الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد ان نام مبكرا

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2016 / 2 / 23
الادب والفن


بعد ان نام مبكرا
بعد ان نام مبكرا ، فتح عينيه ، شعر انه صحى باكرا ، فليعد للنوم اذن ، سكن لحظات لكنه لم يتمكن من النوم مرة اخرى ، فالمكان مظلم ، وهناك رائحة غريبة ، والسرير متغير فهو قاس على غير العادة ، حاول ان لا يشغل نفسه بالتفكير لكي يستسلم للنوم سريعا ، مرت لحظات و لحظات ، لم يعد للنوم حول مرة اخرى وبما يساعده على العودة الى النوم ، لكن الافكار تسارعت فجأة في رأسه ، وحاول ان يسيطر على افكاره وان يتذكر شيئا من الامس ، لكنه لم يستطع ، وحاول مرات ومرات لكن ذاكرته بدأت تتزاحم بالصور والاحداث ، لم يتمكن من التذكر بوقت الاحداث ، فالصور والمشاهد متنوعة ومضطربة بين نهار وليل واماكن مختلفة بعضها مع الاهل وبعضها مع الاصدقاء وبعضها مع غرباء كان يشاهدهم لكنه لا يعرفهم ، حاول ان يحصر تفكيره في شيء محدد وان يستعيد بذاكرته اقرب الاحداث ، وبدأ يتسائل ، ماذا عن الامس ، كان مع من ، واين ، والى اي ساعة . ومع هذه التساؤلات وزحام الافكار اخذت الصور والمشاهد تبتعد وحل محلها اصوات صفير اخذ بالارتفاع والازدياد حتى مليء رأسة بهذا الصفير واخذ يعلو ويعلو ويعلو ..... وحاول اللجوء الى ان يغلق اذيه لمنع هذا الصفير الهائل ، لكنه لم يتمكن من الوصول الى اذنيه من شدة تأثير الصفير وارتفاعه ، واحس ان صوت الصفير اخذ بالاقتراب اكثر واكثر حتى اصبح قبالته واحس كأنه مشلول لا يستطيع ان يضع يديه على اذنيه ليحميهما او وجهه ليحمي نفسه من مصدر هذا الصوت .. حاول ان يتبين شيئا من حواليه او امامه مع ان الصوت لم يتوقف لا بل اخذ بالازدياد ويتغلغل في مسمعه وعقله ورأسه وكل جزء من وجهه ، وبدأ احساسه وكأن الصوت بدأ يصدر من عينيه وانفه واذنيه وفمه ، وأحس ان لسانه ثقيل ولا يتمكن من اصدار اي صوت او كلام ليستنجد بمن قد يساعده ، واصبح عاجزا حتى عن الكلام ، واحس انه يختنق ، في تلك اللحظة قال في نفسه متحيرا وهو لا يفهم ماذا يحصل له ، سأقرأ الشهادة للشدة الي انا فيها ، و بدأ بذكر شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله فقد بدأ يحس يالخطر والقلق والخوف وكان المكان متغير عن ما يعرفه في سريره ومكانه في غرفة نومه فالمكان اصبح باردا ورطبا والضلام كثيف وهذا الصوت المستمر قد اصابه بالشلل والعجز من شدته وبات يحس بان الصوت اصبح من داخل رأسه ، لكنه تماسك وخطر على باله ان يستعين بأي من سور القرءان التي يحفضها لأنه عاجز عن القيام بأي شيء ، فحركته مشلوله ، ولا يحس باوصال جسده ، ونظره معدوم بسبب الظلام وهذا الصوت يعجزه التفكير او عن ان يقوم بأي عمل يحاول ان يقوم به ، ولا حتى لسانه وصوته ليصرخ او يستغيث بمن قد ينجده مما هو فيه ، وقرر ان يقرأ القرءان بقلبه وبدون صوت .
لحظة قال في نفسه
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، احس ان صوت الصفير كأنه قد استقر او بدأ بالتناقص قليلا ، فاخذ بالاستمرار بالقراءة :
قل هو الله احد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا احد ..
ولحظة انتهائة وبدأ قوله ، صدق الله العظيم ، اخذ صوت الصفير بالانخفاظ تدريجيا .. ورغم انه لا زال يحس بالعجز ، لكنه تشجع واخذ يستمر و يقرأ ما في نفسه وقلبه ، ما يحفظ من القراءن فبدأ بقول
بسم الله الرحمن الرحيم
الم نشرح لك صدرك ، ووضعنا عنك وزرك ، الذي انقذ ضهرك ، ورفعنا لك ذكرك ، فإن مع العسر يسرا ، ان مع العسر يسرا ، فأذا فرغت فانصب ، والى ربك فأرغب .
صدق الله العظيم .
وما ان انتهى من قرائته حتى زال الصوت تماما ، فشكر وحمد ربه على خلاصه من هذا الصوت ، قرر ان يستمر بقراءة القرءان .. وكلما قراء اكثر كانت نفسه تطمئن اكثر واكثر ، واستمر بالقراءة ، واثناء قراءته كانت احواله تتغير وتتبدل واخذ يحس بشيء من الرضا والاطمئنان والهدوء ، حتى اصبح المكان هادئا ، وحمد الله انه عاد الى اجواء غرفته الهادئة والامل في ان يعود لمكانه المعهود بالراحة والامان والسلامة والهدوء .
وبعد ان قرأ ما تيسر له ولذاكرته من ايات وسور القرءان ، توقف واخذ يتأمل في نفسه ، الا يذكر شيئا اخر ، الم ينسى شيئا سبق ان حفظه ولم يقرأه ؟ .. لكنه عجز ان يقرأ شيئا اخر ، فحزن وقرر انه عندما يتجاوز هذه المحنة ، وينهض غدا صباحا بسلام ، سيحفظ المزيد من الأيات والسور القرءانية لما احس بها من راحة بال واطمئنان ورضا . نعم قرر في نفسه ، غدا سأبدأ بحفظ القرءان .
في تلك التأملات والافكار ، وبعد ان احس بالرضا والاطمئنان ، عاد ليستذكر ما كان وضعه بالامس قبل ان يخلد الى النوم ... لكنه عجز هذه المرة عن ان يعود لذاكرته وتفكيره ما يتذكر ، لا بل غابت عن عقله كل الصور والمشاهد والاصوات التي مرت قبل قليل عليه ، فقد كانت سريعة ومزدحمة لكنه الان لا يذكر منها شيئا. كل ما في رأسة الايات والسور القرءانية التي قرءها وسبق له ان حفظها .
دعا ربه ان يساعده وينقذه من ما هو فيه ، وان تنقضي هذه اللحظات ليصحو او ان يشرق الصباح لينهض كعادته كل يوم .
لكنه لم يستيقض ولن يستيقض الا حين يشاء الله ليوم الحساب لأنه توفي عند نومه ولم يكن يعلم انه ميت وبقي ينتضر يوم الحساب ، وهو يحمل معه سيرته في الدنيا التي ستعرض امامه ولا يحمل في عقله الا ما يعرفه عن الله تعالى في اياته وما يحفظه من القرءان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??