الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى الوحدة المصرية السورية : إنجازات كبيرة تحققت وثغرات سهلت مهمة المؤامرة عليها

عليان عليان

2016 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



في مثل هذا اليوم الخالد" 22 شباط / فبراير 1958 ، تم الإعلان عن قيام الجمهورية العربية المتحدة ورئيسها جمال عبد الناصر، فيما تم منح الرئيس شكري القوتلي وسام المواطن الأول في الجمهورية العربية المتحدة... وفي الذاكرة عندما زحفت الملايين من جماهير سورية العروبة ونصف مليون مواطن لبناني إلى دمشق ، ليكحلوا أعينهم بلقاء جمال عبد الناصر وللاستماع لخطابه التاريخي.. في مثل هذا اليوم التفت الأمة العربية حول إذاعة صوت العرب لتستمتع بالخبر السعيد "خبر الوحدة".
في مثل هذا اليوم تحققت أول وحدة عربية في التاريخ المعاصر، وظهرت للوجود الجمهورية العربية المتحدة، وبظهورها أصبح التناقض واضحاً وكبيراً سواء في الإطار الخارجي في مواجهة الإمبريالية ومشاريعها وأدواتها، أو في الإطار المجتمعي الداخلي، وكان الرئيس عبد الناصر يعتقد بأنه لا يمكن تأجيل الثورة الاجتماعية وبذلك احتدم الصراع بين الطبقة العاملة والفلاحين من جهة وبين البرجوازية وكبار الملاك من جهة أخرى.
لقد كان ناصر يعلم أن المعركة مع أعداء الوحدة العربية في الداخل والخارج قد بدأت، وبدأت الأنظمة العربية المعارضة للمشروع النهضوي العربي في الانهيار فسقط الحكم الشمعوني في لبنان وسقط نظام الحكم الملكي في بغداد... وبدا أن هناك اتجاهاً قوياً داخل الضباط العراقيين الذين قاموا بالثورة يضغط باتجاه الالتحاق السريع بدولة الوحدة الناشئة والتي كان من ردود الفعل المباشرة عليها نزول القوات الأمريكية في لبنان والقوات البريطانية في الأردن بعد أن اجتاحت عمان وبيروت مظاهرات عارمة يلهبها حلم الوحدة الذي فجره عبد الناصر والقوى القومية في سوريا.. مظاهرات يجمعها هتاف شعبي " بدنا الوحدة باكر باكر مع هالأسمر عبد الناصر ".
وقدرت وكالات الأنباء " رويتر والأسوشيتد برس " أن عدد اللبنانيين الذين توجهوا إلى دمشق التي كان يزروها عبد الناصر قد وصل إلى نصف مليون، أي أن نصف لبنان قد شارك واقعياً في مواكب الرحلة إلى دمشق خلال فترة لا تزيد عن أسبوعين.
وفي ذات الوقت تأججت الثورة في الجزائر بدعم من قائد ثورة 23 يوليو وبدت الأمور آنذاك وكأن الأمور تسير نحو النصر النهائي للمشروع القومي العربي وبدت أحلام الوحدة تداعب الخيال الشعبي.
إنجازات وثغرات
لقد حققت الوحدة إنجازات كبيرة لسوريا عبر السير على طريق الاشتراكية ورفض منطق الاقتصاد الحر وتبني سياسة التوجيه الاقتصادي وتحرير النشاط المالي من السيطرة الأجنبية والرأسمالية وإنهاء احتكار القلة المالكة بقوانين الإصلاح الزراعي والعلاقات الزراعية ثم بقرارات يوليو/ تموز الاشتراكية عام 1961 وزيادة قدرة القطاع العام بتمليكه المصارف التي أقامتها الدولة والمصارف والشركات التي أممت وحصص الدولة في بعض الشركات... وبإلغاء قانون العشائر وتشجيع الجمعيات التعاونية وبتدعيم الإنفاق على التنمية الأمر الذي ضاعف من عدد وطاقة الطبقة العاملة بشكل ملحوظ.
