الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تفشي الفساد بين سياسيي العراق أسباب وحلول

خطاب عمران الضامن
باحث وكاتب.

(Khattab Imran Al Thamin)

2016 / 2 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في خضم التحديات الأمنية والاقتصادية الخطيرة التي يواجهها العراق في المرحلة الراهنة، من تفشي غير مسبوق للارهاب والفساد وسرقة المال العام، تشهد الساحة الجماهيرية حراكاً شعبيا غير مسبوق في بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب، تطالب بطرد رؤوس الفساد من الكتل السياسية ووزرائها، ومحاكمتهم لتصحيح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلد.

ان هذا الحراك الشعبي يوجه رسالة خطيرة إلى عموم الشعب العراقي وأطراف العملية السياسية مفادها "إما الإصلاح بوقف السرقات ومحاكمة الفاسدين، أو الزحف الجماهيري نحو المنطقة الخضراء"، وهذا الزحف الذي إن قدر له أن يحدث، قد يتسبب في انهيار الدولة العراقية التي بنيت بعد خرابها عام 2003 مع كل ما يمثله انهيار الدولة من كوارث على جميع الأصعدة.

والسؤال المهم في هذا الموضوع هو هل أن الإصلاح ممكن؟

ووفقاً لوجهة نظري الشخصية كعراقي، أرى أن الإصلاح من داخل هذا النظام السياسي غير ممكن في حال بقي الدستور على حالة، حيث أن الدستور العراقي المعمول به حاليا يحمل بذور الفساد والطائفية والفشل المؤسساتي في الكثير من بنوده.

فتمزيق النسيج الاجتماعي للبلد، وتشتيت سلطة الحكم والمسئولية فيه، وتبرير نزعات التقسيم، وإيجاد الكثير من حلقات الفساد كالعدد المبالغ فيه من نواب البرلمان ومجالس المحافظات والأقضية، وجعل الإعلام منفلتاً بحيث يساهم في تغذية الصراعات الطائفية والقومية، كل ما تقدم موجود في هذا الدستور الذي كتب في ظروف استثنائية وغير اعتيادية متمثلة بوجود سلطة احتلال وحاكم عسكري أميركي فرض إرادات دولية وإقليمية وقومية وطائفية على هذا الدستور.

وبالتالي فان أي محاولة إصلاح حقيقية وجادة ينبغي لها أن تقوم بإجراء تعديلات جوهرية على هذا الدستور، أو تجميده ليتم إعادة كتابة دستور جديد يحافظ على الهوية الوطنية لهذا البلد، ويركز سلطة الحكم برئيس جمهورية أو رئيس وزراء وفقاً لإرادة الشعب وفي ظروف انتخابية ملائمة.
ويجعل دور البرلمان دورا تقويميا، ويؤكد على تجريم الطائفيين والعنصرين، ويلغي سلطات الفساد في المحافظات، ويجرم القنوات الإعلامية التي تتربح على حساب دماء العراقيين ومستقبلهم، كما هو معمول به في مصر والأردن والسعودية وإيران وجميع دول العالم التي يحترم فيها السياسي شعبة ويغلب مصلحة بلادة على كل المصالح الأخرى.

تقبلوا تقديري واحترامي وشكرا لوقتكم في الاطلاع وابداء الرأي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم


.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام




.. دلالات استهداف جنود الاحتلال داخل موقع كرم أبو سالم غلاف غزة


.. مسارات الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأمريكي.. ما وزنها ال




.. بعد مقتل جنودها.. إسرائيل تغلق معبر كرم أبو سالم أمام المساع