الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ضرب عكاشة - بالجزمة - رسالة محددة

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 2 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


وقع الرئيس الأسبق أنور السادات معاهدة سلام مع الكيان الإسرائيلي في نهاية سبعينيات القرن المنقضي وبالتحديد في 17 سبتمبر 1978، كانت لها خطير الآثار على المنطقة العربية، وأنقسم الرأي فيها عند المصريين، بين مؤيد ومعارض، وذلك لأنه بمقتضاها استردت مصر كامل ترابها، ذلك رأي المؤيدين، أما من هم في الناحية الأخرى، فلقد رأوا أن مصر كلها قد تم احتلال قرارها ودورها.
وبعيدا عن التأييد والمعارضة، فلقد اتفق الشعب المصري جميعه على رفض هذه المعاهدة بطريقته، تلك التي ترفض رفضا باتا أي نوع من التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وهذا الرفض، في تصورنا، هو رأي الشارع المصري الحقيقي في رفض ليس الاتفاقية فحسب بل رفض تام لإسرائيل، هذا يعني أن حتى هؤلاء الذين أيدوا الرئيس السادات، إنما كان لهم نظرة برجماتية تصوروا ساعتها أنه مجرد توقيع وإذا بالأرض تعود لمصر، وهذا وحسب كان هدفهم، وما أن تم، وإذا بهم أكثر تشددا من المعارضين في رفض أي تطبيع، ذلك الذي يعني أن تكون العلاقات بين البلدين: شعبا وحكومة طبيعية، وإن رضى قطاع من الشعب أن تدير الدولة علاقتها مع إسرائيل فإن الجميع متفقون على عدم وجود أية علاقات طبيعية بين الشعبين.
من هنا نستطيع أن نفهم تلك الثورة العارمة التي اشتعلت على عضو البرلمان المصري توفيق عكاشة لأنه استقبل السفير الإسرائيلي في منزله، ولم تفلح كل محاولات عكاشة المثير، في الأصل، للجدل في احتواء هذه الثورة العارمة، التي تملكت كل أبناء الشعب المصري، من أصغره إلى أكبره، على اختلاف انتماءاته وتوجهات.
إن هذه الثورة على عكاشة ذات أبعاد عميقة ورسائل محددة، فعلى الرغم من حصول عكاشة على أكبر عدد من المؤيدين في الانتخابات البرلمانية فإن ذلك لم يمنع أهل دائرته جميعهم من رفض هذا الاستقبال بل الوصول لأبعد من ذلك من مطالبة شطبه من البرلمان، وصولا للإعلاميين، الذين ينتمي لهم عكاشة، الذين أعلنوا عن رفضهم لما قام به عكاشة، معبرين عن ذلك بوسائل شتى، لم يتورعوا في سبه بأقذع الشتائم، وفي اتهامه بأحقر التهم ووصفه بأدنى الأوصاف، إلى أن تم " ضربه بالجزمة " من أحد زملائه في مجلس النواب وهو كمال أحمد الذي أعلن أنه سيضربه كلما رآه.
كل ذلك يؤكد أن تلك السنوات التي مرت على توقيع اتفاقية كامب ديفيد، والتي كان يعول عليها، لم تزد المصريين إلا رفضا لإسرائيل، ولم تزد المصريين إلا إيمانا بأنه لا يمكن أن تكون هناك علاقة طبيعية مع من يقتلون أبناء شعبنا الفلسطيني، وهذا يعكس كذلك أن أية محاولة لكائن من كان لتسريب فكرة التطبيع ستواجه من الشعب المصري العربي بكل قوة وسيكون مصير صاحبها هو " الضرب بالجزم ".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال