الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب أوربا: هل شجاعة أم تهور؟

بوجمع خرج

2016 / 2 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


الحدث:
قررت المملكة المغربية توقيف التواصل مع الاتحاد الأوربي كرد فعل ضد قرار المحكمة الأوربية القاضي بإلغاء المعاهدة الفلاحية بسبب ما يصدر من الأراضي الصحراوية كطماطم الفراولة و عدد من الخضر بجودة عالية وطبعا الأسماك ....
القراءة:
أن المغرب يواجه أوربا( ؟؟؟) .... الحقيقة هي أن هذا الأمر يبقى جد مذهل.
فبالنظر إلى الرقعة الشطرنجية ليست هناك من قيمة للمملكة المغربية سوى ما يمكن أن تحققه البيادق... إلا أن الأمر صعب جدا إن لم يكن مستحيلا، ذلك أن الوضعية الحالية الدولية تتحكم فيها القطع الكبرى بكل حرية بعد التوصل إلى اتفاق بين الغرب وروسيا، وهو ما قد يفهم منه أن الدبلوماسية المغربية تعرف انفعالا موضوعه الصحراء الغربية المرهق.
صدق من قال: وهل تستطيع معي صبرا؟
فالسيدة موغريني قالت كلاما أخطر من ما يبديه من نعومة في تصريح مفاده أن الشراكة تتطلب الإنصات... وأن أوربا تقوم بما تراه واجبا منذ دجنبر في ظل الاكراهات القانونية وعلى أنها مستعدة لإضافة توضيحات أخرى للمملكة.... كما أنها ستنظر في أقرب الآجال إلى عواقب القرار المغربي."
هذا الكلام ينطوي على مصير الشراكة في كل أبعادها الاقتصادية والسياسية ... في ضل ما تعرفه الساحة الدولية من تقلبات يعرف فيها الحلف السعودي أحداثا لم تكن في الاعتبار، وما يتهددها على ضوء الأحداث علاقة بالتوجهات التي ستعرف تنافسا حدا سيشمل الجهة المغاربية وشمال افريقيا.
فأما السيد مزوار وزير الخارجية المغربي فيبدو كأنه لم ينتبه أن المنزل من زجاجا وقد نسي أن أوربا تعرف جيدا جدية أوربا وجدية آسيا وجدية إفريقيا ........ وجدية المملكة المغربية التي كانت تتعامل معها بها منذ عهد الحسن الثاني الذي ينقرض موروثه الدبلوماسي بما أدى بأصدقاء المملكة لأن يصطفوا وراء السيد الأمين العام للأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية والتي يقينا لها عاصفة صعبة قادمة من أخطرهم في تاريخ شمال إفريقيا علما أن السيد بان كيمون مقبل على زيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين في الاسبوع الأول من مارس 2016 ومجموعة دول معنية ماعدا المملكة المغربية .
وفي هذا السياق فمبادرة السيد وزير الاتصال المغربي القائلة بالترافع الكترونيا في شأن الصحراء الغربية يبقى عملا منفصلا عن السياق القانوني للقضية الصحراوية، بدليل أنه لو العالم كله قرر أن يساند المملكة في الحكم الذاتي الذي حددته كسقف لأي حوار ، فيقينا أنه لا أحد يستطيع أن يفرض على الصحراويين غير ما أقرته الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية منذ الستينيات، وه القائل اختصرا بحق الصحراويين تقرير مصيرهم.
ومنه يمكن القول أن المملكة في تصرفها قد تفقد قيمة من حسن النية الذي يعاني بسبب الحكامة بما لا يتماشى والمنطق الأممي الذي يعتبره مبدأ أساسيا لبناء الثقة في قضية مستعصية لأسباب معقدة تشمل الجيو إثني والسياسي و خاصة الهوة القائمة في فراغ فقهي يزداد بشكل قد ينتج عنه تجاوز الحق السياسي للحسم وفق المتغيرات الجديدة علاقة بتغير المتجهات بعد التفاهم الحاصل بين الغرب وروسيا.
لعله إذا أخطر ما يخيف الدبلوماسية المغربية التي تبدو كأنها خارج الزمن الفعلي الدولي غارقة في تمركز ذاتي دبلوماسي يضيعها كثيرا من سمعتها الموروثة عن الملك الراحل الحسن الثاني، وجعلها تحرر نفسها سيكو دبلوماسيا برفضها ما تقوم به الأمم المتحدة منذ حوار منهاست القائل بإيجاد حل يرضي الجميع ، وقطع التواصل مع أوربا بسبب تداعيات القضية الصحراوية.
ومن هذا المنطلق يمكن القول أن الوضعية تتسم بالانفعال أكثر منه الحكمة، وأعتقد أن السيدة موغريني لخصت هذا في تصريحها بما يعنيه من حاجة إلى "التبصر" الذي يفترض أن تتسم به العلاقات والشراكات ...
بوجمع خرج/ من مهندسي إعادة بناء لبنان وسلام أسلو/ المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار