الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة في السياسة والأدب ( 8 )

سهر العامري

2016 / 2 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


رحلة في السياسة والأدب ( 8 ) سهر العامري
سقط حكم البعث سقوطا مدويا ، سقط في اليوم الثامن عشر من تشرين الثاني سنة 1963م ، ولم يمر عليه سوى أشهر قليلة ، كانت الأغلبية من العراقيين تشيعه باللعنات ، وتصب جام غضبها على عصاباته من أفراد الحرس القومي الذين عادوا مثل جرذان مذعورة لا يعرفون الى أين يفرون بعد أن أصدر قائد الانقلاب الجديد ، العقيد عبد السلام عارف أمرا بتسليم أسحلتهم فورا الى قوات الجيش والشرطة التي احتلت مقار حرسهم حال اعلان البيان الأول لذلك الانقلاب .
لقد شاهدت أنا الكثير من أفراد الحرس القومي في مدينة الناصرية ، وهم يحملون رشاشاتهم ويتوجهون بها مذعورين بها الى مقر حرسهم الذي استولى عليه الجيش ، ذلك المقر الواقع في شارع الجمهورية ، وقبالة سراي الناصرية وبناية المحافظة ، ولكن ظلت في ذاكرتي صورة لواحد من هؤلاء المذعورين هو المعلم سيد علي الداماد (1) ، وهو من أهل مدينة كربلاء ، وكان يعمل في أحدى مدارس الناصرية الابتدائية .
رأيته في صبيحة ذلك اليوم وهو يحمل رشاشته ، مثلما تحمل امرأة طفلها بين يديها ، وقد لفتت طريقته هذه في حمل رشاشته انتباه كل من شاهده ذلك اليوم ، وهو بالإضافة الى ذلك كان مذهولا ، شارد الذهن ، يمشي بخطوات متعثرة لشدة ما نزل به من خوف ورعب .
بعد أن سلم رشاشته ألقوه في سجن سراي الناصرية الذي دخلته أنا بعد انقلاب 8 شباط الأسود ، والذي ظل فيه الكثير من شيوعيي مدينة الناصرية الذين صاروا يستقبلون النزلاء الجدد من البعثيين بالشماتة وبالمقاطع الشعرية الساخرة مثل :
شدْ على حصانك يا مشن شدْ .
الببسي والكوكا بالسجن شد ْ.(2)
لقد نزلت الكوابيس على المعلم سيد علي الداماد كلها وهو نزيل السجن المذكور ، وصار يفز من نومه مرعوبا وهو يصيح : " سلمتُ .. سلمتُ . ويقصد أن سلم نفسه وسلاحه للجيش ، حالة الرعب هذه هي التي حدت بأحد الشيوعيين من المسجونين معه أن ينظم هذه المقاطع الشعرية :
سيد علي الداما .
للمركز تعنى .
من شافته الشرطه .
قالوا هذا طنطل (3)
الله ينتقم من ابن حيدر(4)
* * *
قالوا لي حرس قومي .
قلتلهم لا خير .
بسرعة سلمت من دون تأخير .
لم يقاوم أي بعثي من أبناء مدينة الناصرية الانقلاب الذي قاده عبد السلام عارف ضدهم ، وقد دخل البعض منهم السجن ، كما تبرأ الكثير منهم في دائرة أمن الناصرية من حزبهم حزب البعث ، واشترطت تلك الدائرة عليهم بنشر براءاتهم مع صورهم في جريدة من الجرائد التي كانت تصدر من بغداد وقتها ، وقد رأيت أن صور وبراءات بعضهم على صفحات جريدة البلاد المذكورة آنفا ، وكان أشهر هؤلاء هو أحمد حسن البكر الذي رأيت أنا صورته وقرأت براءته من حزب البعث في تلك الجريدة ، مثلما شاهدت صورة المعلم إسماعيل سيد باقر وقرأت براءته فيها .
وللتندر والسخرية قمت أنا وصديق لي هو رشاد حسين بقطع صورة إسماعيل سيد باقر من تلك الجريدة ، وألصقناها على باب دارهم قرب الجامع الكبير في مدينة الفهود ، ولكن رشاد لم يتركها كما هي ، إنما كتب تحتها : " هذا فرخ سيد محسن الحكيم " ويبدو أن رشاد أراد أن يذكر بالتأييد القوي الذي أبداه سيد محسن الحكيم للبعثيين ولحزب البعث ، فقد كان هو يسميهم بـ " أولادي " ! مثلما يكتب حسن العلوي في كتابه عبد الكريم قاسم .. رؤية بعد عشرين سنة .
وحري بي أن أعيد هنا ما كنت قد دونته في روايتي : المقهى والجدل .. عن تراكض البعثيين الى دائرة أمن الناصرية من أجل التبرؤ من حزبهم حزب البعث . ولي هنا أن أنقل من تلك الرواية الآتي :
(لم يسأل عليوي أحد من الجالسين سؤالا آخر، فقد اكتفوا بالسؤال الذي وجهه حسين له ، مداراة منهم لشعور أبي إسحاق وسليم المعلم فكلاهما كان بعثيا ، لكنّ كلّ واحد منهم قد تبرأ علنا من الحزب قبل ما يزيد على السنتين ، وذلك بعد أن قاما بنشر هذه البراءة مع صورة لكلّ واحد منهما في الصحف المحلية ، فقد اشتريا الوظيفة بالبراءة .
ـ أين وصلت أوراق توظيفك ـ يا أبا إسحاق ـ !؟
-;-
ـ إلى الإدلاء باعتراف ، وبراءة وصورة تنشران في الصحف.
ـ وكيف ترى الأمر أنت ؟
-;-
ـ
-;- ماذا أعمل ؟ إنني سأعترف ، وسأتبرأ !
ـ ومن هم الذين سيطالهم اعترافك ؟ 
-;-
ـ هم أصدقائي .

-;-ـ من هم ؟

-;-ـ محمد ، سليم المعلم ، وابن حنون !.
-;-
كان الشارع خلوا من السيارات ، واسعا ، نظيفا ، تغسله ريح رخية من غبار نزر كلّ لحظة ، وكانت بناية المكتبة العامة ، المنتصبة أمام مبنى محافظة الناصرية التي حولها رفاق أبي إسحاق عام 1963 الى سجن ، تظلهما بظلها الشحيح في يوم شتائي مشمس من عام 1965، يذكر الإنسان بحر الصيف المنصرم . ولولا قطع من غيوم تناثرت في سماء المدينة الزرقاء لأيقنت أنها لا زالت مغرمة بذاك الحرّ الحارق ، رغم أنها جثت على ضفتي الفرات الراحل نحو الجنوب أبداً .
-;---;--
ـ هل أنت مجدّ فيما تقول ـ يا أبا إسحاق ـ ! ؟
ـ نعم . ولماذا لم أكن مجدّا ، ألم ينشر البكر دون حياء براءته وصورته في الصحف قبل يومين ؟ هل هو بحاجة الى وظيفة مثلي ؟
-;---;-- أم أنها العاصفة التي يجب أن ننحني لها ؟
ـ أنا كذلك قرأت تلك البراءة ، ورأيت تلك الصورة في جريدة البلاد ،
ـ لكنك ستؤذي الآخرين باعترافاتك ؟
ـ لا يوجد بديل آخر ، هل ظلّ دونما عمل ؟ كلّ ما في الأمر هو أن يعترف كلّ واحد منهم ، وينشروا براآتهم في الصحف ، وعندها ينتهي كلّ شيء !

-;-ـ في أمان اللّه ـ يا سالم ـ !

-;-ـ في أمان اللّه .
-;-
ظل سالم يتابع خطى أبي إسحاق المتجهة صوب مديرية أمن الناصرية ، إذ هناك سيقول ما يريدون منه قوله ، وعندها سينتهي كلّ شيء ، وسيزول كلّ عائق كان يقف بوجه الوظيفة . هذا هو أبو أسحاق ، فرد من أفراد " الحرس القومي !" الذين صوبوا رشاشاتهم البورسعيدية نحو صدور السجناء في ليلة من ليالي شباط السوداء !
-;-
ـ هيا اعترفوا! إننا سنقتلكم جميعا ، إنّ لدينا أمرا بقتلكم أينما وجدتم.
هو ذاته الرجل الذي نصّب نفسه حاكما وحاكمني ذات ليل .
-;-
ـ أنت وهؤلاء تثيرون النعرات الطائفية .
ـ نحن ؟
-;-
ـ نعم . أنتم .
ـ لكن قل لنا كيف ؟
-;-
ـ بهذه الشعارات التي كنتم ترددونها في تظاهرتكم .
-;-
ـ هذه عادتنا كلّ سنة ، نحن نمجد بطولة الحسين في ليلة عاشوراء ، وشعاراتنا هي ذاتها التي كنت أنت نفسك ترددها معنا قبل عام منصرم ،
-;- فلماذا صرنا نثير النعرات الطائفية هذا العام ؟
-;-
ـ عبد !
ـ نعم .
-;-
ـ خذ محمودا وعباسا الى غرفة التحقيق . أما أنت ـ يا سالم ـ فابقَ هنا معي .
-;-
نفذ عبد الصفار ، الذي كان واقفا برشاشته القادمة من وراء الحدود ، أمر أبي إسحاق حالا ، وحين دخل الثلاثة تلك الغرفة تعالى صراخ حاد ، ولغط كلام منها ، فقد تعرض محمود وعباس الى ضرب شديد ، أثار دهشة سالم ، فأبو إسحاق وعبد الصفار كلاهما كان يلطم صدره العاري في ليلة كهذه الليلة من كلّ سنة .
ـ لي شروط عليك وسأطلق سراحك . نطق أبو إسحاق أخيرا .
ـ لا شروط لك علي . ردّ سالم .
ـ أنا أطلب منك أن تتخلى عن هذه المجموعة السافلة ، من هو محمود؟ ومن هو عباس ؟ لماذا تصاحبهم ؟ لماذا تجلس معهم في مقهى كاظم ؟ أنا أرى أن تجلس معنا في مقهى العروبة ، وأن تترك التظاهر في مثل هذه المناسبات ، فأنتم بتظاهركم هذا تثيرون النعرات الطائفية !
ـ نحن لم نثر النعرات الطائفية ؟ إنّ الذي ألقى ذلك في ذهنك وذهن الآخرين هو المضمد محسن العاني ، فما الذي يزعجه من تمجيد بطل آثر الموت على الخنوع ؟ ثم أنّ الشعارات التي أزعجته حفظناها نحن جيلاً عن جيل ، ورددتها أنت ـ يا أبا إسحاق ـ معنا لأكثر من سنة ، فهل قال أحد فيما خلا من السنوات إنك طائفي ؟ وأنا ـ بعد ذلك ـ حرّ . أجلس في المقهى التي أريد ، وأمشي مع من أريد.
ـ أنا أخشى عليك ، أنا أريد لك التوفيق في حياتك ، فأنت من أسرة معروفة ، وأخوك صديقنا ، وأنت صديقي كذلك ، فقد أمضيت أنا معك شطرا من حياتي الدراسية ، هناك في مدينة الناصرية. والآن ماذا قلت؟ أتجلس معنا في مقهى العروبة ؟
ـ قلت لك أنا حرّ ، وأجلس في القهى التي أريد .
هذا أنت ـ يا أبا إسحاق ـ مضيت على خطى قيادتك ، قدمت البراءة ، وأدليت بالاعتراف ، دونما سجن وسوط يلسع جلدك ، ودون أن تعلق في مروحة كهربائية ، وبلا مطاردة ونفي وتشريد . تريد أن تصل إليك كلّ الأشياء باردة ، تريدها أن تصل سريعا بقطار أمريكي ، ما هكذا
