الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمة أم ماذا؟

علي أبو خطاب

2005 / 11 / 17
القضية الفلسطينية


أعلن القيادي البارز في حركة حماس محمود الزهار وقف الحركة لقذف صواريخها القسامية انطلاقاً من غزة، وهذا القرار كان بلا شك مفاجأة على كافة الصعد وللجميع، ولم يتوقعه الجمهور الفلسطيني أو السلطة أو إسرائيل نفسها وأمريكا. لأنه قد يعني بأحد معانيه هزيمة من جانب حماس مقابل الوحش الشاروني الذي يحاول إرضاخها منذ توليه الحكومة وحتى الآن، بحربه المصعورة ضد قادتها وكوادرها بل حتى مراسليها. ولم يكن أحد ليتوقع أن تستسلم حماس لهذه الدرجة بإعلان وقفها للعمليات العسكرية بل توقعوا أن تقوم على أحسن تقدير بوقف المظاهر المسلحة التي طالبتها السلطة به.
ربما لا يكون الوصف الدقيق لما فعلته حماس هو كلمة هزيمة، فالحرب سجال وخدعة أيضاً وهذين المعنيين (السجال والخدعة) ينطبقان على الفعل الحمساوي الأخير، فأولاً ربما في الأمر خدعة ما، وثانياً ثمة حالة كر وفر في أي معركة، فالأمر إذن ربما انسحاب تكتيكي يتلوه هجوم مضاد- من جانب حماس - أكثر من كونه هزيمة. والمؤشرات أتت بشكل سريع وغير متوقع لتدل على ذلك، فكان الإعلان الفوري عن خطف مسؤول الشاباك وقتله ثم إعلان إسرائيل نفسها عن توقعهاتها بتكثيف العمليات القسامية في الضفة الغربية ضد جنودها ومستوطنيها بل ربما مدنييها أيضاً داخل إسرائيل. نحن أمام حرب جديدة ساحتها الضفة الغربية وهناك سيكون المحك فعلاً لإثبات قدرة السلطة على فرض سيادتها وقرارها السياسي على باقي الفصائل وإلا ستقف موقف المتفرج كما حدث في غزة.
من جانب آخر إن ما فعلته حماس كان موقفاً صحيحاً مائة بالمائة تمنى الجميع أن تعلنه منذ زمن بعيد لكانت وفرت علينا كثير من الشهداء والمصابين فقد بات معروفاً للجميع أن صواريخ القسام هي مجرد فقاعات بلونية أو صواريخ صوتية ترهب بعض المدنيين اليهود ولا تصيب أو تقتل أحداً وإن فعلت فربما واحد أو اثنين بالصدفة المحضة. وبالمقابل تقوم إسرائيل كما فعلت في مخيم جباليا من قبل باجتياح تقتل فيه العشرات، فهل يقبل المنطق الإنساني أو العسكري أو حتى الديني مثل هذه المعادلة؟ لكن حسابات حماس لم تكن تهتم بعدد الشهداء بل بأسهمها في مجال التفاوض، إن موقف حماس الأخير يثبت أن السلطة الفلسطينية كانت صائبة في مطالبتها المتكررة بوقف قصف (الصواريخ السياسية) خاصة منذ تولي عباس الرئاسة.
لكن للأسف إن هذا الموقف الصحيح لحماس أتى في التوقيت الخطأ وكلنا يذكر أن خطاب بن لادن قبل أيام من انتخابات الرئاسة الأمريكية قد حسم الفارق الضئيل بين بوش وكيري لصالح الأول فكانت هدية لم يتوقعها بوش، وهنا التاريخ يكرر نفسه ولكن على شكل مهزلة هذه المرة (كما يقول ماركس) حين يعلن الزهار وقف العمليات في الوقت الذي تجرى فيه انتخابات في مركز الليكود لحسم الفارق الضئيل أيضاً بين شارون ونتنياهو ويفوز شارون طبعاً، فتصريح الزهار أثبت -ولو إلى حد ما – فعالية الضربات الشارونية ضد حماس مما انعكس على أعضاء حزب الليكود الذين رأوا في ذلك مكسباً شارونياً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب جامعة أكسفورد البريطانية يواصلون الضغط على جامعتهم لمقا


.. خفر السواحل الجيبوتي يكثف دورياته بمضيق باب المندب




.. وصفته بـ-التطور الشائن-.. وكالة -أونروا- تغلق مجمّع مكاتبها


.. بين مؤيد ومعارض.. مشرعون أمريكيون يعلقون على قرار بايدن بتجم




.. السويد.. مسيرة حاشدة رفضا لمشاركة إسرائيل في مهرجان غنائي في