الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرب يوقعون بقلم اسرائيل

خالد الصلعي

2016 / 3 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عرب يوقعون بقلم اسرائيل
**********************
قبل ثورة الربيع العربي التي كشفت وعرت مجموعة من الحقائق الوطنية والاقليمية والدولية ، كانت بعض الدول العربية الفقيرة ، كالمغرب عالة على دول الخليج العربي . لكن بعد انطلاق الثورات العربية ، وبعد مضي خمس سنوات ، أصبحت دول الخليج عالة على الدول العربية الفقيرة .
لم يكن قرار دول مجلس التعاون الخليجي قرارا مفاجئا بتصنيف حزب الله ضمن خانة الارهاب ، وبصمه بالحزب الارهابي ، فمقدمات هذه التهمة الثقيلة ابتدأت منذ اكثر من عشر سنوات ، وتحديدا في حرب تموز ،/يوليو2006 ، عندما تم ترسيم مفهوم الشرق الأوسط الجديد ، وتقسيم العالم العربي بين دول الممانعة ودول الاعتدال . لكن نتائج حرب تموز أسقطت مشروع الشرق الأوسط الجديد كما سوقت له وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس ، التي توارت الى الخفاء هي ومجموعتها ممن كانوا ينعتون بالصقور ، كالرئيس جورش بوش الابن ورامسفيلد . وهو ما يناقض تماما سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث تستمر الشخصيات الكبرى في الظهور وممارسة تأثيرها السياسي ، وهو ما لم يحدث مع فريق جورج بوش الابن . وهنا وجب طرح الأسئلة .
ما كان مفاجئا حقا هو قرار وزراء الداخلية العرب بتصنيف حزب الله كحزب ارهابي ، مع انسحاب العراق وتحفظ لبنان ، وغياب سوريا وامتناع الجزائر . وهو ما يحفظ بعض ماء وجهنا . خاصة وأن القرار جاء قاسيا وصارما ، وكأن حزب الله قد هدد المغرب فعلا ، وفتن تونس ، ودمر موريتانيا ، في حين أن سياسات حزب الله يعرفها القاصي والداني ، يرفع لواء المقاومة ضد اسرائيل عدوة العرب والمسلمين والانسان كقيمة عليا . فقد جاء نص الادانة بما لايترك مجالا للشك أن وزراء العرب غير الخليجيين وقعوا شيكا على بياض ، حيث يشير النص الى اعتبار حزب الله " منظمة ارهابية وعليه فان مجلس وزراء الداخلية العرب يقر «إدانته وشجبه للممارسات والأعمال الخطرة التي يقوم بها حزب الله الإرهابي لزعزعة الأمن والسلم الاجتماعي في بعض الدول العربية».
وهو لعمري عبث ما بعده عبث ، على ضوء حقائق كثيرة تفحم على الأقل وزيرا كوزير الداخلية المغربي محمد حصاد ، الذي عطلت بلاده اجتماعا هاما للملوك والرؤساء والامراء العرب في المغرب قبل أيام قليلة فقط . فكيف اجتمع وزراء الداخلية ، وتشرذم الحكام ؟ هل هناك عاقل سياسي واحد يفسر هذه المفارقة ؟ .وكأننا تحت امرة مسؤولين على مستشفيات مجانين ومارستانات ، ولسنا امام أخطر وزراء عرب ، وهم وزراء الداخلية .
نعم كان قرار دخول حزب الله في حرب سوريا خاطئا ، لكن له قراءات سياسية ووجودية لا تغفلها عين المراقب . نعم انه يدعم الشيعة في كل بقاع العالم ، وهذا حقه ، فمن لم ينصر أخاه لن يجد من ينصره . لكن ما لايفهم حقا هو ان تتوافق كل سياسات آل سعود بأجندات الصهاينة ، حتى ان قرار وصم حزب الله بالارهابي لم يرق الا اسرائيل وحدها ، ونأت الأمم المتحدة عن القرار ، كما ان دولا كالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية لم نسمع لها ردودا مرحبة بالقرار . فهل هذا يعني عزلة دولية في قرار كان سيحظى قبل عامين فقط بدعم دولي كبير لو تم اقراره ؟ . فماذا تغير في السياسات الدولية ليجد الحكام العرب أنفسهم يتامى قرار لم يعد يشكل اولوية بالنسبة لدول القرار الدولي ؟ .
ان هذا القرار المجحف في حق مكون أساس من مكونات الشعب اللبناني ، والذي يمثل العقبة العربية الوحيدة لهيمنة اسرائيل على المنطقة كلها وعلى العرب جميعهم ، يمثل بالنسبة للأحرار من العرب تاجا على رؤوسهم ومفخرة كبرى ، بغض النظر عن الاختلافات الهامشية في مسائل متعددة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