-;- تخلق الأبطال ـ يا أبا إسحاق ـ ! إنك لم تصنع مفخرة أبدا ، لم تصنع حياة كريمة لأمة بليت بكم ! لقد رحل جلجامش بعيدا ، سار في طريق الشمس ، لفحته رياح زمهرير ، لبس جلد الحيوان ، اقتحم غابة الأرز، قتل خمبابا المتوحش، وأبحر في المياه اللعينة ، كان ذلك من أجل أن يعلق اسمه هناك على أسوار أورك الصامدة ، هناك على ضفاف الفرات الخالدة ، براءة واعتراف وينتهي كلّ شيّ ! ذات ليل صنعت من نفسك ـ يا أبا إسحاق ـ حياوي المفوض عذبتم صبية دونما ذنب ، كانوا يمجدون البطولة ، يمجدون من يريد أن يعلق له اسما على جدرانها ، من يريد أن يبني مدن أمجاد مثل أورك وكربلاء.
لماذا ـ يا أبا إسحاق ـ لماذا ؟ لماذا قتلتم ؟ لماذا سجنتم ؟ لماذا عذبتم ؟ لماذا دفنتم وليداً حيّا ؟ ولماذا هتكتم عرض سلمى ؟ أهذه هي العروبة ـ يا أبا إسحاق ـ ! ؟
-;- واللّه لن تراني جالسا في مقهاها ما حييت ! إنظر ـ يا أبا إسحاق ـ إنظر! هاهي أور التي وقفت بوجه الدهر، وهاهو الفرات يروي قصتها ، يقول إنّ من بناها هم الحفاة ، العراة ، هم محمود وعباس ، هم سواد الناس الذين قتلتوهم أنتم . كان حياوي المفوض أقل فتكا منكم ، كان يريد خمسة دنانير ، يريد أن يبني بيتا ، يريد أن يقفز مثل أسياده لكنه كان لا يملك أرجلهم ، فقفز علينا. أما أنتم فقد بعتم أرضنا ، أرض أورك العتية ، 
-;-بعتم مياه الفرات المتدفقة تدفق التاريخ هناك على صدر بلادنا .
-;---;--
حياوي ـ يا أبا إسحاق ـ عبد مأمور ، ينهض كلما أمر ، ويجلس كلما أمر .أما أنتم فقطيع أناس يأخذهم صفير الإنجليز، وتسوقهم الأصوات القادمة من وراء المحيط .
-;---;--أما سمعت ـ يا أبا إسحاق ـ عليوي الفلاح ؟ أما رأيته واقفاً يصرخ؟ إنه يصدر حكما ضدكم ، يصدر حكم التاريخ ، فلماذا تلوذ أنت بهذا الصمت اللعين ؟ أنه يربط بينكم وبين أسيادكم ، هل تراه يكذب ؟ أتراه على خطأ ؟ لماذا أنت صامت ؟ أنه يصدر حكم الناس المتعبين ، الناس الحفاة ، العراة الذين أشادوا أسوار أورك الخالدة ، الناس الذين تمشى السل في صدورهم ، وعبثت البلهارزيا في مثاناتهم ، أتراه قد سمع بهذا الحكم ؟ أقرأه هو في جريدة ؟هاهو يقول إنني لم أسمعه من مذياع ، فأنا لا أعرف لغته ! إني أمي ، وسأموت أمياً ! لكنني أرى الصور في الجرائد ، وأعرف اتجاه الريح حين أبل سبابتي بلعاب فمي وأرفع يدي في الهواء، فأينما يكن مصدر البرودة يكن مصدر الريح ، فلطالما ملأت منها رئتيّ حين تكون شمالية قد اغتسلت بمياه الهور الباردة .
ـ فمن أين أتى عليوي بهذا الحكم ؟
ـ أنت سمعته ـ يا أبا عمار ـ !
لقد ذهلت أنت في بادئ الأمر ، أليس كذلك ؟
-;-
ـ واللّه ، لم أكن أظن أنه سيتفوه بكلام كهذا ، لقد قطعت الحديث ، كدت أسقط أرضا من الضحك ، ومع هذا فأنا لم أجد غرابة في كلامه. الفلاحون هنا يعرفون الأشياء مثلما يعرفون الأرض ، إنهم يربطون بينها ، ويعبرون عنها بطرقهم الخاصة. فهم يرون أن أغلب الذين ينتمون الى حزبهم ، على قلتهم ، هم من أبناء الإقطاع ، وشبه الإقطاع ، وهم بهذا يلتقون في النهب والإضطهاد مع أسيادهم من المستعمرين، إنّ الفلاحين لا يثقون بهم مهما رفعوا من شعارات ، كيف يثقون بفالح مجيد الخليفة مثلاً ، وأبوه كان من بين أعتي الإقطاعيين الذين تنكروا لقيم القبلية ، وألقوا بأنفسهم في أحضان المستعمرين الغرباء ؟
-;-
هكذا تبخر أتباع حزب البعث ببيان واحد صدر من إذاعة بغداد بعد أن ارتكبوا هم أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي ، وقتلوا من العراقيين في يومين اثنين من بغداد واحدها أكثر من خمسة آلاف شخص ، ثم داسوا على جثثهم بالدبابات في شوارع بغداد بعد أن استبسل الناس في الدفاع عن المنجزات الكثير التي تحققت لهم غب قيام ثورة الرابع عشر من شهر تموز عام 1958 م ، تلك الثورة التي قام بها الجيش ، واندفع الشعب تأييدا لها في شوارع المدن العراقية منذ الساعات الأولى لقيامها .
--------------------------
1- سيد علي الداماد ، معلم من أهالي كربلاء ، ومن أبناء التبعية الإيرانية صار موظفا كبيرا في وزارة الإعلام العراقية بعد وصول حزب البعث للحكم ثانية في العام 1968 ، وفي زمن الوزير طارق عزيز .
2- كان ناظم تلك المقاطع الشعرية يقصد بالببسي الشيوعيين وبالكوكا البعثيين ، أما المشن فهو شراب برتقالي اللون نزل الى الأسواق وقتها وأطلق العراقيون اسمه على الرئيس عبد السلام عارف فقالوا حجي مشن لان عبد السلام كان قد حج مكة .. ولازلت أذكر كيف تعرض زميل يدرس معنا في اعدادية الناصرية للضرب الشديد من أعتى شرطي أمن من شرطة الناصرية يدعى معيوف لمجرد أن ذلك الطالب سخر من أحد زملائنا وكنا جالسين في احدى المقاهي قائلا له على طريقة العراقيين في السخرية حين يتبجح أحد منهم أمام الآخرين بفعل شيء ما : " أنت هم عمك حجي مشن " ! فسمعها أحد شرطة الأمن وفر بها الى معيوف الذي جاء مسرعا ثم سرعان ما انهال بالضرب على زميلنا صائحا بصوت مدوي : أنت شيوعي قذر !؟ ولي أن أقول إن لهذا المقطع تكملة فاضحة لا أريد ذكرها هنا .
3- طنطل : مخترع خرافي عند الناس في العراق .
4- ابن حيدر هو سيد فاضل ، رجل دين بعثي خلع العمامة فيما بعد .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين لن يجلس على طاولة المفاوضات مع أوكرانيا إلا في هذه الح


.. غارة جوية إسرائيلية تستهدف شمالي قطاع غزة




.. أنصار الله: استهدفنا قاعدة ناحال سوريك جنوب يافا المحتلة بصا


.. مروحية عسكرية تنقل جنديا مصابا لمستشفى سوروكا




.. آثار سقوط صواريخ اعتراضية على مستوطنة بيت شيمش بالقدس المحتل