الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمزقات

عبدالله مهتدي

2016 / 2 / 27
الادب والفن


تمزقات


حين صرت أكلم نفسي كمعتوه،وأمشي كممسوس يسكنه هسيس الصمت،أيقنت من أن القصيدة قد سكنتني شياطينها.

في أحيان كثيرة،أقاوم النسيان بالكتابة،والصمت بالحفر على الريح.

يسكنني فقدان فظيع،أكتب كأنما أمليه على شفاه تستعير حبرها من دمي الحامي،أكتب كأنما أصارع بقفازين ممزقين هذا القلب المعتوه،أكتب كي أنسى العتمة التي تنضح بداخلي،وكي املأ الفراغات التي تركتها الندوب.

في زمن الثرثرات المعولمة،يصبح الانصات الى الداخل،طاقة ناسفة للقبح،اغتسالا من فوضى النعيق،ومن زحام الضجيج الصاخب.

دائما أعيد ترتيب جدول يومي ،بشكل يليق بقصيدة سأكتبها للريح،هكذا أتسلى بهزم الفراغ بداخلي.
أمشي الى طقس عشق،عاريا من حزني،مغسولا بضوء الحب.

أنا القادم من ذاكرة الرمل،ومن تجاعيد المسافات،أشبه طائرا يرأف قلبه بالهواء،فقد تعلمت الطيران من باب المزاح مع الريح.

عميقا سأكتم غيضي،لا لأعزي نفسي بموت العالم وتلاشي الضمير،بل لينفجر الداخل في داخلي،بعدها فقط،سأعيد ترميم شظاياي بشكل يليق بفوضى الفاجعة.

الذاكرة التي تتعمد النسيان ،ذاكرة متواطئة.

دائما أسأل الريح،من أي جهة سيهب الحزن،لأي جهة ستأخدني الأشواق.

أكره الثرثرة،لأنها تفرغني من الصمت،طاقتي الناسفة.

لا أسافر كثيرا،لي علاقة مختلة بالمكان،معذرة أيتها المسافات.

لا يحُدُّ الألم سوى الألم.
عليك فقط أن تتعلم الرقص كبهلوان،لتليق ابتسامتك بآخر صورة ستعانق فيها فرحا خادعا.

بيني وبين الريح شجار غامض،أكتبها فتكتبني،وأمحوها فتمحوني.

دموع الفرح لها لون مختلف،لا تخطئه العيون الحزينة.

للعشق لغة لا تدركها الأبصار.

تثيرني العيون الحزينة مثلما تفتنني القصيدة المملاة علي من شفاه حامية.
.
أكتب وأمزق،لا لأستعرض عضلاتي الرخوة على ورق هش،بل لأبادل عنف البياض بعنف الأصابع.
.
على جدار القلب ندوب محفورة بمبضع سائب،على الرأس شيب.

السياسي بداخلي مهرج كبير حين يتعلق الأمر بالمشاعر،قاتل محترف للأحاسيس،مهووس، بأوهامه،وثوقي ومعتوه،مفارق وممسوس.
.
دائما أخسر في السياسة ،لأنها لا تحتمل الربح.
املأوا كل المساحات،لاتتركوا الظلام يسكن ضفاف الحلم.
لا تقتلني مكتوم الأنفاس، دعني أستنشق موتي.
النسيان أقسى درجات القتل.
ماكر هو الموت بما يكفي كي يفاجئنا على شكل صدفة..
الوطن كائن يتنفس موته..
لا أثق في السحرة،أثق في مكرهم..
لولا الكتابة لكان الجنون أفدح..
أكتب كي أختبر الكائن الهش بداخلي،كي أنصت لنحيبه الصامت..
لا أعرف لما أكتب،ربما لأتعلم الحفر عميقا في مياه قديمة..
الحزن ملاذ ضعاف الخيال.
لايهم أن تكون عدميتك عقيمة أو عميقة،مادمت ترى الحياة على أنها رقصة باذخة على إيقاع خائب.
قد يصنعك الوهم مثلما تخدعك المرايا..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتبره تشهيرا خبيثا.. ترمب غاضب من فيلم سينمائي عنه


.. أعمال لكبار الأدباء العالميين.. هذه الروايات اتهم يوسف زيدان




.. الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان -كان- بفستان بـ-ألو


.. مهرجان كان 2024 : لقاء مع تالين أبو حنّا، الشخصية الرئيسية ف




.. مهرجان كان السينمائي: تصفيق حار لفيلم -المتدرب- الذي يتناول