الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هدف الحرب هو الحرب

خالد قنوت

2016 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


من يدرك و يحلل الظروف الموضوعية التي تمر بها الأحداث في الوطن السوري, ليس من نقطة مفصلية بتاريخ هذا الوطن (هي قيام ثورة شعبية في آذار 2011 لمطالبة شعبية غير منظمة و غير حزبية بحقوق المواطنة في الحرية و العدالة من نظام مافيوي وراثي أمني) بل منذ قيام هذا الوطن بحدوده و مروره عبر مراحل متعددة و متناقضة من العمل السياسي بكل ايجابياته و سلبياته إلى الدخول بمراحل الانقلابات العسكرية المترافقة بالهزائم إلى استلاء حزب البعث على السلطة متفرداً و تبعيث الدولة و المجتمع إلى استيلاء حافظ الأسد على رأس هرم السلطة و تأسيد الدولة و المجتمع و الاديان و الطوائف و الاثنيات إلى توريث السلطة لاولاده.
فيما كان حافظ الأسد يسابق الزمن لتمكين سلطته و ربط كل مفاصل الدولة و مؤسساتها بسطوة حكمه و اقحام الكثير من الموالين و بالأخص من السوريين العلويين في لعبة بناء الدولة الأسدية, كان الوريث أقل استعجالاً في تنفيذ اصلاحات, ربما هي مستحيلة, في جسد الدولة و المجتمع و الاقتصاد السوري بل كان يتلاعب بالزمن و بمقدرات وطن و حياة السوريين عبر سياسة لصوصية مشرعة للاقتصاد و تنازلات سيادية وطنية عند الحاجة للبقاء بعيداً عن تهديدات غربية أو أمريكية بإسقاط النظام تجلت خلال الاحتلال الامريكي للعراق و عبر دفع ثمن التقارب مع تركيا و ضمان حقوق اسرائيل في سلامة حدود دولتها.
لعل التمني الذي حمله السوريون قبل خطاب بشار الأسد عشية فيام الثورة الشعبية كان نوعاً من التمني الاجوف غير الموضوعي, فالسوريون كانوا على دراية بهمجية هذا النظام و بعنجهية عائلة ورثت مزرعة بكل ما تحويه من حجر و بشر كانوا سيرضون بإصلاحات تحت رعاية رأس النظام على أن تمارس عليهم تجربة لم ينسوها في حماة و حلب و جسر الشغور ثم القامشلي و بعدها السويداء.
إن ما وصلت إليه سورية اليوم هو نتيجة طبيعية لتاريخ من الاستبداد العسكري - البعثي – الأسدي و هو نتاج طبيعي لطبيعة النظام الوريث و نتاج طبيعي لغياب الحياة السياسية في سورية المدجنة بالعنف السلطوي و بالعنف الاجتماعي و بالعنف الديني الكامن في العقول المغلقة على العلم و المنطق التاريخي و المادي.
إننا و نحن نقترب من السنة السادسة لقيام الثورة الشعبية السورية, بدولة بلا سيادة و بلا بدائل و دولة محطمة بناها حافظ الأسد من أحجار الخوف و الرعب. بشبه دولة يتحكم بمصيرها ليس أكبر الدول و إنما أصغر الدول و حتى أصغر الميليشيات المختلفة شكلاً و المتشابهة مضموناً.
قبل يومين, أعلن القطب الامريكي و المستقطب الروسي عن وقف الاعمال العدائية على الاراضي السورية و لكي لا نحمل هذا الاعلان من الآمال التي لا يمكن أن يحملها لضعفه البنيوي و بمعرفة كاملة من المعلنين فلنا أن نحلم ببعض الانفراجات على الصعد المدنية في التخفيف من القتل و الحصارات و إطلاق المعتقلين من جميع الاطراف و استعادة بعض الحياة لأهلنا الصامدين هناك و خاصة في المناطق التي تقع خارج سيطرة الدولة الأسدية – الايرانية – الروسية.
أذكر قولاً للمفكر إلياس مرقص خلال الحرب الاهلية اللبنانية,: (إن الحرب التي اندلعت في سنة 1975 هي حرب طائفية مع أن بعضهم قال أنها حرب من أجل تقسيم لبنان, و أن بين حزب الكتائب و أمريكا وحدة حال و سينتصروا خلال شهرين و هناك من قال أنها مؤامرة لتصفية قضية فلسطين و القضاء على المقاومة. و كان رأيي أن هدف الحرب هو الحرب, أي الدمار و الاقتتال و نمو الأحقاد و خراب الاقتصاد و النتيجة الأخيرة تتحدد بحسب مسار الحرب, فاتهمت بأني تحريفي كما قال عني العفيف الأخضر. كانت خراب و اقتتال و صراع طائفي و أحقاد و تهريج يساري و تهريج متخلف و متقدم.) ليس ضيراً أن اسقط هذه المقولة على الحرب الدائرة على الأرض السورية, طالما اللاعبين الدوليين و الاقليميين هم أنفسهم في الحربين لا بل أضيفت دول جديدة, بالقول:
- إن هدف الحرب هو الحرب
- إن هدف الحرب هو الدمار و الاقتتال و نمو الاحقاد و خراب الاقتصاد
- إن الحرب القائمة في سورية, خراب و صراع طائفي و تهريج سياسي, يساري و اسلاماوي و قومي و تهريج متخلف.
- إن الحرب في سورية مصلحة للجميع ما عدا أكثرية الشعب السوري, دولاً و أنطمةً و شركات سلاح, و أجهزة استخباراتية و منظمات متعددة الأهداف من الاغاثية الدولية و المحلية إلى تجار التهريب و الاتجار بالبشر.
- إن الحرب القائمة ستظل قائمة و سيظل السوريين هم من يدفعون ثمنها الأعظم لكن على كل سوري أن يعرف و يدرك أن نتائج الحرب هي من ستحدد مصير سورية و مصير السوريين طالما لم يكن هناك إرادة دولية لانهائها بقوة القانون الدولي و بقرارات ملزمة و رادعة و ليس باتفاق كيري – لافروف الأجوف, و هذا ما لم يحصل حتى المستقبل القريب.
- أيضاً, إن النتيجة الأخيرة تتحدد بحسب مسار الحرب و هنا النقطة الاساسية و على كل السوريين أن يفهموها, فهل يستمروا في خرابهم الذاتي بمعية انانيتهم و بمعية نظام الأسد و حلفائه و بمعية التطرف القاعدي و غير القاعدي و مموليهما أم هناك منطق بديل؟ ألسنا جميعاً كسوريين أمام أمتحان وطني عظيم, قد يكون نهائياً و وجودياً؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في لبنان


.. المبادرة المصرية بانتظار رد حماس وسط دعوات سياسية وعسكرية إس




.. هل تعتقل الجنائية الدولية نتنياهو ؟ | #ملف_اليوم


.. اتصال هاتفي مرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائي




.. مراسل الجزيرة يرصد انتشال الجثث من منزل عائلة أبو عبيد في من