الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة الممثل العالمي مورجان فريمان لمصر

شريف خوري لطيف

2016 / 2 / 23
الادب والفن



وبدلاً من إستغلال زيارته للدعاية سياحياً وثقافياً لمصر وأنها بلد الأمن و الأمان والسلام ومازالت حضارتها الفرعونية تثير إنبهار العالم كالممثل العالمي الأسمر مورجان فريمان الحاصل على الأوسكار والجولدن غلوب، و له قدره العالمي ولم يتعدى حدود الضيافة، أثناء تصويره لفيلمه الوثائقي بالمتحف المصري" قصة الإله The Story of God ". حتى أنه خلع حذائه عند دخول مساجد القاهرة الأثرية، ليس فقط إحتراماً لمشاعر المصريين بل لأنه فعل هذا بتلقائية وبما كان يتوجب عليه فعله.
للأسف تربصنا به بنبوت الغفير على باب حارتنا ! لو جاب سيرة " الله" هنوقف فيلمه وندغدغ له كاميراته فوق دماغه ! هكذا كان تصريح سيادة رئيس رقابة المصنفات الفنية عبد الستار فتحي الذي أخرج لحيته من تحت ردائه بتصريحه: ( لو مورجان فريمان جاب سيرة "ربنا" هنوقف فيلمه ).
فبدلاً من ترحيبنا به لنستغل زيارته الفريدة كدعاية مجانية تعيد مصر للواجهة في مجال السياحة والثقافة والفن ونعطه حقه وتقديره كضيف غير عادي، جائنا ليوثق فيلمه بمعالمنا وآثارنا النادرة، قابلناه بضحكة صفراء وتربُص إستعداداً للإنقضاض عليه في أي لحظة متلبساً "بسيرة الله"، و هو يعني ربنا مش بتاعنا كلنا، لأ يا سيدي، ربنا له ناس وناس، منحهم حق ملكيته و عيَّن حُراس على نواياهم !

رجل مصنفاتنا الفنية ماجبش حاجة من خارج ثقافته وفكره، وفهمه الخاطئ للتدين. الذي ساد المجتمع وصرنا نتحفز لكل حدث صغير قبل الكبير، حد أن سوء الظن و نظرية المؤامرة التي أصبحنا نمارس لعبتها في يومياتنا وأن هناك مؤامرة تدبر لنا !
المجتمع بكافة طوائفه وثقافاته ومستوياته العلمية والثقافية تغيرت فيه المعايير المنطقية التي أصبحنا نحكم بها على أبسط أمورنا وحياتنا اليومية.
اصبح المجتمع يعيش حالة من " التديين" لمظاهر الحياة اليومية وليس" التدين"، فالتدين حالة فردية ونسبية تختلف من شخص لأخر وينعكس هذا التدين بالإيجاب والسلب في أبسط سلوكياتنا وتعاملنا اليومي، بينما التديين ظاهرة يحاول فيها البعض إلباس مجتمع بأكمله، فكر معين وإطار محدد لا يقبل فيه الغالبية بخروج البعض عن أُطُرهم ومحدداتهم المسبقة حد إختراق حريات الأخر المخالف لهم.

مثلاً الفنان هاني شاكر" نقيب الموسيقيين"، عرفناه في أفلام السبيعنيات بملبسه الخنافس وشعره الكانيش والقميص المفتوح، وكان هذا موضة زمانه وياما مثَّل أمام فنانات كانت ملابسهن عارية كموضة السبعينات أيضاً. نفاجأ به اليوم بإعتراضه على ملبس الفنانات وطلبه بالتحقيق مع الفنانات غير المحتشمات!.

حالة من عدم التمييز والفهم الخاطئ لمفهوم الحلال والحرام سادت في مجتمعنا المصري وحتى المجتمعات العربية حتى خرجنا عن اللياقة والآدب العامة و تعدينا حدودنا لنجرح حريات الناس وتحركاتهم، كما يحدث اليوم في شوارعنا من ظاهرة التحرش التي أصبحت تعانيها كل إمرأة تمشي في الشارع أو تركب وسيلة مواصلة عامة؟!
نحلم أن يعطوا الإنسان قيمته وقدره وإحترامه في إستخدام حريته الشخصية وإختلافه لتجويد معادنا الثمينة، فتسفيه الأخرين يعني أننا وصلنا لمستوى متردي وأن هناك نفوس مريضة تحكم وتتحكم في البسطاء.
مطلوب منا أبسط قواعد إحترام إنسانينا، فنحن في النهاية لا نظهر إلا معادننا إن كانت ثمينة أو رخيصة! تسفيهنا للزوار ومعاداة ضيوف الوطن والسياح والأجنبي بشكل عام لن يضيرهم بقدر أنه سيمنحهم إنطباع سخي بأننا شعب غير طيب و غير حضاري بل سيظهر ما في النفوس من أمراض مجتمعية كامنة تحت جلدنا !

فشكراً لك فريمان فقد أسقطتْ عنا زيارتك ورقة التوت لتكشف عورة الجهل والتشدد حد أننا إستبحنا بجهل مقدرات وطن يعيش شريحة كبيرة منه على دخل السياحة التي فقدت كل مقاوماتها بعد الثورات ، ونجتهد الآن في الإجهاز على ما تبقى منها بخطى حثيثة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كواليس العمل مع -يحيى الفخراني- لأول مرة.. الفنانة جمانة مرا


.. -لقطة من فيلمه-.. مهرجان كان السينمائي يكرم المخرج أكيرا كور




.. كواليس عملها مع يحيى الفخراني.. -صباح العربية- يلتقي بالفنان


.. -بين المسرح والسياسة- عنوان الحلقة الجديدة من #عشرين_30... ل




.. الرباط تستضيف مهرجان موسيقى الجاز بمشاركة فنانين عالميين