لقد بدل عهد الوحدة من واقع البلاد ووضعها على أبواب التحول الاشتراكي، فكان الحل الوحيد الذي بدل من طبيعة علاقات الإنتاج التي كانت سائدة على مدى قرون وحققت في زمن قصير أشياء وإنجازات كبيرة على صعيد المشاريع الزراعية والخدمية وفي قطاع الصناعة والتعدين والبترول والكهرباء وغيرها.
وفي المقابل كانت هنالك ثغرات وإخفاقات تمثلت في عدم وجود التنظيم الشعبي في القطرين وبعدم وحدة الفكر والدولة، فكان هناك في الدولة جيشان وعملتان وميزانيتان، وبالتالي أصبحت الجمهورية العربية المتحدة تواجه تحديات معادية تصدر عن قوى موحدة الاستراتيجية والتكتيك.
لقد كشفت الوحدة بين سوريا ومصر وقيام الجمهورية العربية المتحدة بشكل فجائي وصاعق عن جوهر المشروع النهضوي العربي الساعي لتحقيق الوحدة العربية، وكشفت في ذات الوقت عن أعداء هذا المشروع الخارجيين والمحليين.
فخلال السنة الثانية مباشرة من الوحدة بدت الفرصة أكبر أمام البرجوازية وملاك الأراضي في الانقضاض على الوحدة ومشروعها في التأميم والإصلاح الزراعي.
لقد وصف عبد الناصر هذا الصراع قائلاً: " إن نمو البرجوازية القومية المصرية في عهد الوحدة مع سوريا قد ارتفع وكانت حصة أصحاب رؤوس الأموال من الدخل الوطني قبل بدء التصنيع والتطور الاقتصادي تبلغ 68 في المائة من الدخل القومي، فأصبحت خلال عملية التصنيع 72 في المائة في حين هبطت حصة العمال من 32 إلى 28 في المائة " . (كان هذا في خطابه بجامعة الإسكندرية) .
ونشرت جريدة الأهرام بتاريخ 29/7/1961 في احتفالات عيد ثورة 23 يوليو أسماء كثير من الشركات والمؤسسات الصناعية الكبرى في القطرين وتقررت حصة العمال (25 في المائة) من أرباح الشركات ورفعت ضريبة الدخل وعدل قانون الإصلاح الزراعي.
في هذه الذكرى المجيدة لا بد من استخلاص الدروس وتلافي الأخطاء التي وقعت فيها تجربة الوحدة ، والعمل بدون كلل لرفع راية المشروع النهضوي العربي الوحدوي التقدمي ، مع مراعاة المتغيرات الراهنة والمراكمة على كل ما هو إيجابي في تجربة الجمهورية العربية المتحدة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد الكاتب
كوردي عراقي ( 2016 / 2 / 23 - 09:49 )
ماهي تلك الانجازات هل تعتبر هدم النظام البرلماني الديمقراطي وعهد شكري القوتلي والمجيى بالسفاح ( عبد الحميد السراج ) حاكما عسكريا وسياسيا على سوريا والذي السوريين على اختلاف مشاربهم وانتمائاتهم الويل والعذاب الثقيل ..هل تعتبرها انجازات ؟!


2 - حقيقة مؤلمة ومخزية
دلور ميقري ( 2016 / 2 / 23 - 16:54 )
لا يوجد أقذر من المثقف الفلسطيني، الذي يساند العصابة البعثية الطائفية العنصرية الأسدية، سوى مثيله المساند من قبل لشقيقها البعثي الصدامي
هذا مع العلم، بأن عدد الفلسطينيين الذي أبادهم نظام الأسد الأب والابن يفوق بمئات المرات أولئك المستشهدين على يد اسرائيل !!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟

اخر الافلام

.. المجر بقيادة أوربان تتسلم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي..


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية.. التجمع الوطني: الإغواء الأخي




.. انتخابات فرنسا.. ماذا سيحدث إذا لم يحصل أحد على أغلبية مطلقة


.. مستقبل غزة في -جيوب إنسانية- .. ملامح -اليوم التالي- تتكشف




.. إسرائيل تعتزم بدء المرحلة الثالثة من الحرب على غزة خلال أيام