الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساحيق تجميل الوجه الأمريكي القبيح

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 2 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الأزمة السورية هي أزمة حقيقية للأمة العربية والمنطقة كلها، فالعربية السورية دولة محورية، جغرافيا وتاريخيا وحضاريا ودورا، لا ينكر ذلك من له بعض الدراية بالتاريخ أو الحضارات.
دخلت العزيزة على النفس العربية السورية في مأزق كبير فيما أطلق عليه الربيع العربي، حينما ضربتها قوى الظلم والظلام، تحمل شعبها الأبي ويلات صراعات دولية، وصراعات إقليمية، عاثت فسادا في هذا القطر العزيز، كادت أن تنتصر تلك القوى الظالمة، فوقع الخراب، وقتل السوريين ولكن لم تقع العربية السورية، فظلت صامدة معلنة أنها دولة عصية لا تلين، وشعب عظيم لا ينثني.
بعد التدخل الروسي الجوي في المعركة الدائرة على تراب عربي مقدس بقداسة الأوطان، انكشف الدور الأمريكي الداعم للإرهاب، فلقد كان التدخل الروسي كاشفا لكل من له عينان، إن ما كان يقال عن محاربة التحالف الدولي للإرهاب في سوريا، ما هو إلا أكذوبة، وما هو إلا غطاء لتقوية هذه الجماعات الإرهابية عن طريق مدد يأتيها دوما من النظام الأوردوجاني العميل والكاره لكل ما هو عربي مناهض للصهيونية العالمية كما هو الحال في العربية السورية، تعرى الدور الأمريكي وكشفت عورته أمام الجميع، وباتت تركيا تعاني بعدما حاولت أمريكا أن تلمع صورتها فبدت تركيا الأردوجانية في العراء دون غطاء، ذلك هو ديدن السياسة الأمريكية التي تتخلى دائما عن حلفائها وقت الشدة.
في هذه اللحظة التي ظهرت فيها سوأت أمريكا، كان لابد من وسيلة لتجميل القبح وتقديم صورة تقنع بها العالم أن مازال لديها بعض القيم الإنسانية، فبعد أن وقفت حائلا دون تمرير قرار مجلس الأمن الذي يقضي بإدانة أي تدخل عسكري تركي في العربية السورية، ذلك الذي لا يردع الجنون التركي من تلك المغامرة، كان وزير الخارجية الأمريكي في لقاءات مكوكية مع نظيره الروسي للوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، وهذا ما تم التوصل إليه، والذي يحفظ بعض ماء وجه الإدارة الأمريكية التي فقدت كل رصيد لها عند أبناء المنطقة العربية.
إن الوصول لاتفاق لوقف إطلاق في العربية السورية بين أمريكا وروسيا أثبت بالدليل القاطع أن الأرض السورية ميدانا لمعركة دولية وإقليمية لم تستطع قوى معينة حسمها، وإن كانت نتائجها حلت كارثية على أبناء المنطقة، وفي القلب أبناء الشعب السوري.
هناك سؤال هام ستجيب عنه الأيام القليلة المقبلة وهو هل فعلا سيدخل وقف تنفيذ إطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ، وهل تستطيع كل من روسيا وأمريكا ضمان هذا الاتفاق، وهل ستلتزم كافة الأطراف، وهي هنا دول لها وكلاء داخل الأراضي السورية، بهذا الاتفاق الذي تم بين الإدارتين الأمريكية والروسية.
ونتمنى أن يكون وقف إطلاق النار هذا بداية لإنهاء تلك الأزمة التي تضرب العربية السورية وأن تبدي ما تطلق عليها معارضة معتدلة أو وطنية نوايا حسنة حقيقية تثبت من خلالها أنها تعلي المصلحة العليا للبلاد.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء تقارب السودان وروسيا؟


.. الاحتجاجات الداعمة لغزة: رئيسة جامعة كولومبيا تهدد بفصل طلاب




.. بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. ماذا قال مصدر ل


.. الانتخابات الأميركية.. شعبية بايدن | #الظهيرة




.. ملك بريطانيا تشارلز يستأنف مهامه العامة | #عاجل