الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مع العربية السورية ضد النزق التركي

بهجت العبيدي البيبة

2016 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


أي جنون هذا الذي يصيب ذلك القابع في قصر الرئاسة الرسمية في منطقة بشتبيه في العاصمة التركية أنقرة، فلا يمكن أن يصدر عن عقل سوي ذلك الغرور اللانهائي، والذي يخيل لصاحبه أنه قوى عظمى، يستطيع أن يسير العالم حسب رؤاه وحسب رغباته، ناهيك عن تصوره أنه يستطيع أن يعيد صياغة المنطقة كما يصوره له خياله المريض.
الغريب والعجيب بل والمدهش أنه قد تلقى العديد من الضربات لو تأملها أو وعاها لكانت خير درس ومعلم له، ولكن، كما قلنا، ﻷ-;---;--نه يذهب بخياله كل مذهب، ويرسم آمال وطموحات بعيدة عن أرض الواقع، يستمر في نزواته، التي لا تنتهي ولن تنتهي إلا وهو جثة هامدة، ولعل تهوره في قصف الطائرة العسكرية الروسية كان خير شاهد على ذلك الغرور، والذي أتي عليه بحصار على كافة الأصعدة، ولم تنته للحظة توابع هذا الفعل غير المحسوب.
حينما يعلن وزير الخارجية التركي الأسبق يشار ياكيش أن من 70 إلى 80 في المائة ضد سياسة أردوجان التي ينتهجها في الشأن السوري فإن ذلك يعني أنه يدفع بنفسه في طريق المجهول وأنه، بعناد عثمانللي، يقود تركيا لمواجهات غير محسوبة العواقب.
لقد حاول النظام التركي في بداية الأزمة السورية أن يتوافق مع نظرة ورؤية ما اصطلح على تسميته المجتمع الدولي في أن النظام السوري يقمع شعبه الذي يتوق للحرية وأخذ هذا المجتمع في إرسال الأسلحة - التي نرفض تدفقها بأية ذريعة إلى الأراضي السورية – بحجة تسليح المعارضة، وبعد ما يقرب من سنوات خمس، خاصة بعد التدخل الروسي الناجح في سوريا، وإذا بهذا المجتمع الدولي يكتشف أن هذه الأسلحة لا تصل إلى أيدي المعارضة!! التي يطلق عليها معتدلة، بل إلى أيدي الإرهابيين، وهنا تغيرت، بقدرة قادر، رؤية المجتمع الدولي الذي كان يصدر نظام أردوجان للعالم أنه يسير في ركبه، وهنا أصبح بلا غطاء، فبدت سوءاته، فلا هو يستطيع أن يزعم أنه يتسق ورؤية المجتمع الدولي ولا أن يستمع إلى رأي الأغلبية الساحقة في شعبه، ولا أن يعترف بخطئه ولا أن يعود إلى رشده.
إن تهديد النظام التركي بعمل عسكري بري في الأراضي السورية يعكس هذه السياسة المختلطة والمتخبطة للقابع في قصر الرئاسة في أنقرة، وهذا العمل لن يتم على الأرجح، وإن كان يؤكد الجنون الذي يحتل رأس أردوجان الذي ستكون الأزمة السورية وتدخله فيها بهذا الشكل أسوأ نهاية له.
إن التهديدات التركية لم تعد تترك أي أثر، ولم تعد تثير حتى حماس الإعلاميين الذين يتلقفون أي خبر، فبعد أن كان المتابع يجد زخما واهتماما لما يصدر عن أنقرة، فإنه اليوم لا يلقي بالا لما يخرج من أفواه النظام التركي، وكان لترك أمريكا حليفتها تركيا في العراء بالإضافة لدعمها للأكراد حيث إن أمريكا تنظر إلى وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا على أنهم قوات برية تحارب داعش ويجب تقوية موقفهم، ذلك الذي يتناقض كلية مع نظرة تركيا لها باعتبارها منظمة إرهابية، كان لذلك دلالة كبيرة في أن النزق التركي سيذهب بها مجاهل لن تستطيع العودة منها.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تجهز لنا أكلة أوزبكية المنتو الكذاب مع


.. غزة : هل تتوفر ضمانات الهدنة • فرانس 24 / FRANCE 24




.. انهيار جبلي في منطقة رامبان في إقليم كشمير بالهند #سوشال_سكا


.. الصين تصعّد.. ميزانية عسكرية خيالية بوجه أميركا| #التاسعة




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الدفاع المدني بغزة: أكثر من 10 آلا