الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب إدارة التوحش

سامر رسن

2016 / 3 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


هذا المقال هو بحث وتلخيص لأهم كتب الرعب والدم والموت والمُسمى "إدارة التوحش"، والذي يتحدث عن الجهاد الإسلامي وسُبل إقامة الدولة الإسلامية..
يُعتبر كتاب إدارة التوحش خطة العمل الرئيسية التي سارت وتسير عليه أهم التنظيمات الجهادية الإسلامية ، كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة، وقد تم تأليفه في كهوف تورا بورا في أفغانستان سنة 2004، تحت إسم مؤلف وهمي هو "أبي بكر ناجي"...
وقد تم تطبيق كل التعليمات العسكرية الموجوده فيه في العراق وسوريا، والعمل سائر اليوم لتطبيقه ايضاً في عدة دول عربية أخرى أهمها مصر على يد تنظيم "أنصار بيت المقدس"..
معنى عِبارة "إدارة التوحش" هو خَلق منطقة خالية مِن إدارة وسلطة وقوانين الدولة لتعم فيها الفوضى والقتل والرعب والتوحش ، أو القفز على مناطق تعرضت للفوضى والتوحش بسبب حرب عشائرية أو أهلية وإدارتها "إدارة التوحش" حيث يضطر الناس بأشرارهم وأخيارهم بقبول حكم هذا التنظيم وهذه الإدارة بإعتبارها البديل الوحيد للفوضى والخراب، فيتم دراسة الدول التي يوجد فيها مناطق رخوة، أو مُمكن إنشاء مناطق رخوة متوحشة فيها، فمهما كانت الأمور في تلك المناطق فوضى فإنها أفضل مِن حكم "المرتد والكافر" حسب تصوير الكتاب..
و"إدارة التوحش" هي مرحلة مِن أربع مراحل تهدف لتحقيق الغاية الرئيسية المنشودة "الخلافة الإسلامية" ، وهذه المراحل حسب هذا الكتاب هي:
المرحلة الأولى/شوكة النكاية والإنهاك..
والمقصود بها هو ضرب الدولة في أماكن مُعينة عديدة وإن كانت ليست ضربات قوية ولكن بصورة مُتتالية بحيث لاتجعلها تلتقط أنفاسها ، فمثلاً ضرب عدة مدارس في يوم واحد فتضطر الدولة إلى توفير حمايات أمنية على عشرات ومئات المدارس، أَي مزيد من الجهود والأموال ، وإختيار يوم لضرب عدة مصارف ، ويوم للجوامع والحسينيات والكنائس ، ويوم للجسور ، ويوم للأسواق والمقاهي ، وهكذا مع باقي دوائر ومرافق الدولة والحياة العامة..
أي الأعتماد على معارك صغيرة ، وعندما يحين موعد الإنتصار وتحقيق الأهداف في المعركة الكبيرة فأن الفضل لا يعود لهذه المعركة "الكبيرة" وإنما لتلك المعارك الصغيرة "مُستفيدين من تجربة إنهاء الإتحاد السوفييتي في ثمانينات القرن الماضي في أفغانستان والتي أدت إلى إخراجه منها وإسقاطه فيما بعد،عن طريق معارك صغيرة ومتواصلة".
حيث تُنهك الدولة تدريجياً من ناحية إقتصادها وسياستها ، يُساند هذه الأعمال حرب إعلامية تُزعزع ثقة الدولة بنفسها وثقة شعبها بها ، وترفع من معنويات أفراد التنظيم المُسلح وتجعله يكسب عناصر جديدة وخاصة من فئة الشباب..
ناهيك على إن عناصر الدولة الأمنية والعسكرية الجيدة سيتم توفيرها بالدرجة الأولى كحمايات على أعضاء الحكومات المركزية والمحلية ، ونواب البرلمان "إن كان نظام الدولة برلماني" وعلى أفراد الأسر الحاكمة "إن كان نظام الدولة ملكي أو شمولي ديكتاتوري" ، وكذلك على حقول النفط ومرافق الإقتصاد ، وعلى البعثات الأجنبية والسفارات والمطارات.
فتبقى الشوارع والسيطرات وأطراف الدولة ومدنها رخوة كونها بيد عناصر ضعيفة ، وحتى تلك العناصر الأمنية الحكومية ، فإنه بعد تعرضها لهجمات مسلحة متكررة مُكثفة تكون أمام خيارين ، إما الإستسلام والإنضمام للتنظيم ، أو الهرب وترك مواقعها ومدنها فريسة للفوضى والعصابات والتوحش ، ومثال على ذلك ما حدث في الموصل بالعراق ، فمعنى هذه المرحلة هو تحويل منطقة إلى جحيم وفوضى متوحشة ، أي البطش والقتل بأبشع صوره ، إلى أن يخضع الأشرار والأخيار في هذه المنطقة لسلطة التنظيم بعد أن يتأكدوا إنه لا خيار ثاني أمامهم سوى الموت والفناء ، وهنا تأتي المرحلة الثانية للتنظيم وهي "إدارة التوحش"...
المرحلة الثانية/ إدارة التوحش..
في المناطق التي خسِرت سلطة الدولة وإنتشرت فيها العصابات والفوضى والتوحش، يأتي هنا دور التنظيم لترويض هذه "الفوضى والتوحش" ومن ثم إدارة هذه المناطق "إدارة التوحش" ، حيث يعمل التنظيم على تحقيق عدة أمور هنا، أهمها:
أ- نشر الأمن الداخلي ، وإحسان إدارة التوحش.
ب- توفير الطعام والعلاج.
ج- تأمين منطقة التوحش من غارات "الاعداء" ، سواء كان هؤلاء الأعداء عصابات مُنظمة مسلحة، أو مُتمردين من الأهالي، أو تنظيمات إسلامية جهادية أخرى "من نفس المنطقه أو من مناطق مجاورة، أو قد يكون العدو عبارة عن أجهزة الدولة العسكرية والأمنية.
د- إقامة "القضاء الشرعي" بين الناس الذين يعيشون في مناطق الفوضى والتوحش.
ه- رفع المستوى الإيماني والكفاءة القتالية لشباب مناطق التوحش وإنشاء المجتمع المقاتل بكل فئاته وافراده عن طريق التوعية بأهمية ذلك والتدريب الميداني..
ح- التريث حتى تتوفر القدرة على الأغارة والتوسع وغنم اموال الاعداء وإبقائهم في توجس دائم وحاجة للموادعة.
خ- إقامة التحالفات مع من يُجيز الشرع والظرف الزماني والمكاني التحالف معه ، حتى لو كانوا مُجرد أفراد لم يعطوا الولاء الكامل لإدارة التنظيم ، أو تأليف قلوبهم مؤقتا بالمال.
ع- ألعَفو عن بعض العناصر الموالين للدولة ، بعد أن يتم التأكد مِن إن العفو عنهم وعن "إرتدادهم" سيرجعهم الى "الاسلام وطريق الحق".
وللتنظيم أمثلته للإدارات المتوحشة التي قامت مِن قَبل، سواء تلك التي قامت في ألعهد الأول لظهور الإسلام "كسلطة وإدارة النبي محمد للتوحش الذي كان موجود في مكة والمدينة"..
ومِن الدويلات التي تنطبق عليها إدارة التوحش والتي يستشهد بها الكتاب هي طالبان في أفغانستان والتي أعترفت بها حين قيامها ثلاث دول هي السعودية والإمارات وباكستان، أو أشباه الدول كحماس في غزة ،وداعش وجبهة النصرة في العراق وسوريا، وحركة أنصار الشريعة في طرابلس، وحركة الشباب الإسلامي في الصومال، وجبهة التحرير مورو ابو سياف في الفلبين وغيرهم...
المرحلة الثالثة/ شوكة التمكين وإقامة الدولة الإسلامية.
حيث يعمل التنظيم في هذه المرحلة على تقوية شوكته والبدء ببناء دولته والزحف لضم مناطق مجاورة أخرى لسلطته..
المرحلة الرابعة/ مرحلة الخلافة الواسعة.
العوامل المُهمة المُساعدة على قيام إدارة التوحش
1- وجود عمق جغرافي وتضاريس تسمح بنشر القتل والفوضى والتوحش..
2- ضعف النظام الحاكم وضعف سلطته المركزية على الاطراف، أو حتى على مناطق داخلية قد تكون احياناً مكتظة بالسكان.
3- وجود مد إسلامي جهادي مبشر في المنطقة "حواضن".
4- إنتشار السلاح بأيدي الناس.
هذا الكتاب قامت مؤسسة "ويست بوينت" الأمنية العسكرية الأمريكية "West Point" بترجمته إلى اللغة الأنكليزية، لتدرسه لطلابها مِن أجل فهم خطط وتحركات المجموعات الإسلامية الإرهابية ومواجهتها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في جباليا ورفح بينما ينسحب من


.. نتنياهو: القضاء على حماس ضروري لصعود حكم فلسطيني بديل




.. الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة بمسيرات حاشدة في المدن الفلسطي


.. شبكات | بالفيديو.. تكتيكات القسام الجديدة في العمليات المركب




.. شبكات | جزائري يحتجز جاره لـ 28 عاما في زريبة أغنام ويثير صد