الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفصائل وتزييف وعي الجماهير !

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2016 / 2 / 25
القضية الفلسطينية


هذا المقال لن يجد مواقع فلسطينية تقبل بنشره، كأغلب مقالاتي الأخيرة، ذلك أن المواقع الفلسطينية والفضاء الإعلامي بكامله ليس مستقلاً ولا حراً، فهو إما فتحاوي سلطوي أو حمساوي إخواني. حماس وفتح قاموا من خلال الانقسام بتسميم المواقع والمجلات ومواقع التواصل. لا يلاحظ الطرفان أنهم قد اختاروا لنا استراتيجيات فاشلة دفعنا ثمنها دماء أبناءنا. سلطة فتح والمفاوضات فشلت بصورة ذريعة، وكذلك المقاومة التي فهمت " اللعبة " وأصبحت تركض وراء سيارات الدفع الرباعي والأطيان والعقارات وبزنس السجائر !

في هذا المقال سأتحدث بشكل صريح كما عودتكم، وأول ما سأبدأ به، هو أن جميع التنظيمات، الوطنية والإسلامية، ساهمت في تضليل شعبنا، وتزييف وعيه، حيث تم إقحامنا في انتفاضات ومعارك وحروب خاسرة طوال سبعين عاماً، وفي نفس الوقت الذي أصبحت فيه حياة الناس في غزة والضفة مبللة بالدم والدموع، نرى القيادات المتنفذة تعيش في بحبوحة ورغد وفخفخينا وسفريات وفنادق. القضية تحولت إلى مشروع تجاري قوامه وعماده تضليل البسطاء لكي تحافظ " الثورة " على جذوة الاشتعال، لكن مع تغييب العامل الإنساني بالكامل، وهو ما أدى إلى خلق صورة مشوهة لكل من الدولة والمقاومة، فتحولت الوسائل إلى أهداف في حد ذاتها. نتساءل، لماذا نقاتل من الأساس ؟؟ ألكي نحصل على وطن ؟؟! طيب وما فائدة وطن ندفع فيه 86 % من الراتب ثمناً للسلة الغذائية ؟؟! لم يقل أحد للناس أن هدف المقاومة وهدف الدولة هو الحصول على العيش الكريم .. هل فكرنا في الآلاف الذين يغادرون جحيم الوطن بشتى السبل للسعي في مناكبها بحثاً عن حياة أفضل ؟؟ الوطن هو الكرامة وحق العمل الشريف وحرية التعبير والحق في تعليم نوعي والحق في علاج صحي ملائم. الوطن ليس حفنة من الصخور أو تلال من الرمال !

هل سألنا من أين للسلطة تلك الموازنة التي تنفقها رواتب وامتيازات في فساد مستشري ؟! استناداً إلى دراسة بعنوان " الاحتلال الرقمي لقطاع غزة " فإن ضريبة القيمة المضافة التي تدفعها شركات الاتصالات وجوال وحضارة تمول ثلث موازنة السلطة .. ال 65 % الباقية هي ضريبة القيمة المضافة التي تجبيها دولة الاحتلال من جميع البضائع المتوجهة إلى غزة والضفة أو ما يسمى بالتحويلات الضريبية، بمعنى أوضح فإن معظم موازنة السلطة هي أموال منهوبة من دماء الناس وما الحديث عن المساعدة الأمريكية أو الأوروبية إلا كلام عن 15 % من الموازنة في أفضل الأحوال !!

نحن ننفق على سلطتين، كلتاهما تقاسمتا دمائنا وعرقنا ومستقبل أطفالنا، واحدة بدعوى الحصول على دولة مستقلة والأخرى بدعوى تحرير فلسطين، لكن أحداً لا يسأل، كيف وصلت أسعار المواد الأساسية إلى 86 % من الراتب في حين أنها في دولة الاحتلال 12 % فقط، مع علمنا الكامل أن اتفاق باريس الاقتصادي قد فرض على أهلنا في غزة والضفة أسعار كل شيء ومستوى ضريبي مساو لمستواه في إسرائيل مع الفروقات المريعة في الدخل ؟؟؟ منذ أغلقت إسرائيل أبوابها في وجه العمال، يفترض أننا طالبنا بإنهاء اتفاق باريس فوراً، إذ كيف تحتفظ دولة محتلة بكامل امتيازاتها الاقتصادية والتسويقية دون أن تلتزم بدفع فلس واحد ؟؟! لماذا استمرت السلطة رغم فشل المفاوضات مليون مرة ؟؟! لماذا نصر على إعفاء دولة الاحتلال من مسؤولياتها كدولة محتلة ؟؟! غزة والضفة مناطق محتلة وفقاً للقانون الدولي، ودولة الاحتلال مسؤولة بالكامل عن حياة الناس وفقاً لاتفاقية جنيف الرابعة المتعلقة بحقوق المدنيين تحت الاحتلال ؟؟!

شعبنا لا يمكنه الاستمرار في هذا النزيف وهذه المسخرة، مطلوب حل سلطتي فتح وحماس ( سلمياً ) وتسليم المفاتيح لدولة الاحتلال، ويكفينا موت ودمار وفقر وبطالة وانعدام سبل الحياة. دولة الاحتلال عليها تقع مسؤولية تشغيل الناس وحق سفرهم وتنقلهم وحق علاجهم وحق تعليمهم، وطالما أن سلطتي فتح وحماس قد فشلتا في توفير أساسيات الحياة للشعب الواقع تحت الاحتلال، فعلى أي أساس يقبل الشعب باستمرارهما ؟؟!

أمس نشرت منظمة بيتسيلم الإسرائيلية لحقوق الإنسان نص حوار قصير جرى بين ضابط في الشاباك ومعتقل فلسطيني من الخليل. الضابط قال للفلسطيني حرفياً ( ها هو ملف اعترافك في الأمن الوقائي .. هل لديك أقوال أخرى أم نختصر الوقت ؟! ) هل يعقل أن ندفع من دمائنا رواتب السلطة لكي تقدم التنسيق الأمني لدولة الاحتلال في ظل حياة لا تقبل بها حتى البهائم ؟؟! ولكي أكون واضحاً وغير منحاز، فإن سلطة حماس في غزة قد تحولت إلى سلطة للجباية والنهب والسلب من دماء الفقراء والمحاصرين. كلتاهما سلطتان طفيليتان تمتصان دماء الناس. طيب أين الحياة الكريمة التي قاتلنا من أجلها 70 عاماً ؟!

على المثقفين والنخب أن يجاهدوا الآن ويكافحوا من أجل تنوير الناس حول مفهوم الحياة الكريمة كهدف رئيس نناضل من أجله، فإذا فشلنا في الحصول على دولة ثم فشلنا في المقاومة العنيفة، فلماذا لا نفكر بالحصول على حياة كريمة ؟؟! الحياة الكريمة التي تحياها الشعوب الأخرى، فالصومال دولة، واليمن دولة والسودان دولة وليبيا دولة !

دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحذاء
رائد الحواري ( 2016 / 2 / 27 - 00:25 )
كلنا يعلم بأن الحذاء يلبس في الرجل اليسرى واليمنى، لكنه يبقى حذاء، هذا واقع السلطتين في غزة والضفة، لا شك أن المقال يحمل العديد من التنبيهات التي يجب أن نتوقف عندها، لكن أقول بكل موضوعبة، الطبقة/الجهة المتضررة غير منظمة ولا تجد كم يقودها، من هنا يسسنفحل هذا الفساد أكثر خاصة أنه مدعوم من دولة الاحتلال

اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30