الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن اي مصالحة مجتمعية تتحدثون !

علي طالب الملا

2016 / 2 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


الا نعلم من هو الفقية الذي ابتدع مسمى " المصالحة المجتمعية " على مؤتمر للخطب " المصاخة " في مؤتمر المُصالحة المُجتمعية والتماسُك الإجتماعي الذي عقد اليوم برعاية رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وبحضور كُل من رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي في فندق الرشيد، هكذا تم التسويق له اعلاميا !
مع من المجتمع العراقي يتصالح ؟ سؤال برسم التحصيل مع شلة " الأغبياء " الذين سرقوا الحكم في العراق بظروف جعلت من اهل العراق يتندرون في التعامل مع هكذا واقع بائس ؟؟ ، تعريف المعنى العادي للمجتمع يشير إلى مجموعة من الناس تعيش سوية في شكل منظّم وضمن جماعة منظمة. والمجتمعات أساسا هي مجموعة من الأفراد تعيش في موقع معين تتربط فيما بينها بعلاقات اجتماعية وعرقية وعشائرية وحتى ثقافية يسعى كل واحد منهم لتحقيق المصالح والأحتياجات ومن الممكن أن يُتيح المجتمع لأعضائه الاستفادة بطرق قد لا تكون ممكنة على مستوى الأفراد ، و كلا الفوائد سواء منها الاجتماعية و الفردية قد تكون مميزة وفي بعض الحالات قد تمتد لتغطي جزءاً كبيراً من المجتمع. وبما أن كتاب دراسة في طبيعة المجتمع العراقي الذي صاغة الدكتور علي الوردي والتي صدرت الطبعة الأولى منه في سنة 1965 يدور حول إطار العمق الاجتماعي وفهم طبيعة المجتمع العراقي بشكل عام وخاصة في المنطقتين الوسطى والجنوبية بإستثناء المنطقة الكردية في شمال العراق قد اكد بشكل قاطع ان المجمتع العراقي غير "متصالح " مع نفسة ولهذا التصالح له عدة مقومات واسباب واشكاليات ايضا ، والحقيقة كان على الوردي أول عالم اجتماع عراقي درس شخصية الفرد العراقي وطبيعة المجتمع العراقي بجرأة وصراحة وحلل الظواهر الاجتماعية الخفية والسلوكات الفردية والجمعية ووجه الاهتمام إلى دراستها وتحليلها ونقدها. وهو بهذا دفعنا إلى اعادة النظر في خطابنا الفكري والاجتماعي والسياسي والى ضرورة ان ننزل من ابراجنا العاجية وان نعي واقعنا بكل ايجابياته وسلبياته. ومنذ أكثر من نصف قرن قال الدكتور على الوردي بان على العراقيين ان يغيروا انفسهم ويصلحوا عقولهم قبل البدء بإصلاح المجتمع، لان التجارب القاسية التي مر بها الشعب العراقي علمته دروسا بليغة, فاذا لم يتعض بها فسوف يصاب بتجارب اقسى منها.! وعلى العراقيين ان يتعودوا على ممارسة الديمقراطية حتى تتيح لهم حرية الرأي والتفاهم والحوار دون أن تفرض فئة أو قبيلة أو طائفة رأيها بالقوة على الاخرين. كما قال: "بان الشعب العراقي منقسم على نفسه وفيه من الصراع القبلي والقومي والطائفي أكثر من اي بلد آخر. وليس هناك من طريق سوى تطبيق الديمقراطية, وعلى العراقيين ان يعتبروا من تجاربهم الماضية, ولو فلتت هذه الفرصة من ايدينا لضاعت منا امدا طويلا." لقد صدق علي الوردي, فالعراق اليوم يقف في مفترق طرق, وعلى الجميع ممارسةالديمقراطية(الحقيقية) حتى في ابسط اشكالها وآلياتها، فهي الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة العصيبة ، أين تكمن الممارسة في واقع " مشوة " وقد ذكر الدكتور الوردي ذلك في كتابه " وعاظ السلاطين" حيث " ركز" على الذين يعتمدون على منطق الوعظ والإرشاد الافلاطوني منطلقا من أن الطبيعة البشرية لا يمكن إصلاحها بالوعظ وحده، وان الوعاظ انفسهم لا يتبعون النصائح التي ينادون بها وهم يعيشون على موائد المترفين، كما اكد بانه ينتقد وعاظ الدين وليس الدين نفسه. وهذة " مصيبة " اهل العراق الأن مع حكامهم ورجال دينهم ومترفيهم ! يخطبون بهم ويعلمون جيدا بان سبب انتفاء " الفهم " قد تجاوز عدم القدرة على الأستيعاب ! بسبب أن الكلام والفعل على نقيص تام ، المجتمع العراقي لا يستيطيع ان يتقدم خطوة بالاتجاة الصحيح ما لم يتم القضاء على العصابة التي امتهنت " السياسة " ولا تستطيع ان تتجاوز " سن المراهقة السياسية " والتي شرعت لنفسها الملذات والسرقات والفساد والخصومات التي جعلت مدينة مثل بغداد تكون في ذيل القائمة لمدن العالم من حيث الامان والنظافة والعيش الكريم ! وجعلت المجمتع العراقي طوائف واعراق ومناطق مغلقة تتغذى على فضلات المنطقة الخضراء ، كيف يتصالح المجتمع العراقي مع نفسة ؟ والذي يتلاعبون بمقدارت المجتمع هم " نكرات " وقطاعي طرق وسراق و" حثالات " المنفى المثقل بالفضائح الاخلاقية والأجتماعية والذي لايزال عنوان روحي يتصارع مع هواجسهم في سر والعلن ومثار لنقص شاسع في تكوين شخصياتهم " السخيفة " ، لن يتصالح المجتمع العراقي ويتماسك ولن تتم عملية اندماج شاملة دون عملية استصال الورم الخبيث الذي استشرى في الجسم العراقي " المتعب " اصلا من ويلات الحروب والعوز الشامل . اجتثاث العملية السياسية الفاشلة برمتها يكون بداية صحيحة لأي تكافل وتصالح مجتمعي يعزز الحفاظ على ماتبقى من بلد " ثلاث ارباعة " في عهدة الارهاب والربع الأخير في عهدة " الحرامية " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة