الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاختلاف لوأد الخلاف

محمد عبعوب

2016 / 2 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


لا يمكننا أن نقضي على خلافاتنا العميقة والتافهة منها والتي تحولت بفعل انغلاقنا، الى مذابح تسيل فيها الدماء وتزهق الأرواح وتضيع بسببها الأوطان، إلا بالاعتراف بالاختلاف كضرورة للعيش والبقاء، أي الاعتراف بك كشريك كامل معي في هذا الوطن رغم اختلافنا في الرؤية والأفكار..

إن الانغلاق على الآخر المختلف ورفض وجوده معنا كمختلف عنا وشريك في الوطن هو بداية المأساة التي تغرس في عقولنا الخلافات و تفضي حتما الى تطاحن لا ينتهي إلا بزوالنا جميعا وضياع أوطاننا..

إن الاختلاف في الأفكار ووجهات النظر هو الذي يغني الحياة ويخلق مجالات جديدة للتطور والنمو ، فما نراه من أمم حولنا متقدمة تنعم بنتاج المعرفة وتضيف اليها كل يوم جديد، لم تحقق ذلك إلا في ظل الاعتراف بالاختلاف كفضيلة وضرورة للحياة وصناعة التقدم.. وما نراه ونعيشه نحن اليوم من تخلف وترد وانهيار واقتتال عبثي تحت شعارات جوفاء، ما هو إلا نتاج لرفضنا لفضيلة الاختلاف وانغلاقنا عن ذات قاصرة لا ترى في العالم إلا نفسها..

ما أحوجنا اليوم أيها السادة للاعتراف بالاختلاف كضرورة للحياة، واتخاذ أساليب الحوار والجدل كسلاح وحيد للخروج بأفكار ناجعة تعيننا على الخروج من ظلام الفكر والرأي الواحد.. نعم ليكن الحوار ومجابهة الرأي بالرأي، والفكرة بفكرة ، و لتكن المنابر السياسية و وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني والمنتديات الفكرية والثقافية هي ساحات النزال للوصول الى الافكار التي تضمن لنا الحياة السعيدة ، بدل أسلحة الدمار وخنادق الموت.. إن الكلمة و الفكرة التي تتخذ من العقل ميدانا لنزالها هي التي تبني الأوطان وليس السلاح والقتل الذي لا يعني إلا المزيد من الإفناء ويضيع على وقعه الإنسان وتندثر بفعله الأوطان..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصة قتل مو?لمة والضحية الشاب باتريك.. ???? من القاتل؟ وما ال


.. لا عيد في غزة.. القصف الإسرائيلي يحول القطاع إلى -جحيم على ا




.. أغنام هزيلة في المغرب ومواشي بأسعار خيالية في تونس.. ما علاق


.. رغم تشريعه في هولندا.. الجدل حول الموت الرحيم لا يزال محتدما




.. لحظات مؤلمة.. مستشفيات وسط وجنوب غزة تئن تحت وطأة الغارات ال