الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أين ذهب اسمي؟!..

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2016 / 2 / 25
سيرة ذاتية



عند مولدي، وربما قبل ذلك بكثير، أُعطيت اسم: "عادل"!
وكانوا يقولون: عادل ذهب، وعادل جاء، وعادل فعل كذا وكذا!
وعندما كبرت، لم يعد اسمي يدوم في الذاكرة أكثر من ساعات قليلة، وبعد ذلك يستأذن للرحيل، ولا يبقى أمام زملائي بالأقسام الأخرى، سوى الاكتفاء بشكلي.. ولأن شكلي مثل بقية الناس؛ لذلك يطلقون عليّ أي اسم من خيالهم، فالبعض يناديني: "صلاح"، وآخرين: "سمير"؛ ربما لأنهما ـ صلاح وسمير ـ، زميلان لي في العمل. مع أنه ليس بيني وبينهما أي شبه لا في الطول، ولا في العرض، ولا في الارتفاع!
ثم أضيف إليهم، من ناداني: "سامي"؛ ربما لأنه كان هناك فنان مصري راحل، يحمل اسم: "سامي العدل". ولأن ذاكرته لا تزال تحمل بقايا من حروف اسمي، فكان قرب اسم "عادل" من اسم "العدل"، ثم ارتباط اسم "العدل" بكلمة "سامي"، سبباً وجيهاً في هذه اللفة الطويلة، والتي، مع ذلك، لم تقدر على الامساك باسمي!
وكم حسدت الكائنات التي كانت صورها في كتب القراءة، وكنا ونحن صغار، نعرف اسمها من شكلها، فقد كنا ننظر إلى صورة الأرنب، ونقول: هذا اسمه: أرنب. وننظر إلى صورة الدجاجة، ونقول: هذه اسمها دجاجة. وننظر إلى صورة الدب، ونقول: هذا اسمه دب!
ولا أنسى يوم نُشرت لي قصة قصيرة باحدى الصحف، كتبتها بصيغة ضمير "الأنا"، وسميّت بطلها "محمود"، فإذا بالمشرف على صفحة الأدب، يكتب اسمي هكذا: "قصة: محمود عطية"؛ ربما أعتقد أن اسمي في القصة هو الصحيح، واسمي الحقيقي مجرد اسم مستعار!
وسألت نفسي: لماذا يتبخر اسمي من البال؟!.. هل لأن الناس يستصغرون اسم "عادل" على رجل اقترب من سن التقاعد مثلي؟.. أم لعدم وجود العدل على الأرض؛ حتى أصبحت هذه الصفة مختفية عن العاقلة، ومن ثم غادرت الفكر بلا ذكرى؟!..أم لأن "عادل" صفة من صفات الله، ومن أنا حتى يناديني الناس بصفة من صفات الله؟!..
لي صديق، عوضاً عن أن يساعدني على اكتشاف الإجابة، قال لي: أأنت غاضب؛ لأنه ليس هناك عدل على الأرض، فماذا تقول لو قلت لك ولا يوجد، أيضاً، عدل في السماء؛ أليس الله يهطل الأمطار على حقول الأبرار والاشرار سواء بسواء، ويشرق شمسه على الأخيار والأردياء، بل نحن أنفسنا لا نريد أن يكون هناك عدل في السماء؛ لأننا جميعاً أمام ميزان عدالة الله، خطاة00 ولن يجد أحد منا خلاصاً إلا برحمته!
انني أؤمن بأن الخالق، يعرفني باسمي.. وأنه ـ سبحانه ـ، لن يغيّره يوم الحساب، كما يغيّره الناس كل يوم بلا حساب!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -