.
وانه لمن اقدس الأقداس أن لا يوصف شعبنا بالتخلف والجهل والظلامية وتشبيهه بصخرة صلدة صماء لا يمكن النحت عليها، هذه إساءة لا تغتفر.
وانه لمن اقدس الأقداس أن لا يختصر الحزب بشخص أو أن تكون اللقاءات الصحفية بديلنا الإبداعي في ترجمة التواجد الحي الخلاق بين الجماهير.
أن بائع الفشافيش، وعلى الرغم من اتفاق 1957 مع البعث، كان أنسانا من طراز خاص عرف كيف يكون مع الجماهير وكيف يستمع لها وكيف ينخرط في صياغة مطالبها وكيف يتصدى، وببسالة نادرة إعجازية بكل معنى الكلمة، للطغاة. أن حزبا يحتوي على مثل هكذا شهيد لا يمكن وبالمطلق هزيمته وانه حزب معقودة له راية النصر. لقد سئمنا من تكرار نشر التقييمات المتكررة ولكأننا لم نتعلم أي درس من ما حصل بالأمس ولم نتعلم كيف نضع خططنا لغد مشرق وضاء.
أنا شخصيا أردد دوما : { وإن ليس للإنسان إلا ما سعى وإن سعيه سوف يرى } هذه كلمات إعجازية بحق وتستحق وبجدارة ( مطلقة ) إلا أن نرفعها عاليا لتأكيد صدقيتنا وأخلاقيتنا وإصرارنا على المضي إلى الأمام. كم من المهم ان ندرك انه لا توجد ولن توجد ما يستمرئ ( البعض ! ) بتسميته الشيوعية اللبرالية. وكم هو من المهم وعلى اقصى درجات الخطورة التخلص من صفة حزب المثقفين.
تقبلوا جميل تحياتي وتمنياتي لكم بكل خير وعافية وأمان،
ودمتم.
الدكتور علي عبد الرضا طبله
22 - 2 - 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة