الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا تغدو في عزلة مطلقة..

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2005 / 11 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


بعد أقل من عام على عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني "رفيق الحريري" أصبح أهم معلم في السياسة الدولية، في الشرق الأوسط، هو أن بعض الانظمة الرجعية في المنطقة لم تقرأ بعد، أو بالأحرى لم تستطع قراءة التحولات العالمية التي أعقبت انهيار المنظومة الاشتراكية،

وفي مقدمتها النظام الشيوعي في موسكو، والانسياق وراءها.. حتى باتت تلك الأنظمة أكثر عزلة.. لقد أنبثق بعد عملية اغتيال "الحريري" المشينة، تنامي غضب عفوي وعارم ضد الوجود السوري الغير المبرر في لبنان، منذ اتفاق الطائف 1989 ابتداءاً وحتى انسحابه المذل منتصف العام الجاري. وفي كل مكان في العالم. ولكن مع اعلان تقرير المحقق الدولي الحاذق "دتلف ميلس" وظهور العلاقة الواضحة للقادة السوريين، وعلى مستوى قمة هرم السلطة، في التورط في عملية اغتيال 2004.2.14 بدأت تظهر نزعات إنما من العدواة، على العلن، حتى من قبل الأطراف العربية تجاه السلطات في سوريا. ناهيك عن لبنان ودول غربية. ويبدو أن تعارضاً وفجوة عميقاً بدأت في الانجلاء والظهور بين سلوكيات السلطة الأمنية السورية مع التحولات التي بدت المنطقة تسير في ركبها، والتكيف معها، كنوع من صيرورة التحولات الدولية. وأن هذه السلوكيات المتعارضة ستسبب آلاماً مخاضاً وقاصماً في تعامل السلطات السورية مع العالمن خلال السنوات المتبقية من عمرها. ولذا فإن محاولة إمكانية التغلب على العقبات بالنسبة للقادة في سوريا، من اصلاح وانفتاح، والحيلولة دون التصادم مع السياسات الدولية، ينبغي أن تكون هي من اولويات سياساتها، إذا ما أريدت لها البقاء فترة أطول، أو إذا هي ارادت لنفسها بالبقاء زمنياً بالانعاش، من خلال "تفهمات" سياسية لتحاشي الصدام المباشر مع الغرب. القضايا الواضحة التي ثار حولها الجدل بين السلطات السورية والمجتمع الدولي، منذ بداية هذا القرن وإلى الآن والتي تدور رحاها حول جملة من السلوكيات الشاذة للسلطات السورية، المنافية لكل مألوف في المنطقة، وذلك من خلال القائمة الطويلة من الاعترضات الدولية على سياساتها؛ وقد أضحت متراكمة، بما فيها من الضغوطات الداخلية المنبثقة عن ديكتاتورية النظام، وإحكام قبضته الأمنية، وغياب الحريات، وانتهاكات حقوق الانسان، وانتشار الفساد.. ولكن قائمة الاعترضات الدولية على سياسات السلطات السورية، لن تتوقف، سيما دعمها المتواصل للجماعات الإسلامية الراديكالية، في كل من الأراضي الفلسطينية، ولبنان والعراق، والمسماة بالجماعات الإرهابية من قبل الدول الغربية على الأقل. ومن تلك الاعتراضات المصحوبة بنبرة الجدية، كما قالت مؤخراً " كونداليزا رايس" وزيرة الخارجية الامريكية: على السلطات السورية أن تأخذ معارضتنا لسياساتها على محمل الجد. وهي إن دلت، إنما دلالتها على النوايا المعلنة لإدارة الرئيس "بوش" المحافظة لتغيير النظام في سوريا، حتى لو اضطرت لأن تفعل منفردة، وهو ما فسره "وليد المعلم" نائب وزير الخارجية السوري وأبدى تخوفه بقوله: بأننا متخوفون من عملية عسكرية ضد (النظام في سوريا). محاججة السلطات (المشروخة) هنا، هو بأن على الغرب التمييز بين الإرهاب والمقاومة المشروعة... بيد أن تلك المحاججة جنت على أهلها البراقش، سيما بعد عملية اغتيال "الحريري"، وعدة محاولات أخرى، كمحاولة اغتيال "مروان حمادة"، وقد أثار منذئذٍ رعب السلطات السورية، التي بدت في وضع لايحسد عليه، واعلان الأسرة الدولية وفي مقدمتها الولايات المتحدة وفرنسا، عن نيتها في اتباع سياسة غير خاضعة للقيود والشروط التي ستحول دون الضربات الوقائية، ضد الجماعات الإرهابية وضد الأنظمة المساندة لها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران