الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحل السياسي في سورية ضرورة دولية و ضرورة سورية

سامر عساف

2016 / 3 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الحل السياسي في سورية ضرورة دولية و ضرورة سورية


ينتظر السوريون كما كثيرٌ من البشر الهدنة المزمع تنفيذها ابتدأً من السبت القادم بين النظام و المعارضة في سورية, لما يمكن ان تعنيه من وقف النزيف السوري المستمر منذ خمس سنوات. لاشك, ان الاتفاق على هذه الهدنة, أولاً دولياً و ثانياً محلياً, هي نقطة تحوّل هامة في الأزمة السورية, التي استعصت على الحل و تحولت الى أزمة اقليمية و دولية بأبعاد عديدة.
تأتي اهمّيتها بالدرجة الأولى للتحول الحاد للموقف الدولي من أولوياته في سورية و من خلال الاعتراف بروسيا كلاعبٍ اساسي و صاحب الدّور الأول في سورية. فالهدنة تهدف الى "وقف الاعمال العدائية بين النظام و المعارضة", مستثنيةً كل من "داعش و جبهة النصرة و المنظمات الإرهابية الأخرى التي يصنفها النظام الدولي", هذا التوصيف يعطي لروسيا و النظام الشرعية في استهداف جبهة النصرة المنتشرة في جبهات عديدة على الساحة السورية من الشمال الى الجنوب, كما يتبطن شرعية استهداف الفصائل المتحالفة معها و أهمها حركة أحرار الشام.
تعود هذه الصياغة في جوهرها, الى تلاقي أولويات الغرب مع المصالح الروسية في المنطقة. لم يعد للغرب مصالح في سورية كما هو الحال قبل خمس سنوات, فسورية خرجت من المعادلة الإقليمية ولم تعد تشكّل اي تهديد لإسرائيل, بعد تخليصها السلاح الكيماوي و استنزاف طاقاتها, كما تم توريط حزب الله في معركة استنزفت الكثير من رجاله و شرعيته في المنطقة, كما ان الاتفاق مع ايران أنجز ولم يعد الملف السوري ورقة ضغط يمكن الاستفادة منها, كما اصبح الصراع العربي الاسرائيلي و القضية الفلسطينية قضية ثانوية على حساب تعويم صراع سني شيعي, على صعيد آخر تمّ توريط روسيا في حرب تستنزف اقتصادها المحاصر و المريض بطبيعة الحال.
لذلك تقع أولويات الغرب الآن في اعادة السيطرة على الأزمة التي بدأت تتسع دوائرها واعادة الاستقرار الى المنطقة خوفاً من تحولها الى بؤرة ارهابية تهدّد حياته الآمنة و الرغيدة, كما توضّح للغرب, ان الإجراءات التي اتخذها للحدّ من الهجرة من خلال القوانين التي سنّها أو من خلال دفع الأموال الطائلة لحكومة أنقرة, لم تؤت أكلها و لابد من إعادة الاستقرار الى المنطقة للتغلّب على هذه المشكلة.
جاء رد بوتين على محاولة طرده من شرق المتوسط عنيفاً, حازماً ودخل السجال السوري السياسي و العسكري بقوة غير مساوماً على مصالح روسيا في شرق المتوسط. كان للحزم الروسي و سياسية بوتين الذي يحاول تسويق نفسه بالجندي المقدام الحامي للغرب من "الإرهاب الاسلامي" دوراً مهماّ في تحوّل الخطاب الغربي و موقفه, فهو ليس مستعدّاً لمواجهة بوتين في سورية و قد عزف عن ذلك في شرق أوروبا, كما أنّه لا يرى ضيراً في تقبّل عرض بوتين الذي سيوفر علية الكثير ولسان حاله يقول "لندعه يصارع داعش و القاعدة ونستمتع بالمشاهدة و التصفيق" أو " ديكتاتور بلا أنياب, خيرٌ من ديمقراطية تعطي مساحةً للتكفيرين كما حصل مع حماس".
تضع هذه القراءة المعارضة السورية بين فكيّ كماشة, فان رفضت الهدنة فهي تقامر بالشرعية الدولية التي جمعتها في السنوات الماضية, وربما يتخلّى عنها اصدقاءها الغربيون, وهي تنهزم عسكريا في مواقع كثيرة في سورية حالياً, و ان قبلت بها فهي تعي قصّة الثور الأبيض وربما سيتوجّب عليها القبول بشروط النظام للخروج من الأزمة.
في ظل هذه المتحولات يتعيّن على المعارضة التحلّي بالواقعية السياسية و الخروج من الأوهام السعودية و التركية, من خلال الاستفادة من هذا التلاقي الدولي و البناء علية بما يضمن بالدرجة الاولى حقن دماء السوريين ومن ثم الاتفاق مع النظام على شكل وطبيعة المرحلة القادمة.
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة