الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(كذبة خروشوف حول-موجز تاريخ الحزب)..قراءة وتعليق!.(2)

ماجد الشمري

2016 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


وجه ستالين في حينه الى مؤلف الكتاب الاول:تاريخ الحزب الشيوعي الروسي(بلشفيك)".وقبل صدوره،النصح والتوجيه المتعالم،بدالة الفرض والضرورة،ومن خلال صحيفة"يلشفيك"العدد(9)عام1937قائلا:"ان من يريد الكتابة عن تاريخ الحزب"يجب عليه"التركيز"على صراع الحزب مع التكتلات والتيارات المعادية للبلاشفة..-اقرأ المعادية له!.م.ا-.ولم يكن ذلك صدفة او اعتباطا!.اذ ان تلك الطريقة تعني ببساطة،ان:ستالين اصبح بقدرة قادر هو البؤرة والمحور التي يتطلع ويدور حولها العالمّ..وباتجاه تضخيم الذات وابرازها!.فهو ستالين لاغيره من نظف ولمع وقولب الحزب على مقاسه!.وجعله صمدا واحدا صقيلا بلا ملامح او تمايز،فاقدا للحيوية والتجدد،جهازا صوانيا بيروقراطيا منفذا بلا صوت مختلف عن هارمونيا القطيع!.فلا يمين ولايسار،لاجدل ولانقد،لا رأي ولا رؤية،لا طرح او مبادرة،سوى املاءات القائد واوامره وتوجيهاته!.وكيف لا؟!.اليس هو الذي قضى على اعداء الحزب والشعب؟!.اليس هو لاغيره من قام بتصفية زينوفييف،وكامينيف،وبوخارين،وتروتسكي،والآلاف من قادة وكوادر البلاشفة،والحرس اللينيني القديم،اولئك الذين قدرهم وذكرهم واحبهم لينين في حياته؟!.اليس هو الوحيد الذي سحق المعارضة،وانهى":انحرافاتها"و"تحريفها" البرجوازي الصغير،والمنشفي،ودمر "تكتلاتها"يمينا وشمالا،اعتدالا وتطرفا؟!..وبهذه السطحية،والتبسيط الاحادي المبتذل لتاريخ الحزب،بعيدا عن الاجتهاد والتنظير الفكري والسياسي،بات تاريخ الحزب تاريخا لستالين وعقيدته القويمة الطهرانية!.وهكذا نرى تاريخا مختلفا ومغايرا لتاريخ الحزب،تاريخا من الارثوذوكسية الصارمة،والنقاء الكهنوتي،ونهج محاكم التفتيش الدموي!.ويمكن تلخيص ذلك التاريخ:بانتصارات،ومآثر،وانجازات ستالين الباهرة!.وتفرده كحارس للايمان في القضاء على الاعداء والمتمردين والمهرطقين وخونة الحزب والشعب!.لاشك في ان المعارضة داخل الحزب كانت موجودة،ومنذ المؤتمر التأسيسي الثاني،،وقد تراكمت ونمت الكثير من الخصومات والصراعات الفكرية والسياسية والحزبية التنظيمية،لكن بعد الانتفاضة،وفي فترة صعود ستالين،وموت لينين وخصوصا داخل صفوف البلاشفة لم تكن ابدا ضد اللينينية،ولاضد الحزب قطعا،كما صورها وادارها ستالين بمهارة وخبث لصالح سلطته ،بتحالفاته البرغماتية للنيل من خصومه على مراحل وبالتدريج واحدا بعد الاخر!ولكنها كانت ضد النهج والممارسة المتعسفة والاوامرية في فرض ارائه وطروحاته الفجة في عنفها والزاميتها،فقد كانت تحل العقد والاختلاف والخلاف بالبتر والاقصاء والتخوين وخلق الاعداء،ومن ثم تصفيتهم!.

كانت تلك الصراعات داخل الحزب تعبيرا عن المخاض والحراكالاجتماعي والسياسي،وهي الاكثر انسجاما وتوافقا مع الواقع من حيث الاحتدام والتفاعل،وهي الانسب والاجدى لصحة الحزب وتطوره من التوحد القسري وقمع الاختلاف والاراء المغايرة،والمعارضة للارادوية والتخبط والتصلب الستاليني.فقد احتلت تلك الصراعات مكانا كبيرا في تاريخ ونشاط الحزب،وكانت دليلا على الروح الحية في بنية الحزب التنظيمية والسياسية والفكرية،من خلال تعدد الرؤى،وتنوع الطروحات والاراء،والاختلافات،والتفاوت الفكري والنظري. فليس بالتصفيق والهتاف يتغير ويتطور الواقع،بل بالنقد والجدل والتعددية،والمزيد من الديمقراطية.ولكن هذا لايعني ان تاريخ الحزب اقتصر-ولاينبغي له ذلك-على الصراعات والتناقضات فقط..
لم يخجل ستالين-كالعادة!وهذه احدى خصاله الخلقية(عدم الخجل)!-من مطالبة المؤلف بالاستشهاد بأفكاره"النيرة"!.فقد اقترح على سبيل المثال:استخدام رسالة انجلز الموجهة الى بيرنشتاين عام1882:"المذكورة في القسم الاول من تقريري امام الاجتماع الوسع السابع للجنة التنفيذية للكومنترن"حول"الانحراف الاشتراكي-الديمقراطي"وتعليقاتي حوله"..هنا يؤكد ستالين بكل فظاظته وفجاجته،على ضرورة والزامية الاشارة الكبيرة الى تعليقاته الفذة والعبقرية،من اجل ان لا"يظهر الصراع التاريخي مع الاجنحة والتيارات داخل الحزب بمظهر المشاحنة غير المفهومة(وكي لايظهر)..البلاشفة،بمظهر المشاكسين المضطربين غير القابلين للاصلاح"!..
وفي وقت قصير ،ومن قبل مجموعة من المؤلفين،وبتكليف من اللجنة المركزية،انجز تأليف كتاب"تاريخ الحزب الشيوعي الروسي البلشفي"-هذا على الاقل النص الرسمي الذي ورد في الطبعة الاولى!-.هذا الكتاب اصبح ولحقبة طويلة قادمة،المرجع النظري والايديولوجي الوحيد والرسمي والمقرر،والذي نشأ وتربى عليه الملايين من اجيال الشيوعيين السوفييت،والاحزاب الشيوعية خارج الاتحاد السوفييتي،وحول العالم!.فقد نشر هذا الكتاب بما يتجاوز43مليون نسخة!.وكان مترعا ويفيض بفقرات تكيل المديح والتمجيد والتقديس ل:"عبقرية"و"حكمة"و"فطنة"و"قيادة"و"ارادة"الزعيم الاول بعد لينين"ستالين العظيم"!.ومن ضمن ماجاء في مقدمة الطبعة الاولى:"قامت لجنة مختصة من اعضاء اللجنة المركزية للحزب بقيادة الرفيق ستالين ومشاركته النشطة بتأليف كتاب تحت عنوان"تاريخ الحزب الشيوعي الروسي(بلشفيك)"..لكن سرعان مابدلت هذه العبارة !.فهذه الصيغة لم ترق لمزاج ستالين النرجسي،وترضي غروره المتورم!.ففي "السيرة المختصرة"لحياة ستالين التي صدرت عام1948،والتي دققها وعدلها بماينسجم مع دوره المزعوم والمتميز،وكاريزميته الساحرة المفبركة!.نجد الجملة التالية:"صدر عام1938 كتاب:تاريخ الحزب الشيوعي الروسي(بلشفيك)-المنهج المختصر"الذي كتبه الرفيق ستالين ووافقت عليه لجنة مختصة من اعضاء اللجنة المركزية للحزب"!!.اي ان الامر اصبح معكوسا!وستالين بات هو المؤلف،وسبحان المغير!!.
وهكذا:بين اللجنة التي كتبت،وستالين الذي قاد وشارك بنشاط في التأليف!.وبين ستالين الذي كتب المختصر،واللجنة المختصةالتي وافقت عليه(ضاعت لحانا)!عفوا اقصد الحقيقة الغامضة التي تحتاج لجهينة وخبره اليقين!.
ومرة اخرى لم يشعر ستالين بالحياء او الخجل!-هل يخجل؟!-عندما يكتشف الناس ان كاتب كل ذلك الركام من المديح والثناء والتمجيد وتقريض الذات والاعجاب ب"القائد"ليس سوى ستالين نفسه!!!.
وهكذا تأسست وتشكلت القاعدة الايديولوجية التي ارساها الزعيم الملهم،لتعظيم دور القائد،دوره المتميز والفريد في القيادة والاشراف على الدولة والحزب،وايضا الكفاءة العالية في تصفية الخصوم.وفوق ذلك،عزل ستالين وهمش جميع حواري لينين البارزين،وحذفهم من تاريخه للحزب والانتفاضة،في منهجه المختصر!.
فقد تبخر البلاشفة في مرجل ستالين التاريخي،ولم يعد لهم وجود الا كخونة وجواسيس!.ففي "المنهج المختصر"لايوجد سوى"قائدين"لامعين،منفردين للثورة-هما لينين وستالين و"اعداء كثيرون"!!.وتلك هي الطامة الكبرى..
لم يسهم في الانتفاضة احد باستثناء لينين سوى ستالين لاغير !.فكل الادوار الرئيسية للبلاشفة الكبار ،وممارساتهم العملية اثناء الانتفاضة،تم محوها!.ولم يبقى الى جانب لينين سوى البلشفي الخارق ستالين!.
اننا نجد في ذلك الكتاب-الذي اصبح منهاجا الزاميا للشيوعيين والطلبة الكومسموليين-عدد من البديهيات والمسلمات الستالينية التي لاتناقش!.
في الثورة يوجد قائدان،وقادة الانتفاضة:اثنان،هما لينين وستالين،والبقية سقط متاع وهوامش!.والفضل الاساسي لبناء(الاشتراكية)في الاتحاد السوفييتي يعود لستالين بعد لينين!..اصبح يقود الحزب زعيم فولاذي،"حكيم"و"واسع الافق"و"جريء"و"حاسم"و"ملهم"و"امين"على تراث لينين.!.وسيف مسلط على رقاب كل من يجرء على التفكير او قول لا!.
ومن خلال ذلك الكتاب واسع الانتشار،والذي غسل عقول الملايين لعقود ولازال!.
استطاع ستالين ان يوصل نظريته:"القائد والحزب" الى كل الشعوب السوفييتية،وجميع الاحزاب الشيوعية التي سارت في فلك الحبر الاعظم!.
فهل نلوم خروشوف،وهو من اهل الكرملين،وادرى بشعابها،ونكذبه،ونصدق ترهات وسفاسف غروفر فر الدخيل الطاريء والمريب؟؟!!...ان استحضار الاباطيل القديمة وتسويقها كحقيقة جديدة هو الايديولوجياالسائدة اليوم!!!..


نكمل بقية الحديث في المقال الاخير..
.............................................
وعلى الاخاء نلتقي...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماجد الشمري لا يخجل من نفسه
فؤاد النمري ( 2016 / 2 / 26 - 17:12 )
المنطلق الأساس الذي ينطلق منه ماجد الشمري هو أن الصراع الطبقي في الاتحاد السوفياتي لم يجرِ على مساره الصحيح منذ أن تسلم ستالين أعمال الأمانة للحزب الشيوعي في العام 1922 وذلك لأن ستالين وظف الحزب لخدمة أغراضه الشخصية وتوسيع سلطاته الدكتاتورية الفردية
وقائع التاريخ تقول عكس ما يقول الشمري
في العام 1922 كانت شعوب الاتحاد السوفياتي تبيت على الطوى بتعبير لينين وفي العام 1953 حين رحيل ستالين كان الاتحاد السوفياتي أقوى دولة في الأرض ولو لم تلغَ الخطة الخمسية الخامسة التي اقترحها ستالين في العام 1952 لأصبح الاتحاد السوفياتي في الغام 1956 يسبق الولايات المتحدة في مجمل الإنتاج
رغم ذلك قال خروشتشوف في العام 1961 أن الاتحاد اليوفياتي ينتج أكثر مما تنتج دول أوروبا الغربية مجتمعة
عبثاً نطالب الشمري بأن يخجل من نفسه
طالما أنه يفتقد حمرة الخجل


2 - فؤاد النمري يخجل من جهله
ماجد الشمري ( 2016 / 2 / 26 - 19:17 )
ليس لديك سوى محفوظتك التي لاتكل ولاتمل من ترديدها واصبحت ممجوجة وبلاطعم عن الخطة الخمسية والعشرية والمحراث والتنور وتشرتشل وسباق المارثون بين امريكا وستالين ان موضوع المقال عن كتاب تاريخ الحزب فاذا كان لديك ماتقوله فقله واذا كنت جهولا فالصمت اولى بك حتى لاتظهر العورات


3 - لو كنت تفهم !!
فؤاد النمري ( 2016 / 2 / 26 - 19:45 )
لو كنت تفهم لناقشتك
القضية التي طرحتها تخلص إلى أنك لا تفهم ولا تخجل من نفسك

اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة