الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملوك في عصر السرعة

شاهين خليل نصّار

2016 / 3 / 3
العولمة وتطورات العالم المعاصر


كثر في زمننا الملوك والملكات والأمراء والأميرات… من أميرة الحنين الى ملك الغرام، الى ملكة العذاب، وأمير الفيسبوك، وملكة الجمال التي تنصّب نفسها على الانستغرام، او على تويتر قد تجد ملك الحب، وملك الغناء، وسلطان الحب، والكثير من الفراعين والسلاطين المنصّبين لأنفسهم دون تفويض.

في هذا العصر، عصر الحداثة، عصر السرعة، عصر التكنولوجيا، عصر الفيض بالمعلومات، بات الكل يضيع بمن يتبع ويتابع…

أمراء وملوك الأزمنة الغابرة لا يزالون يتحكمون في الأنظمة السياسية بحق وحقيقة، وربما لهم تأثير كبير على الصفحات الإلكترونية وشبكات التواصل شتى، الا أن قصدي هو أولئك الملوك والملكات الذين يركضون وراء الاعجابات… فإذا كان الملوك والأمراء في الماضي يستمدون شرعيتهم من الله أو من الشعب ومن ثم ينقله لنسله بالوراثة، اليوم بات اللايك والاعجاب سيد الأحكام.

سباق الإعجابات التي تُجمع بطرق عديدة ومتعددة، تحوّل الى هوس يقوّضنا عن البحث في الحقائق.

وكالعادة الملوك يسرقون إنتاج الآخرين وينسبوه لأنفسهم. في ما مضى سرقوا النتاج الزراعي والتجاري، واليوم باتت سرقة النتاج الفكري حلال على معتلي العروش الرقمية.

وللأسف لا يوجد من يصحح هذه الأكاذيب، ولا أحد بمقدوره التصحيح عدا التنويه بقلة من الكلمات. وفي سيل من اللايكات المتلئلئ على الصور وبعض الكلمات الكاذبة أو المسروقة والتي يحلو للبعض أن يقول انها “منقول” عن آخرين دون الإشارة الى المصدر، لأن الملكية الفكرية غير مهمة في عهد السرعة أو لدى البعض، ترى تعليقات التصحيح تضيع بين تعليقات العبث والغباء.

نعيش بعالم كل شيء يحدث فيه بسرعة، وتتطاير الأحداث والأفعال والأنباء والأخبار متبعثرة في الأجواء الإعلامية، تتكاثر وتتوالى المعلومات دون أن نتمكن من فصل المركز عن الهامش والمهم عن المهمل والعبثي. الأمور التي تستحق بالفعل قراءة وتحليلا والأمور التي قد تكون مجرد تجميع للكلمات المبعثرة. لست بذلك أستهين أو أقلل من أهمية بعثرة المعاني على سطور الأقلام ولا من يسطرها، لكن السؤال المطروح هو هل هناك حاجة بالرقابة؟ يقول المثل إن ما يعتبره البعض قمامة قد يكون كنوزا للغير…

ما لا شك فيه هو أنه هناك حاجة للتوجيه والإرشاد…. بدأت اليوم أعي نصيحة اهلي عند دخول الانترنت الى عالمنا في جيل الشباب، احذروا واستخدموه للعلم فقط… الانترنت هو إحدى السبل لمضيعة الوقت بالعبث ولكنه أيضا طريق لقضاء الوقت في التثقيف وتوسيع الآفاق والتعرف على الآخرين وبناء صداقات…

أعرف أنه قد يبحث البعض عن أمور يهتم فيها ويتابعها ويرغب بمشاركتها مع اصدقاءه، ولكن يا حبايبي اعفوني من هبلكم… وأعترف اني أحيانا أرقب البعض وأتابع بعض الصفحات للترفيه وليس أكثر، ولكني أفضل أن تكون المواضع التي أنشرها بنفسي ذات قيمة أكثر ولهذه القيمة ميازين مختلفة تقاس بحسب ميازين مختلفة وبحسب فلترات يضعها كل على ناظريه…

في عصر السرعة يعي الانسان أهمية أن تسير الأمور ببطء. في هذا العصر الذي الكل يبحث عن نتائج سريعة ومباشرة وآنية هناك قلة كما في كل العصور تبحث عن النتائج الزامنة التي تمتد وتبقى… والأمر سيان بالنسبة للنتاج الفني والثقافي والأدبي، ففي عصر بات فيه الفيديو ملك العصر، قيمة الكتاب والمقالة والصحيفة بنظري تزيد… قد تشاهد الفيلم ويروي لك قصة حرب كاملة خلال ساعة ونصف، ولكن عندما تقرأ كتابا عن الحرب ذاتها تعي التفاصيل التي تغاضت آلية القصة المصوّرة عن إظهارها أو إبرازها أو حتى ذكرها.

في عصر السرعة… خذ وقتك!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد