الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كعك انطوانيت وبسكويت الصغير /سقوط باستيل الخضراء

منتظر الزيدي

2016 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


(اشنقوا آخر ملك بامعاء آخر قسيس )
من شعارات الثورة الفرنسية...
يذهب الكثير من المؤرخين وفلاسفة السياسة إلى ان الثورة الفرنسية هي من اكبر المنجزات الشعبيةالتي اتت لصالح الفقراء والمحرومين خلال القرن الثامن عشر .وقد الهمت تلك الثورة ثورات بعدها واستنسخت في بلاد اخرى واسترشدت بها حركات واحزاب ثورية.
ففي عام 1789 انطلقت ثورة شعبية في فرنسا تهدف إلى تحويل فرنسا للملكية الدستورية على غرار ماجرى في انجلترا وتحمل شعار( حرية، مساواة،إخاء ) معتمدة على غضب الجمهور الجائع في ظل إفلاس الدولة جراء الحروب الخارجية، يقابله في الوقت ذاته إسراف وبذخ (ماري انطوانيت) زوجة ملك فرنسا لويس السادس عشر. هذه الملكة المكروهة من قبل الشعب سرعت من انضاج الثورة بعد تصريحها الشهير.ففي خضم السخط الشعبي على غلاء الأسعار و فقدان الخبز اطلقت مقولتها التهكمية (لماذا لا يأكلون الكعك بدل الخبز؟) وهو ما أعطى دفعة جديدة للثورة تضاف إلى دوافعها الأخرى وادت في النهاية إلى ثورة أسقطت نظام الحكم الملكي في فرنسا .
قبل ايام وصلني فيديو لاحد البرلمانيين السابقين (جلال الصغير) وهو يلقي خطبة الجمعة في احد جوامع بغداد ويطلق موجة من الحلول الغريبة، بعد افلاس ميزانية العراق بسبب فساد الطبقة السياسية التي ينتمي اليها هذا الشيخ فقد صرح القيادي في مجلس عمار الحكيم قائلا : "يستطيع العراقيون العيش باقل من70 ألف دينار( 50-$-) شهريا" ،علما ان هذا المبلغ لا يكفي لعزومة ثلاث اشخاص في مطعم.! وأردف "يمكن ان يتحسن الحال اذا ما استغنى الشعب عن البسكويت والحلويات".! هذه التصريحات اثارت موجة سخط واستهجان في الشارع العراقي لأسباب عدة أولها ان هذا الشيخ وغيره يتسلمون رواتب بالملايين ناهيك عن المنح والهبات والصفقات والسرقات. والثاني أن معظم الفقراء في العراق لايمتلكون ترف شراء الحلوى يوميا لأطفالهم بل وحتى رغيف الخبز ..ولا اعرف لماذا اخذ مني هذا الخبر وقتا كبيرا في تفكيري وجعل حكاية ملكة فرنسا تقفز إلى حاضري من كتاب(سقوط الباستيل ) للكاتب الكسندر دوماس. لاربط بين طغاة باريس وطغاة بغداد ،بين شخصية لويس الضعيفة ورئيس الوزراء العبادي ،وبين ماري انطوانيت ممثلة الفساد في البلاط الفرنسي وبين السياسيين العراقيين ممثلين بجلال الصغير.
الأمر المشابه الاخير ان ماري انطوانيت كانت متهمة بانها عميلة لقوى خارجية كما الحال لدينا
وفي النهاية ارتقت هي وزوجها وعدد كبير من الفاسدين في بلاط فرساي المقصلة غير مأسوف عليها من شعب لم يحبها .فهل ستكون تصريحات الصغير ايذانا بسقوط باستيل العراق (المنطقة الخضراء)...؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