الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


***البشريه تعوي***

ميلاد المكصوصي

2016 / 2 / 23
الادب والفن


سكون غريب هبط علينا فجأه من السماء بعد ان تم أسرنا من قبل الأرهابيين...صمت مطبق وكاننا جزعنا من الحياه وتهللنا للخلاص منها...كنا مجموعه جنود مغلوبين علي أمرنا وجدنا أنفسنا فجأه بيد العدو...أطعنا أوامر قادتنا...والنتيجه نحن الان مقيدون يسوقوننا الي حتفنا...
وصلنا الي أرض مقفره...تجمعنا في مكان واحد...كانوا يهتفون الله اكبر...كان كل كلامهم منطقيا...كانوا ينادون بالسلام والامان وحب سيد الانام...لكنهم عاملوننا كاننا سرب نمل تقدم نحو مخزونهم من الطعام ...جمعونا في مكان واحد...وفجأ أنهال علينا الرصاص من كل جانب لم نشعر بأي ألم كنت أري رفاقي وهم يبتسمون ويسقطون دون ألم...أنا أيضا لم أكن أتالم ولم ابتسم...أنتهي الرصاص أستقر في الاجساد المتكدسه رحل أصدقائي بعيدا الي السماء...كانو سعداء يتمازحون...كانت دمائهم تتلالا...لم اعد أري أي شيئ غرقت بالدماء وربما مت او غفوت لم اعد احس بشئ .... كأنني في شرفه بيتنا حيث كنت أقف اتسلل خلسه وأستمتع بمراقبه حبيبتي سمر
كانت موشحه بالسواد يلفها سكون عجيب كما هو ذلك السكون الذي كان حين ساقونا مقيدين...كان هناك رجل غريب معها يشدها ويضربها لم تنطق باي كلمه ...
ما بال حبيبتي صاحبه اللسان الطويل...خرج الرجل قلت بصوت خافت...
--- بس بس سمر
انتبهت لصوتي فهي كانت تعرف باني اختبئ كل يوم في ذلك المكان أراقبها وكانت حين تشعر بي تتصرف بدلال جائت مسرعه لم اكد اميز وجهها كان مزرقا ...قالت وهي مرعوبه...
--اذهب من هنا بسرعه يا حيدر...
سيقتلونك...لم يبق احد من عائلتي قتلوهم جميعا...
-- من هم...
-- انهم المسلمون كما يقولون لكنهم ليسوا كذلك أنهم شياطين جائوا من جهنم...
-- لن اتركك اذهبي معي...
-- الي اين المدينه كلها محتله لن نستطيع الهرب كيف وصلت انت الي هنا...
-- لن اذهب بدونك...تعالي معي...
-- لا انا الان مجرد شبح لا تهتم لأمري انجوا بحياتك يا حيدر...
وبينما هم كذلك واذا بالشياطين تتجمع وتزداد...شعرت بالهلع هذه المره لان حبيتي تشاهدني وهم يجرونني كخروف...قاومت كثيرا الا ان السكين كانت باشطه جدا اشعر بطعم الدم في حلقي صرخت مشمئزا...حررت نفسي بصعوبه كنت مغطي بالجثث...احمد وعلي وسلام وفلاح كلهم رحلوا كنت افتش عن سمر...ليس لها اثر وانا في هذه الارض القفر...كان صوت الرصاص لا زال يدوي في أذني التفت في كل اتجاه لا يوجد أحد...
كان هناك صوت كلاب من بعيد...ولا أحد...
ترددت كثيرا هل انهض ام ابقي في مكاني...خفت كثيرا كان منظرا مرعبا وخفت ان تاتي الكلاب ولا استطيع ان ادافع عن جثث اصدقائي كان كل همي ان اصل سالما لانقذ سمر..حبيبتي
زحفت نحو لا شيئ زحفت فقط حتي ابتعدت كثيرا كانت الارض خاليه من اصحابها ومن مغتصبيها الكل رحل...احتلتها الكلاب ليلا...رايت بعضها وهي تقف قرب جثث الشهداء كان منظرها حزينا ربما هي تعاني من أمر ما ....
أمر عجيب الكلاب تنظر بشفقه الي جثث البشر .... ربما تحولنا نحن الي كلاب ..!!!! لو نطقت الان هل سأعوي كالكلاب؟؟؟...الليل طويل ولا اعرف الي اين سأذهب...
عواء في كل مكان
تذكرت ان ابي كان يقول لي حين كان يرسلني لاشتري شئ للبيت ليلا....قل سلاما قولا من رب رحيم...
لكنني خفت ان اعوي ولا انطق هذه الكلمات....لحق بي ثلاثه من الكلاب يكاد قلبي يتمزق داخل صدري وقفت قربي رمقتني بنظرات غريبه طال تاملها كنت انتظر انقظاضها علي لكنها لم تحرك ساكنا وقدماي ايضا لم تحملاني تسمرت في مكاني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - جميلة
عباس علي العلي ( 2016 / 3 / 25 - 14:28 )
سرد متداخل بين الأنا الواحدة والأنا التي هو ... أنا تسرد قصتها وكأنها تعبر العوالم لتقول أن حكايتها لا تنتهي حين يكون الحيوان اكثر إنسانية من حيوانية الإنسان

اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع