الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصحراء الغربية بين تجاذبات الاستقطاب وروح الانتفاضة

السالك مفتاح

2005 / 11 / 17
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


اتفاقيات مدريد لعنة تلاحق اسبانيا، خطا جسيم لا ينبغي ان يمر دون عقاب ... اسبانيا هي المسؤولة والمغرب هو المحتل .. ثلاثون سنة تمر على اكبر صفقة ان لم نقل صفقة القرن .. اتفاقيات مدريد تظل وصمة عار في جبين الحكومات الاسبانية المتعاقبة، ما دامت مدريد لم تكفر عن جريمة اقترفتها في حق شعب اعطت وعدا فخانته في نهاية الطريق .
اسبانيا تقف اليوم لتقول كشعوب ومنظمات وهئيات انها برئية من تلك الاتفاقيات برأة الذئب من دم يوسف ..
اسبانيا الرسمية لم تبارح مكانها منذ ثلاثين سنة.. لم تغير موقفها رغم التبدل في الخطاب ان لم نقل ازدواجيته بالنسبة لساسة اسباينا ومن بيده سلطة القرار .. ذلك ما اوضحه منسق حركة الهئيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي .
اسبانيا عليها الكثير، لكنها لم تسلم من تجاذبات المصالح وتقاطعها ففي السبعيينات كانت اسباينا الفرنكوية تسير في فلك الادارة الامريكية المباشرة وفي الداخل تحت ضغط لحظة التحول و وترتيت بيتها من الداخل .. اما الان فان التجاذب يقع في جبهة الموقف الفرنسيى واطروحة المغربية وفي ظل المساومة من الرباط بملفات الهجرة والارهاب والسمك والفوسفاط ، لكن الراي العام في اسباينا، كانت له كلمة الفيصل ليس في رسم السياسة وتحديد اولويات الاجندة وانتاج الحكومات عبر صناديق الاقتراع، بل اكثر من هذا في التاثير مباشرة في صناعة القرار عبر حركة التموجات .. دلكم ان المجتمع المدني والهئيات السياسية تشكل ابرز عوامل قوة قد يملكها أي طرف في اللعبة السياسية بالنسبة لدولة دستورية مثل اسبانيا.
في ذكرى اتفاقيات مدريد تبدو الصورة جلية،خاصة عند وضع في الحسبان، ان الراي العام الاسباني كان سنة1975 مغيبا بفعل التعتيم والديكتاتورية وسط ضبانية الصراع الدولي.
لكن الان في ظل المتغيرات التي طرات على اجندة صناعة القرار وموازين القوة في عالم بدأت مصالحه الكبرى تتموقع خلف متاريس مصالح الولايات المتحدة الامريكية .
اللافت ان ذكرى اتفاقيات مدريد ،هذه المرة تزامنت وعودة الصحراويين الى الشارع في اكبر مظاهرة منذ ماي الماضي تاريخ تجدد الانتفاضة التي باتت تحمل رمزية العلم الصحراوي في مواجهة رموز الاحتلال .
تزامن كل ذلك مع تاكيد شعوب اسبانيا في اكبر مظاهرة بقلب مدريد وباعلان سياسي يحمل اسبانيا المسؤولية من اجل ترئية الذمة من اتفاقيات مدريد وتبعاتها الاخلاقية والسياسية والتاريخية .
الملاحظ ان جماهير الارض المحتلة ، كانت هذه المرة بالمرصاد لطرح ملك المغرب الذي اراد النفخ في مشروع الحكم الذاتي الذي لقي من الشارع الصحراوي هذه المرة مثل كان الحال مع النسخة الاسبانيي بداية تسويق الاطروحة .
وفي ظلال الحدث تستقطب القضية الصحراوية الانظار،وتبرز كقضية محورية من قضايا الاجندة الدولية . اذا اعلنت الهئيات الاسبانية والاوربية ، ارادة متصلبة من الاستماتة من اجل الدفاع عن حق تقرير المضير في الصحراء الغربية ، واكثر من هذا ان القضية باتت من اهتمام الادارة الامريكية التي تناقش في جلسات استماع بجلنة العلاقات الخارجية الامريكية ،هذا في حين يعلن الناطق باسم الخارجية الامريكية ،السيد ادم ارلي ان واشطن ترغب في التعامل مع دولة مستقلة في الصحراء الغربية . وتبرز التقارير ان الادارة الامريكية ، تريد رعية لدولة مستقلة على شاكلة ما فعلت بريطانيا في رعاية دول في الخليج العربي في العشرينيات والثلاثينات من القرن الماضي . واكثر من اهذا ان الادارة الامريكية وجدت انه امام عدم الاستقرار بمنطقة الشرق الاورسط، فان دول المغرب العربي النفطية وغرب افريقيا مثل غينيا، كفيلة بان تكون مكملة لموارد الولايات المتحدة من النفط..
للتذكير سبق ان اعلنت الادارة الامريكية ، ذات الموقف الواضح اتفاق الشراكة بين واشنطن والرباط من سنة 2004 . فهل تتشجع الادارة الامريكية، في المضي قدما في حل النزاع بصورة نهائية، وهي التي كان الراعي لاطلاق سراح اخر دفعة من اسرى الحرب المغاربة لدى البوليساريو، غشت 2005 الذي تم على يد رئس لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الامريكي ..!؟ ولماذا لا ترعى واشنطن تطبيق خطتها لتسوية القضية التي اعدها ابرز رجالاتها ووزير خارجيتها الاسبق ، السيد جيمس بيكر.!؟
وعلى الارض الارض تبرز استمرارية الانتفاضة الصحراوية التي بدأت حقيقة قائمة وفي مواجهة واضحة وهي تحمل مطالب الحرية والاستقلال للشعب الصحراوي،تكتبها وتجسدها بالصدور العارية والالوان الصحراوية المتميزة ..!!
لقد بات انتفاضة امل الاستقلال، ليست بالشعار المرفوع ،بل هي الحقيقة الناطقة في كل مداشر وامصال الارض المحتلة، لكنها اخذة في التوسع لكل حدود 1912 و1958.. في ذلك رسالة قوية ولم شمل الكينونة الصحراوية من وادنون حتى الكويرة..!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح