الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى من يهمه الأمر: لا نريد دولة فلسطينية !!!

عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)

2016 / 2 / 26
القضية الفلسطينية


إلى من يهمه الأمر: لا نريد دولة فلسطينية !!!

أطلق محمود الزهار القيادي في حماس تصريحات قال فيها أن ( الانتخابات الفلسطينية قد حدثت وأن حماس ترفض إجراء انتخابات قبل ممارسة حقها في حكم غزة والضفة ) !

http://www.palpress.co.uk/arabic/?Action=Details&ID=118643

هذا التصريح، وإن كان أقرب إلى نكتة حزينة منه إلى كلام عاقل، إلا أنني أتساءل: أين حقوق أهل غزة خلال عشر سنوات من سيطرة حماس ؟! من سيعوض الناس عن مآسي الفقر والبطالة والحصار وعدم توفر الخدمات الأساسية التي يحصل عليها الحيوان قبل الإنسان ؟!

من سيعوض أهل غزة عن انتفاضتين وثلاث حروب ؟؟! من المسؤول عن التسبب في قتل وتشريد عشرات الألوف ؟! من سيحاسب يوماً على إقحام شعبنا في حروب خاسرة مدمرة ؟؟! من المسؤول عن حياة الثكالى واليتامى والأرامل ؟؟!

إذن حماس قررت التفاوض مع إسرائيل عبر تركيا، فهل سنحصل على حقوقنا بالحرية والكرامة في عهد حكم حماس أفضل مما حصلنا عليه أيام فتح ؟!

لقد جرب الشعب الفلسطيني أنظمة حكم تعاقبت كالتالي ( تركيا العثمانية / الاحتلال البريطاني / الوصاية العربية من الأردن ومصر / السلطة الفلسطينية / حماس في غزة )، فما هو حال الناس الآن في غزة والضفة المحتلتين ؟؟! الاستيطان نهب الأرض وسلطتي فتح وحماس تنهبان دماء الناس بالأسعار الخرافية والضرائب الباهظة !

لقد حرمت سلطة أوسلو وسلطة حماس الشعب الفلسطيني من مصادر رزقه، واحدة بدعوى المشروع الوطني والحصول على دولة، والثانية بدعوى " تحرير فلسطين من البحر إلى النهر " ! حرموا الناس من حق العمل وحق الكهرباء وحق السفر وحق المياه وحق السكن حتى أصبحت الهجرة من غزة والضفة حلم لغالبية الشباب الذين يتأملون بالدم والدموع مستقبلهم يضيع أمام أعينهم !

لكن هل جاعت القيادات المتنفذة مع الناس ؟؟! هل حرموا من السفر ؟؟! هل فقد أبناءهم حقوق التعليم والطبابة ؟؟! هل عاشوا الفقر والتقشف تضامناً مع الغالبية الساحقة ؟؟!

إن المتأمل لرزمة الامتيازات المنافع والمصالح التي تكونت بعد أوسلو، يفهم بكل بساطة أن السلطة لم تكن أكثر من رشوة مخزية لأصحاب النفوذ الفتحاوي من الوزراء والعمداء والوكلاء والعقداء. يبيعون التنسيق الأمني لدولة الاحتلال ويعيشون برفاهية ورغد وفخفخينا على حساب شعب مضلل أغرقوه في النشيد الوطني والسجادة الحمراء والرتب والنياشين، فيما تعاني الأغلبية من وحش الفقر وغول البطالة وندرة العلاج ومنع السفر والتنقل وتخلف الخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية !!

هذه هي المعادلات التي يجب أن تتغير. الوطن ليس قناة فضائية ونشيد وطني وسجادة حمراء وقصر تشريفات وبذخ ورفاه. الوطن حرية وكرامة وعمل شريف وتعليم نوعي وخدمات صحية واجتماعية لعامة الناس وليس فقط للمحاسيب وأعضاء القبيلة السياسية !

لقد أثبت العرب خلال ألف عام أنهم ليسوا أهل حكم ولا مسؤولية، ويبدو أن ابن خلدون كان متقدماً حينما وصف العرب بأنهم أهل خراب ودمار وسلب ونهب. ثم من حقنا أن نتساءل، ما هي مواصفات الدولة التي سنحصل عليها ؟! دولة متخلفة وفقيرة وحكم فاسد ؟؟! تأملوا أحوال الدول العربية من حولنا، في نهاية المطاف، وبعد التحرر الشكلاني من الاستعمار المباشر، انعقدت السيادة للفوضى والفساد، شاع الفقر والجهل، تفاقمت البطالة، وهاجر أهل العلم والأدب والثقافة إلى شمال أوروبا هرباً من القمع والفقر وانعدام العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص. فهل سنضيف دولة فلسطين المستقلة إلى قائمة هذه الدول ؟؟ ما جدوى القتال والتضحيات الجسام في وطن لا يصلح للحياة الآدمية ؟!

والآن من حق الأجيال الحالية أن نستذكر أمامها، عهد الاحتلال الصهيوني البغيض، عهد ما قبل أوسلو، وأقصد من ناحية اقتصادية إذا كنا نتفق على أن الاقتصاد هو أساس الحياة.
كانت دولة الاحتلال تستقبل 120 ألف عامل من غزة يومياً، وكان مجمل ما يدخل إلى غزة حوالي 10 مليون دولار في نهاية كل أسبوع، وكان العامل العادي بمقدوره أن يشتري قطعة أرض ليبني عليها بيت أحلامه. كانت الناس تسافر من مطار اللد إلى أوروبا والعالم. كنا نتعلم في الأول الثانوي تاريخ الثورات الاجتماعية والعلمية الأوروبية وليس تاريخ الفتوحات والبطولات الاستعمارية التي انتهت قبل عشرات القرون. لقد أخضع الأوروبيون تاريخهم للنقد والجرح والتعديل والتطوير حتى حصلوا على دولة تكفل الكرامة الإنسانية التي نتوق إليها في بلادنا. كانت غزة تصدر الورود إلى الاتحاد الأوروبي وكانت تصدر ثلاجات العرض المصنوعة في غزة هذا خلاف مصانع الحياكة والأثاث والخيرزان والفخار الغزاوي، وخلاف حرية الصيد في البحر دون قيود.

إذا كنا قد فشلنا في الحصول على دولة، وفشلنا في تحرير فلسطين بالمقاومة، فلماذا لا نبحث عن الحياة الكريمة ؟؟! لماذا لا نفكر بحقوق أطفالنا في تعليم نوعي وحقوق الناس في علاج صحي متقدم ؟! لماذا لا نفكر في قبح النظام الاجتماعي وغياب العدالة والديمقراطية ؟؟!

إن الغائب عن الثقافة الفلسطينية والعربية، هو مفهوم الهوية والدولة، إذ لا يهم جنسية الحاكم بقدر ما يهم حقوق المواطن. يقول المثل الياباني ( ما قيمة سفينة الدولة إن لم نكن جميعاً على ظهرها ؟! ). محمد علي باشا لم يكن مصرياً ولا عربياً، ولكنه خلق مصر الحديثة وفي عهده ظهرت أول الصحف المصرية والانتخابات والتطور العمراني والصناعي وفي عهده عرفت مصر طباعة الكتب. العرب والمسلمون الذين هاجروا إلى الدول الغربية، يخضعون لنظام حكم أجنبي، ولكنه يوفر لهم الخبز والكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية، ونحن في غزة والضفة يجب أن نتخلص من عقدة القبيلة، ذلك أن جنسية الحاكم لا ينبغي أن تكون مهمة أمام مطالب الحرية والرخاء والتقدم الاقتصادي والكرامة الإنسانية !

إن ما يجعل دولة الاحتلال تتملص من كافة التزاماتها تجاه المدنيين تحت الاحتلال، هو وجود هيكل سلطة لا سيادة لها تعيش كالطفيليات من دماء الناس ويكفي أن نعرف أن مرابح شركة الاتصالات الأوسلوية قد بلغت هذا العام 83 مليون دينار أردني فيما لا تتمتع أغلبية الناس بحق العلاج والكهرباء والمياه النظيفة وحقوق السكن والعمل الشريف المنتج. هل هذا ما تريدونه من دولة فلسطينية ؟!

هل يعلم الناس في غزة أن جميع المكالمات من خلال شركة الاتصالات تمر عبر مقسم شركة بيزك الإسرائيلية في مدينة المجدل ( بدالة 08 ) ؟؟! هل يعلم الناس أن كل بدالة تبدأ بـ 05 هي شركة إسرائيلية ؟؟ بدالة جوال 059 والوطنية 056 وأورانج 054 سيلكوم 052 بيليفون 050 ؟؟! كلها شركات إسرائيلية وليست وطنية أما شركات الاتصالات والجوال والوطنية وحضارة فهم ليسوا أكثر من موزعي خدمة للشركات الإسرائيلية !! هل هذا هو المشروع الوطني المزعوم ؟؟!

على عموم الشعب الفلسطيني في غزة والضفة، أن يواجه مشاريع التصفية والتربح والتنسيق الأمني وأن يطالب بحل سلطة أوسلو التي تتنازع على مغانمها فتح وحماس، وحينها ستحدث سيناريوهات متوقعة مثل فرض مشروع الدولة الواحدة كأمر واقع، أو الاستمرار في مجابهة دولة الاحتلال العنصري حتى حصولنا على حقوقنا بالعيش الكريم والحرية والكرامة الإنسانية والمساواة. هذه هي مطالب الأغلبية الساحقة من الناس. أما النشيد وخرقة العلم والتلفزيون وقصر التشريفات فلا يخدم سوى قلة مستفيدة تعيش على حساب الفقراء والمعدومين، وهو ما لن يستمر بأي حال !

دمتم بخير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من فضلك واحد جونسون واثنين برادلي
صلاح البغدادي ( 2016 / 2 / 26 - 10:09 )
الاستاذ عبد الله....تحية
لورفعت اسم فلسطين من مقالكم ووضعت اسم العراق لما تغير جوهر المقال اطلاقا
في الظاهر ،علم ودولة واحزاب...وفي الحقيقة قساد مدمر جعل (مؤسسة ميرسر العالمية) تضع (فينا...عاصمة النمسا) في خانة رقم واحد في تصنيف اي العواصم اكثرها امانا وخدمة وصحة وتضع بغداد في اخر القائمة
لو استخدمت طائرة اماراتيه(الاماراتيه،الخليج،الاتحاد....)،وهبطت في مطار اماراتي،ستجد مايلي:
الطيار ومساعديه والمضيقات....اجانب
مدير المطار والمهندسيين والفنيين....اجانب
وهذه المطارات تسير بوتيرة تقترب من المعجزه
في الدولة العراقية التي تآسست في (1921)،وانتهت في سنة (1958)..كان لكل وزير عراقي مستشار انكليزي...فكان القانون وكانت النزاهه التي تمنع وتعاقب اي وزير عراقي يمد يده حتى ولو على دينار من المال العام...ونحن الان في عام (1916)،واتحداك ان تجد وزيرا او عضوا في البرلمان،لم يغرف المليارات من خزينة الدولة
هذا الكلام ينطبق بصورة واخرى على باقي الدول العربيه
كبف تريد من (اهل خراب ودمار وسلب ونهب)كما قال ابن خلدون...ان يبنوا بلدانا
وشكرا لكم


2 - السيد صلاح البغدادي المحترم
عبدالله أبو شرخ ( 2016 / 2 / 26 - 11:22 )
تحية طيبة .. أشكر لك الاهتمام والتعليق والإثراء .. لقد تابعنا من غزة تفجيرات العراق بكل ألم، ونعلم أن الثورة ضد صدام قد جلبت الانحطاط والفساد والإرهاب الداعشي الأمريكي .. أنا لا أمدح أي طاغية عربي بالعكس ما يجب أن نسعى إليه هو تغيير فكري إنساني يلبي طموح الأغلبية المهمشة، ولا غرابة إن كان المقال يصف حالة غزة وبغداد أو دمشق أو القاهرة .. فنحن العرب هم نحن العرب ولا جديد لكننا نحاول .. شكرا لك وتقبل مودتي


3 - نريد ثورة
مصعب بشير ( 2016 / 2 / 26 - 21:50 )
لابد من وعي ووعي طبقي بالأخص، وإلا فسنتحلل!


4 - أفضل حل للشعب الفلسطيني.
احمد حسن البغدادي ( 2016 / 2 / 27 - 07:44 )
تحية أستاذ عبد الله.

بعد التجارب المريرة من الحكم الاسلامي، على مدى 1400 عام في جميع البقاع التي يتحكم بها المسلمون، على مختلف مسمياتهم، سنة ام شيعة، علمانيون او متدينون، يسار او يمين، حكم ملكي ام جمهوري،
فان الظلم والقهر والتخلف هو العنوان الابرز لجميع هذه الحكومات،
وان ظهرت حالة مختلفة عما نقول، فإنها سرعان ماتزول، وتعود الحالة من سيّء الى اسواء،
لربما يقول البعض، هذه الإمارات العربية دولة متطورة،
نقول لهم، لقد كانت العراق دولة يحسب لها ان تخرج من دول العالم الثالث في عام 1985، اي قبل ثلاثين عاماً، واليوم تحكمها داعش في الشمال وإيران في الوسط والجنوب.
والإمارات سيكون مصيرها نفس مصير اخواتها العربيات.

ما السبب؟

انه الاسلام، اي التعاليم الاسلامية التي مسخت عقول المسلمين وحولتهم الى مجرد دمى يحركها شيوخ الاسلام كيفما شاؤوا واينما وجدوا.

لذلك اقترح على الفلسطينيين مايلي؛

ان يطالبوا بدولة يحكمها اليهود، او المسيحيين او البوذيين، ولايسمحوا لأي مسلم ان يحكم او حتى يكون مجرد شرطي او جندي، لانه سيخطط ويخطط لاسقاط الدولة، مهما طال الزمن.

انها دعوة للتأمل ولتحكيم المنطق.

تحياتي...


5 - متاهات فلسطينية
نبيــل عــودة ( 2016 / 2 / 28 - 05:56 )
أتذكر اقوالا لمحمود الزهار بعد -انتصار- حماس- (انقلابها في غزة) قال ان حماس تريد بناء مجتمع اسلامي في القطاع كخطوة اولى نحو بناء دولة اسلامية. أي بدا بتجزيئ الفلسطينيين الى طوائف ونفي الصفة القومية عن الشعب الفلسطيني. ربما كان صادقا ان القومية كانت رباطا روحيا فقط يفتقد للقاعدة المادية التي تشكل جوهر القوميات الاوروبية مثلا، والتي تطورت بناء على تطور اقتصادي وعلمي وثقافي هائل.
هذا الفكر يشكل خطرا على مستقبل الشعب الفلسطيني. ويومها قال المرحوم محمود درويش ان حماس مثل سائر المنظمات الاسلامية الأصولية تريد الديمقراطية باتجاه واحد ، الوصول للسلطة بعدها تنتهي ضرورة الديمقراطية. وهذا هو الحاصل اليوم، وكل حديث عن حل الخلافات بين السلطة الفلسطينية وانقلابيي حماس هو ترهات وتضييع للوقت.
ما اراه في هذا الزمن العربي الرديء اننا نعمق أزمتنا.. ونخدم الاحتلال بجدارة تجعل المحتل يقلق على تضعضع مكانة حماس وخطر حل السلطة الفلسطينية!!
طبعا لا دور عربي .. لم يكن سابقا ولن يكون لاحقا والمثل العربي يقول :- ما حك جلدك الا ظفرك-.


6 - تحية لك
سيمون خوري ( 2016 / 2 / 28 - 09:19 )
اخي الكاتب المحترم عبد الله تحية لك ان يصل البعض الى هذه النتيجة المتوقعة منذ سنين ولو متأخرين قليلا شئ جيد المهم هو ايجاد البديل الذي ينهي هذه الماساة وسياسة التفرد تحية لشجاعتك

اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج