الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوزارة عبر نافذة سير فانتيز

كاظم الحناوي

2016 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الوزارة عبر نافذة سير فانتيز
كاظم الحناوي - Kadhum Alhanawi
لماذا يهتز كيان الدولة العراقية لتجد الاحزاب والكيانات العراقية نفسها عاجزة عن تلافي المشاكل في بنية الدولة عبر تقديم استقالة وزرائها؟ وماذا تركت هذه الاحزاب والجماعات من اثر مدمر في اسس البناء الجديدة لمرحلة مابعد الدكتاتورية؟!.
وما مستوى مشاركتنا كأفراد في ذلك؟
ان التسلسل في المشاركة يبدأ من الاسرة وهي اصغر الدوائر الى مجموعة العمل الى ابناء المدينة فالاقليم وهؤلاء يرتبطون بتحالفات واحزاب وحركات كانت في مجملها ضيقة الافق بطروحات قصيرة النظر كانت تدعو الى العدل بين افرادها، وما عداها فليختل مادام الخلل لكسبه وخسارة الاخرينّ!.
لقد ترك في وقت مبكر العملية السياسية افراد وجماعات أوسع افقا حيث كانوا يدعون الى ان العدالة تاخذ مجراها بين جميع العراقيين ،عندها برزت نقطة الخلاف مع الاخرين، حول دستورالدولة ومؤسساتها التي بموجبها يتم التوازن بين واجبات وحقوق الافراد.
ذلك ان ادراك هؤلاء ان قيم الحق قد تبعثرت بسبب سلوك المشاركين في العملية السياسية بتبني سياسات وتعاملات لجني ثمرات محققة لاهدافهم الضيقة وغير ملتزمين لسواء السبيل، بأعمال النصب والاحتيال لافراغ الخزينة العراقية!!!.
فقد كان افراد الاحزاب يقترفون الجرائم والاثام ويتمنون ان لايفعل سواهم ماهم فاعلون ولايطبق عليهم ميزان العدالة والا ضاعت عليهم فوائد اثمهم ويحتال عليهم سارق اخر فيسلبهم ما قد سرقوا تحت مظلة القانون أو الشرع؟.
ولعلنا لو قربنا المسألة عبر نافذة سير فانتيز من خلال قصة دون كيشوت المعروفة حيث كان دون كيشوت يسير ومعه خادمه (سانكو بانزا) في طريقهم الى برشلونة فمرا بعصابة لصوص يقودهم (روك جوينار) فوجداه يقسم الغنائم بين أفراد عصابته، بأيقافهم صفا وأمرهم ان يضعوا كل مسروقاتهم من ثياب وجواهر ونفائس اخرى منذ آخر عملية توزيع للمسروقات.
فلما نفذوا امره وقدموا ما عندهم راح يقسم بينهم المسروقات قسمة عادلة ، وما لم يقبل الانقسام من المسروقات قام بتثمينه لتسهيل عملية التوزيع العادل بدون تحيز او اجحاف؟!.
ولما رأى بوادر التساؤل على محيا دون كيشوت قال:
انني اذا لم التزم العدل بين رجالي تتعذر علي الحياة معهم.. وهنا جاء صوت شبيه للاعلام وهو (سانكو) خادم دون كيشوت حيث تدخل مازحا فقال:
(اني اذا حكمت بما شهدت الان ، لقلت ان العدالة شيء جميل ينبغي التمسك به حتى بين اللصوص).
وهنا اوشك اللصوص ان يفتكوا ب(سانكو) لا لأنه اثنى على العدل، بل لانه اجتزأ فأسمى اللصوص لصوصا!.
اذا ما يقوم به الاخوة رؤساء الكتل والاحزاب بتقديم استقالات وزرائهم ليس حبا بالقيم العليا التي لاحياة لكيان بغيرها. بل بسبب فراغ الخزينة واهتزاز كيان الدولة ، فلم يعد يغوي اللصوص البقاء كأفراد في العصابة (الوزارة) لان المشاركة لم تكن أساسا لارساء قيم العدل بل للاستفادة من عدالة توزيع الغنائم!.
ان الشواهد المنظورة تؤكد ان ما يقوم به هؤلاء الظفر بالمسروقات تحت انظار رئيس الوزراء والشعب والقانون حيث كانوا يجرون السفينة ويرسونها كيفما شائوا وعندما احسوا بالخطر انزلوا قوارب النجاة وتركوا السفينة يفور بها البحر لقصد مرسوم وهدف معلوم لشعب تعصف به الريح وربان يلوذ بمقصورته في المنطقة الخضراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل