الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اذهبوا فانتم الطلقاء

عبد الله السكوتي

2016 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


هواء في شبك
( اذهبوا فانتم الطلقاء)
عبد الله السكوتي
وهذا ايضا مدير مدرسة اعدادية، صعد الى الطابق الثاني مع المعاون، دخل الشعبة الاولى ولم يجد مدرسا، وكان الدرس الاخير، فسألهم، فردوا ان لديهم درس رياضة، فقال: اخرجوا، دخل الشعبة الاخرى فلم يجد مدرسا، فسألهم، فقالوا لدينا درس انكليزي، ومدرس الانكليزي غير موجود، فقال اخرجوا، ودخل الشعبة الثالثة فلم يجد مدرسا، فسأل الطلاب، فقالوا: لدينا الان درس فيزياء، لكن اخذنا الفيزياء في الدرس الثاني بدل الانكليزي، فقال اخرجوا يا اخوة الايمان الى البيت، ودخل الشعبة الرابعة وتكررت الحالة مع ضوضاء كبيرة، تشبه الى حد ما التظاهرات، فصاح ضجرا: اذهبوا فانتم الطلقاء،العبادي يديرها مع نفسه وتهديدات التظاهرات تصك سمعه، هل يقول لوزرائه: اذهبوا فانتم الطلقاء، ام يقول لهم اخرجوا يا اخوة الايمان، ان في امريكا حاكما لايظلم عنده احد، وان في اوربا كذلك.
الانباء التي تتسرب من هنا وهناك تعيد الى الذاكرة العصر الحجري بكل منغصاته، ويقال والعهدة على الراوي ان عصام الجلبي وزير النفط في زمن صدام سيتسلم وزارة النفط مجددا، وكأن تجربة صدام كانت ناجحة فعلا على المستوى العلمي، لقد غادر الوزارة وآبار النفط متهالكة مع الكميات المحدودة التي كان يصدرها العراق ومع امتيازات النفط العراقي القريب من سطح الارض، ومع هذا لم يستطع ان يديم حقول النفط في كركوك والتي اعلنت انها غير قابلة للتصدير منذ زمان، اما وفيق السامرائي فرجل ذو كفاءة عالية، وهو يتمتع بعقلية استخبارية كبيرة، وهناك اسماء اخرى مرشحة لوزارات كبيرة ومهمة، والكتل السياسية تترقب، وهي تشاهد بعينها ان الصدر والعبادي سيأخذان منها تعب العمر، وستخرج هذه الكتل بصخام الوجه، وربما لن يلجأ العبادي الى اطلاقهم بالقول المشهور اذهبوا فانتم الطلقاء، احتمال كبير ان يصار الى سؤال وجواب.
التجربة العراقية بعد 2003 اثبتت فشلها بشكل واضح وملموس، لكنها لن تجير باسم طائفة دون اخرى، الجميع شارك بافشال العملية السياسية، البعثي عمل مع عضو حزب الدعوة وعضو المجلس وعضو التيار وعضو الاسلامي، عملوا جميعا على اجهاض التجربة الديمقراطية التي كنا نتمنى لها ان تزدهر، وعلى الشعب ان ينظر بعين ثاقبة ويرى حجم الكارثة التي يمر بها، ولا يصدق الصراخ هنا وهناك، وعليه ان يعصبها برأس الجميع ممن سطوا على هيبة الدولة، وكسروا معنوياتها في اول اسبوع لها، هذا يقتل شرطيَّ المرور، وذاك يعزل السيطرة ويكتف افرادها ويرميهم في الشارع، وآخر يفجر ويفجر ويخرب ويدمر ويقتل هنا وهناك، وهو الآن يضحك ملء فمه، فلقد انتصرت ارادة الشر، وكانت ارادة الخير او من وقفت محلها عونا كبيرا لها.
نعم كانت الاحزاب الاسلامية الشيعية عونا كبيرا للقاعدة وداعش على تدمير العراق، ربما لم يكن عدوَّ الحق من يعمل ضده فقط، وانما من يصمت على الباطل سيكون عدوا للحق، هكذا توزن الامور وبهذا الشكل نعرف ماجرى في العراق، المعارضة التي كانت في الخارج لم تأت بمفردها، وانما خدعت بالدبابات الاميركية، فسقطت اول قطرة من قطرات حياء اعضائها، وصار تهافت قطرات الحياء بالتدريج، احد الوزراء الان في الحكومة، هو ابن عائلة فقيرة، وجاء من ايران باجرة سيارة اقترضها من احدهم، وبمجرد ان تسلم الوزارة صار يلبس ثياب الوجهاء ويسمي بقالة والده بالشركة، لقد نسوا الله فنساهم، وهاهم سيغادرون العراق بهلهولة، والعبادي متفضلا عليهم يقول: اذهبوا فانتم الطلقاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها