الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا ازمة خيارات ام جديتها

خوشناف خليل
كاتب وشاعر

(Khosnav Khalil)

2016 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في نظرة سريعة الى مجمل خيارات الحل المتاحة للحالة السورية نتبين بوضوح تام وحتى تاريخه عدم جدية مسعى اي من الأطراف الدولية، وكذلك عدم اهلية اطراف النزاع للمشاركة بشكل فاعل في الأتفاق على حلول تقود بالحد الأدنى الى تفاهمات مبدئية حول اى من الخيارات المتاحة سواء عبر مسارات جنيف وقرار الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ والتي تهدف بالمحصلة الى الأتفاق على حلول وسطية تجلب السلام، او خيارات التقسيم او الفيدرالية التي تلوح بها امريكا وروسيا من حين لأخر، بغض النظر عن جدية الطرح من عدمه، في حال فشل المسار الأول مع ابقاء الباب مفتوحا لخيارات اخرى لا يتم التطرق اليها بشكل واضح ويمكن استنتاجها بالرجوع الى حالات صراع او حروب اهلية في مناطق اخرى من العالم وجدت الحل سأختصرها في خيارين بالنسبة للحالة السورية يقودان الى نفس النتيجة، اولها يكمن في تقوية ودعم احد اطراف الصراع بحيث يححق انتصارا عسكريا واضحا ويبسط سيطرته وبالتالي يحدد شكل الدولة القادم والثاني هو التدخل العسكري المباشر لصالح احد الأطراف. في كلا الحالتين يبقى النظام مع او بدون رأس النظام هو المرشح الأقوى للعب هذا الدور في حال تم اللجوء الى احدى الخيارات انفة الذكر للأسباب التالية:
- تواجد القوات الروسية على الاراضي السورية واصطفافها المطلق الى جانب النظام.
- التوافق الدولي حول عدم قبول داعش وتوابعها الجهادية للعب هكذا دور.
- عدم الثقة بالمعارضة المعتدلة بسبب ضعفها وتشتتها.
وهذا ربما يعطي تفسيرا ايضا للمتسائل لماذا لايتم استهداف داعش وتوابعها بشكل جدي حتى الأن؟.
بالرجوع الى المسار التفاوضي وبالنظر الى حالات دولية مماثلة نرى بأن هذا الخيار لم يأتي ثماره الا بعد عقد من الزمان او اكثر بعد ان تنهك اطراف الصراع وتصل الى قناعة بأنها لن تستطيع تحقيق اي انتصار كما انها لم تهزم بعد، وهذا ربما يفسر سبب تعثر مفاوضات جنيف ان لم نقل فشلها في هذه المرحلة، ناهيك عن ان هذا الحل يتطلب وجود قوة دولية محايدة تشرف على تنفيذ هكذا اتفاقيات.
في سوريا بالرغم من سريان قرار الهدنة الا انه لا وجود لمثل هذه القوة حتى الأن وهذا ما يزيد الشكوك في جدية قرار الهدنة وهذا المسار.
بحسب الكثير من المحللين السياسيين الغربيين والأمريكيين وبنظرة دقيقة الى الواقع على الأرض يبقى خيار الفيدرالية هو الأمثل بالنسبة للحالة السورية بالرغم من انه قد يكون معقدا اكثر من الخيارات الأخرى بسبب رفض الدول الأقليمية وعلى رأسها تركيا لهكذا خيار، وكذلك اتفاق النظام والمعارضة على استبعاد هذا الخيار ليس لسوءه انما لغاية واحدة تجمع الكل بالرغم من اختلافهم وهو ابقاء القضية الكردية عالقة دون حل. اما مسألة التحجج بمعوقات اخرى كالتداخل الجغرافي للمكونات السورية هي ليست الا حجج واهية يمكن تجاوزها بأختيار شكل الفيدرالية الأنسب للحالة السورية.
وهكذا يبقى هذا الخيار ايضا شأنه شأن الخيارات الأخرى غير ممكن في ظل ارادة سورية مسلوبة ودون ارادة دولية حقيقية بأدوات مستكملة لم نتلمس بوادرها الى الأن تفرض هذا الحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تنظر الحكومة الإسرائيلية لانتهاء مفاوضات القاهرة دون اتف


.. نتانياهو: إسرائيل مستعدة -للوقوف وحدها- بعد تعهد واشنطن وقف




.. إطلاق مشروع المدرسة الإلكترونية في العراق للتقليل من الاعتما


.. نتنياهو: خسرنا مئات الجنود بغزة.. وآمل تجاوز الخلاف مع بايدن




.. طلاب إسبان يدعمون غزة خلال مظاهرات في غرناطة