الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استراتيجية ايران في الشرق الاوسط

سوزان ئاميدي

2016 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


نستطيع وصف ايران بانها دولة مركبة الاجندات مزدوجة الطموحات , فلا زالت اطلال الدولة الفارسية القديمة تدغدغ مخيلتها وفي نفس الوقت فان ثورة الخميني الاسلامية اضافت لها حلم اقامة دولة اسلامية تتجاوز حدود ايران السياسية , وقد ساعد اسقاط نظام صدام حسين في العراق على تعزيز هذا الحلم المركب . فاستطاعت السيطرة على الساحة العراقية وجعله حديقة امامية لنفوذها , ومدت اذرعها الى لبنان والبحرين واليمن لتعبث بالاوضاع السياسية في تلك الدول , غير متناسين تحالفه الستراتيجي مع النظام السوري منذ الثمانينات ولغاية الان وهذا ما يظهر في دفاعها المستميت عن نظام بشار الاسد حاليا , إذ اصبحت الساحة السورية رقعة شطرنج لتمارس ايران استعراضاً للقوة والنفوذ. وبمعنى آخر ان طومح ايران القومي الفارسي بالهيمنة الاقليمية وبغطاء مذهبي , فالنظام الحاكم فيه يتبنى نظام ولاية الفقيه وتصدير الثورة . وتسعى ايران ان يكون لها نصيب كبير في الشرق الاوسط الجديد , وتقوم بين فترة واخرى باستعراض القوة والمناورات العسكرية , وتعمل على حصول اكثر من حليف من اجل تحقيق استراتيجيتهم في المنطقة , ولها اذرع من مليشيات شعبية طائفية في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن تعمل كخطوط امامية للدفاع عن امن ايران الداخلي .
لم تقف اجندات ايران عند هذه النقطة بل وصل بها الحال لاستغلال ظهور منظمة داعش الارهابية في تنفيذ هذه الاجندات مطبقة بذلك مبدا ( وداوها بالتي كانت هي الداء ) وضاربة عصافير كثيرة بحجر . ويمكن لنا تحديد مكتسبات ايران السياسية من وجود داعش في النقاط التالية :
اولا ... لتمنع الامن والاستقرار في المنطقة
ثانيا ... لتظهر للعالم على ان البديل لنظام بشار الاسد هو عدو رديكالي ارهابي وليحرج المجتمع الدولي ومنعه من مساندة المعارضة السورية
ثالثا... ادامة وجود داعش والتأني في محاربتها في المناطق السنية داخل العراق من اجل تضعيف قوة السنة بسبب مايقوم به داعش من اعمال وحشية ودمار للبنية التحتية وقتل المدنيين .
رابعا... ان عدم الاستقرار في الشرق الاوسط تحجب تهديدات امريكا وحلفائها عنها وتشتت تركيزهما عليها , في الوقت الذي تستمر فيها بدعم الشيعة في كل مكان لتنفيذ طموحها القومي .
خامسا... ان ظهور الاسلام السياسي في ايران كبديل معتدل عن الاسلام السياسي المتطرف في الجانب الاخر والمتمثل بداعش اعطت ايران فرصة سانحة لتهدئة التشنجات السياسية بينها وبين الغرب وامريكا تمثل في الاتفاق بين الطرفين حول الملف النووي الايراني والذي يمكن اعتباره كسرا للجليد بينها وبين الدول الخمسة .
ان ازدواجية الاستراتيجيات الايرانية واجنداتها المركبة هذه تظهر جلية في الاختلاف في خطابها الداخلي للشعوب الايرانية ووصفها امريكا والغرب بانهم العدو الاول لها وبين ممارستها للسياسة الخارجية والتي تطابقت في احيان كثيرة مع الرؤى الغربية الامريكية سواء في ملف افغانستان او في بدايات الملف العراقي . تعتبر استراتيجية ايران ليس من السهل ان نفهمها فهنالك فجوة بين خطابها وافعالها وبين احساسها بالظلم وسلوكها وبين مصالحها الايديولوجية والوطنية , وافعالها غير متسقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل حسن نصر الله.. هل تخلت إيران عن حزب الله؟


.. دوي انفجار بعد سقوط صاروخ على نهاريا في الجليل الغربي




.. تصاعد الدخان بعد الغارة الإسرائيلية الجديدة على الضاحية الجن


.. اعتراض مسيرة أطلقت من جنوب لبنان فوق سماء مستوطنة نهاريا




.. مقابلة خاصة مع رئيس التيار الشيعي الحر الشيخ محمد الحاج حسن